في مقابلة صحافية اتسمت بالصراحة والشفافية منذ بضع سنوات، تحدث النجم الإنجليزي الشاب نيك باول عن شعوره بعدما صوره البعض بأنه «قضية خاسرة» وشخص مُقلق ومثير للإزعاج. وفي الحقيقة، يمتلك باول موهبة استثنائية، ولم تكن قدراته موضع شك في أي وقت من الأوقات، لكن كان يتعين عليه أن يثبت أنه قادر على تقديم أفضل ما لديه وأن يظهر قدراته وإمكانياته الحقيقية.
وقد وصفه المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون بأنه الوريث الشرعي للنجم الإنجليزي بول سكولز لدى انضمامه لمانشستر يونايتد وهو في الثامنة عشرة من عمره. وعاد باول للعب بكل حرية مرة أخرى ويقدم مستويات جيدة للغاية مع نادي ويغان في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا. وقد شاهده فيرغسون ومساعده في ذلك الوقت مايك فيلان وهو يلعب مع نادي كرو أمام ألدرشوت في مايو (أيار) من عام 2012 وأتم مانشستر يونايتد تعاقده مع اللاعب في غضون خمس دقائق فقط، قبل أن يتم الكشف عن الصفقة إلى جانب الياباني شينغي كاغاوا. وكان الجهاز الفني بنادي مانشستر يونايتد مقتنعا تماما بأن الهدف الذي أحرزه باول في أول مباراة له مع الفريق - الذي كان في مرمى ويغان للمفارقة الغريبة - كان مجرد البداية للكثير من الأشياء المقبلة.
يقول سكوت ووتون، الذي يعمل الآن مع نادي بليموث، متذكراً الوقت الذي قضاه مع باول في مانشستر يونايتد: «لقد بدأ مسيرته مع مانشستر يونايتد بشكل رائع، لكنه لم يلعب بعد ذلك. من الواضح أن الأمر كان صعبا للغاية، لأن الفريق في ذلك العام قد فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. ولم يكن ليلعب أبدا في ظل امتلاك النادي لعدد كبير من اللاعبين الرائعين. وبالتالي، فإنه لم يظهر بشكل جيد بعد ذلك بسبب قلة الخبرة وتعرضه للإصابات».
وسجل باول 15 هدفا وصنع ستة أهداف أخرى ساهمت بشكل كبير في حصول ويغان على لقب دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي وتأهله لدوري الدرجة الأولى. وخلال هذا الموسم، أحرز باول هدفين في أول مباراتين له مع الفريق. وقدم باول مستويات رائعة مع ويغان عندما لعب له لأول مرة على سبيل الإعارة قبل خمس سنوات. وبعد رحيله عن مانشستر يونايتد إثر المشاركة في عدد قليل من المباريات خلال أربع سنوات قضاها في «أولد ترافورد»، تعاقد معه المدير الفني غاري كالدويل كأول صفقة يعقدها ويغان عام 2016.
وقال المدير الفني السابق لويغان: «أعتقد أنه لاعب قادر على تغيير نتائج المباريات، وقادر على مساعدتك على الفوز بالمباريات في أي مستوى. إنه شخص يحتاج إلى وجود تحديات ودوافع بشكل مستمر، وقد يشعر بالملل خلال المباريات السهلة والبسيطة لأنه لاعب موهوب للغاية». وأضاف: «أتذكر أننا في يوم من الأيام كنا نتدرب، وكان التدريب ضعيفا للغاية، لكي أكون صادقا، ولذلك قمت بتوجيه الانتقادات إلى اللاعبين، وبعد تلك الكلمات القوية سجل باول هدفا رائعا من على بُعد يصل نحو 40 ياردة في مرمى الحارس يوسي ياسكيلاينن، وتساءل الجميع: كيف فعل ذلك؟ إنه لاعب قادر على القيام بكل ما هو غير متوقع».
وقال ووتون إنه «يسجل أهدافا رائعة في التدريبات من مسافة 30 أو 40 ياردة في الزاوية العليا للمرمى. أما من الناحية البدنية، فإنه أقوى كثيرا وأسرع كثيرا مما يعتقد البعض، ولديه قدرة كبيرة على تغيير سرعته داخل الملعب. ويمكنه التحكم في وتيرة المباريات عندما يريد ذلك». وقد سجل باول الكثير من الأهداف المذهلة، من بينها هدف من قذيفة مدوية من على بعد 35 ياردة في مرمى غيلينغهام، وهدف آخر رائع في مرمى شلتنهام في ملعب ويمبلي في المباراة الفاصلة في عام 2012 كما سجل هدفا رائعا في آخر مباراة له بقميص كرو قبل انتقاله إلى مانشستر يونايتد مقابل ستة ملايين جنيه إسترليني في ذلك الصيف.
وفيما يتعلق بهدف باول بقميص نادي كرو ألكسندرا في ذلك اليوم، يقول حارس مرمى الفريق آنذاك، ستيف فيليبس: «كل ما أتذكره هو أنني لم أتفاجأ بهذا الهدف، لأنه كان قد سجل بالفعل عددا من الأهداف المذهلة رغم أنه كان لا يزال صغيرا في السن. لقد كان في السادسة عشرة من عمره عندما انضممت لأول مرة إلى نادي كرو، وكان يتدرب مع الفريق الأول بالنادي في سن مبكرة جدا، ومن ثم اكتسب الثقة اللازمة لكي يكون لاعبا كبيرا. كان يشعر في بعض الأحيان بالغرور، لكنني لم أر لاعبا من قبل لديه هذه القدرات وهذه السرعة في التفكير».
وأضاف: «لقد كان في مستوى مختلف تماما عن باقي اللاعبين، وكنت أقول دائما في قرارة نفسي إنه سيلعب يوما ما للمنتخب الإنجليزي. إن الخبرات التي اكتسبها من الانتقال إلى مانشستر يونايتد - سواء كنت خبرات جيدة أو سيئة - واللعب مع لاعبين من مستوى مختلف يجعله قادرا على العودة مرة أخرى للعب في هذا المستوى، وهو قادر تماما على القيام بذلك». وفي الوقت الحالي، يتألق باول، الذي وصفه كالدويل بأنه لاعب انطوائي، ويقدم مستويات رائعة مع ويغان تحت قيادة بول كوك، وهو الأمر الذي جعله محط أنظار الكثير من الأندية، والتي يأتي في مقدمتها نادي برايتون.
ويرى المدير الفني السابق لباول في نادي كرو، ستيف ديفيس، أنه في نفس مستوى نجم توتنهام هوتسبير ديلي آلي، مشيرا إلى أن باول قادر على الاستمرار في التطور واللعب بقميص المنتخب الإنجليزي أيضا، خاصة أنه لم يعد يتعرض للكثير من الإصابات العضلية كما كان الأمر في السابق. ويتفق كالدويل مع ذلك قائلا. «لا يزال لديه القدرة على اللعب لنادي مانشستر يونايتد أو أي ناد آخر من أندية القمة. لقد قلت له عندما تعاقدت معه: لديك القدرة على أن تلعب بقميص المنتخب الإنجليزي، لكن يتعين عليك أن تظهر ذلك».
وفي نادي ويغان، الذي تعادل في وقت سابق أمام نوتنغهام فورست بهدفين لكل فريق وسجل باول الهدف الأول لفريقه في تلك المباراة، يلعب باول بشكل أساسي في مركز صانع الألعاب ويشكل ثنائي متفاهم للغاية مع المهاجم ويل غريغ، ويرتبط اللاعبان بعلاقة قوية للغاية سواء داخل الملعب أو خارجه. يقول غريغ: «إنه يتمتع بطول فارع، حيث يصل طوله إلى 1.83 متر، ويخترق دفاعات الفرق الأخرى عندما ينطلق بالكرة من الخلف، ويمكن القول بأنه يمتلك كافة المميزات التي يحتاجها لاعب كرة القدم. نحن نتناول القهوة سويا ونذهب للتدريب سويا من مقاطعة شيشاير، وكل ذلك يضيف إلى الصداقة القوية التي تجمعنا».
باول يستعيد بريقه ويتألق مع ويغان
وصفه أليكس فيرغسون بأنه الوريث الشرعي لسكولز قبل أن يهبط مستوى أدائه
باول يستعيد بريقه ويتألق مع ويغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة