مدينة هرقلة التونسية تسترجع ذاكرتها السينمائية

فيها صورت مجموعة من الأفلام العالمية

مدينة هرقلة التونسية تسترجع ذاكرتها السينمائية
TT

مدينة هرقلة التونسية تسترجع ذاكرتها السينمائية

مدينة هرقلة التونسية تسترجع ذاكرتها السينمائية

نجح ملتقى هرقلة السينمائي في استرجاع الذاكرة السينمائية وإيقاظها من السبات بعد أن نفض الغبار عن تاريخها السينمائي العريق وقدم طوال الفترة الممتدة من 25 إلى 28 أغسطس (آب) الحالي لمحة عن عدد من الأفلام الغربية التي صورها مخرجون عالميون في هذه المدينة الصغيرة الواقعة وسط شرقي تونس وتطل على البحر.
واحتفل المهرجان بمرور 50 سنة على حلول المخرج الإيطالي روبرتو روسيليني بهرقلة وتصوير عمله التاريخي «إنجازات أتباع المسيح» الذي يعود إلى سنة 1968، غير أن السويديين بنغ جونسون وأكي كارلسون مرا بهرقلة سنة 1966، وصورا فيلماً وثائقياً حمل عنوان «هرقلة» وهما بذلك كانا سباقين لاكتشاف المواقع التصويرية الجيدة في مدينة هرقلة.
وكان لحضور الإيطالي كارلو فيوراتي وهو مساعد مدير التصوير ومصور فيلم روبرتو روسيليني الذي أنجزه في هرقلة، والإيطالي كذلك بيني بيرتوشي وكان يؤدي مهمة تقني الإضاءة، خلال حفل افتتاح الملتقى السينمائي بهرقلة، دور هام في تنشيط ذاكرة المنطقة واستعادة مجدها السينمائي.
وتمكن معرض الصور الذي حمل عنوان «هرقلة مدينة مفتوحة أمام روبرتو روسيليني من أغسطس إلى ديسمبر (كانون الأول) 1968»، للمصور كارلو فيوراتي، من عرض صورة مشرقة عن المدينة قبل نحو 50 سنة.
وبشأن الدورة 13 لملتقى هرقلة السينمائي، قال المخرج السينمائي التونسي محمد شلوف، إن الاختيار على شعار «هرقلة تسترجع ذاكرتها السينمائية»، مكن من اكتشاف الأجيال الشابة لمدى مساهمة هذه المدينة في صناعة السينما الأجنبية والتونسية. وأكد على أن عرض فيلم «طفل في الزحام» الذي أخرجه سنة 1967، المخرج التونسي لطفي العيوني، واختياره على مدينة هرقلة لتصوير كل أحداث الفيلم، يؤشر لعودة الاهتمام بالمنطقة فضاء مهما للتصوير السينمائي. وفيلم «طفل في الزحام» لا تتجاوز مدته 12 دقيقة، وهو من بين الأفلام الأولى التي أنجزها العيوني في عمر 23 سنة. وقدم المخرج من خلال هذا الفيلم القصير صورة تعكس البون الشاسع الموجود بين حضارة الشرق وحضارة الغرب. وتُسجل الأحداث التاريخية عودة المخرج التونسي لطفي العيوني سنة 2013، لمدينة هرقلة لتصوير فيلم «طفل الشمس» للسينمائي التونسي الراحل الطيب الوحيشي، وذلك لإيمانه بأهمية فضاءات التصوير ووجود عنصري البحر والشمس.
وخلال أيام المهرجان لم تغفل هيئة تنظيم هذا الملتقى السينمائي عن برمجة مجموعة من العروض السينمائية التي شملت فيلم «إنجازات أتباع المسيح» الذي يعود إلى سنة 1968، وفيلم «على خطى حنبعل» (1971)، للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، وفيلم «لتحيا الموت» (1971) للمخرج فرناندو ارابال، وفيلم «الدكتور بوبول» (1972)، للمخرج كلود شابرول وهو من بطولة جون بول بولموندو.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.