معركة الطماطم تختتم موسم الصيف في إسبانيا

مشاركون في معركة الطماطم السنوية في بلدة بونيول الإسبانية (إ.ب.أ)
مشاركون في معركة الطماطم السنوية في بلدة بونيول الإسبانية (إ.ب.أ)
TT

معركة الطماطم تختتم موسم الصيف في إسبانيا

مشاركون في معركة الطماطم السنوية في بلدة بونيول الإسبانية (إ.ب.أ)
مشاركون في معركة الطماطم السنوية في بلدة بونيول الإسبانية (إ.ب.أ)

عند انتصاف نهار آخر أربعاء من شهر أغسطس (آب) من كل عام، تتحوّل شوارع بلدة بونيول القريبة من مدينة فالنسيا الإسبانية إلى أنهار تجري فيها دماء الطماطم قانية، بعد معركة تدوم ساعة بالضبط بين آلاف المواطنين والسيّاح الذين يتوافدون إليها بعشرات الآلاف، للمشاركة في هذا العيد التقليدي الذي يتكرر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إنه عيد الطماطم (La Tomatada) الذي يدوم أسبوعاً كاملاً تتخلله عروض موسيقية ومسرحية وألعاب ناريّة، ويستهلك فيه المحتفلون أكثر من 100 طن من الطماطم التي تشتهر بها هذه المنطقة الزراعية في المشرق الإسباني، يتراشقون بها طوال ساعة، إلى أن يدقّ النفير معلناً انتهاء المبارزة التي تشارك فيها النساء بالقمصان البيض ويخوضها الرجال عراة الصدور.
يبدأ المشاركون بالتوافد إلى ساحة البلدة الرئيسية منذ ساعات الفجر الأولى، قبل أن تُقفل الشوارع المؤدية إليها، بعد أن يكون قد تجمّع فيها أكثر من ثلاثين ألف شخص، إضافة إلى سكان البلدة الأصليين. وفي تمام الساعة الحادية عشرة تُعطى إشارة الانطلاق، عندما يتسلّق شابٌ عموداً خشبيّاً في وسط الساحة ويُنزِل من أعلاه فخذاً من اللحم القديد، فيبدأ المشاركون بمراشقة بعضهم بالطماطم التي تكون شاحنات قد نقلتها إلى أماكن معيّنة. وتدوم معركة القصف الطماطمي ساعة كاملة تتحوّل فيها الساحة إلى سجّادة حمراء تسيل عليها الطماطم، وتتقاطر من الوجوه الباسمة والعيون المبتهجة بفرحة العيد الذي يؤذن بنهاية الصيف السعيد.
أما الطماطم التي تُستخدم في التراشق فهي من نوعية رديئة غير صالحة للأكل، ويشارك المواطنون والسيّاح في إزالتها وتنظيف الشوارع منها مع عمّال البلدية، بعد نهاية المعركة. ويشمل هذا العيد مسابقة عالميّة في طهي طبق «Paella» الذي تشتهر به غوطة فالنسيا موطن زراعة الأرز، والذي يُعتبر رمز المطبخ الإسباني بامتياز.
كثيرة هي الروايات التي تُحكى حول مصدر هذه الاحتفالات؛ لكن يبدو أن الأوثق بينها هي التي تُعيده إلى حادثة لطيفة وقعت عندما وصل رهط من الشبّان إلى ساحة البلدة ووقعوا على مطرب يغني ويعزف على قيثارته ألحاناً تنافس صوته في النشاز والرداءة، وصادف أن كان بجانبه بائع خضراوات من بينها طماطم، فراحوا يرمونه بها إلى أن حمل قيثارته وغادر الساحة والبلدة إلى غير رجعة. وقد ذاع صيت هذا العيد في بلدان كثيرة، وتبنّته مدن عدة فيها، مثل الأرجنتين وكولومبيا والصين وكوريا. كما أن بلدات إسبانية أخرى في الأقاليم الزراعية قرّرت الاحتفال بمثل هذا العيد أواخر الصيف أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أن شهرة معركة الطماطم «لا توماتادا» في بونيول قد استقطبت اهتمام الفن السابع؛ إذ صُوِّرت أفلام عدة، في هوليود وبوليود، حول هذا العيد، كما أن شركات عالمية للإعلان قد استخدمت مشاهد منه لترويج منتجاتها.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.