نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار يقول إن سلفا كير يريد التخلص منه

شركات النفط تتخوف من انتقال المعارك إلى ولاية الوحدة المنتجة له

 وصول المدنيين الى مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
وصول المدنيين الى مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
TT

نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار يقول إن سلفا كير يريد التخلص منه

 وصول المدنيين الى مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
وصول المدنيين الى مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان

في اول ظهور اعلامي له، نفى نائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار، ضلوعه في تدبير انقلاب ضد حكومة رئيسه سلفا كير، معتبراً اتهامه محاولة غير ديمقراطية جديدة من قبل كير للتخلص من منتقديه في الحزب والدولة، في وقت حذر مجلس الامن الدولي جوبا من مواصلة الانتهاكات ضد المدنيين، وشدد على ان وجود قواته في الدولة التي استقلت قبل عامين حصل بموجب البند (السابع) لميثاق الأمم المتحدة ويمكنها التدخل عسكرياً لحمايتهم.
ومن جهّته، قال مشار، الذي اختفى عن الانظار منذ ان اتهمه رئيس جنوب السودان سلفا كير الاثنين الماضي بالمحاولة الانقلابية الفاشلة - بحسب حكومة جنوب السودان - ان سبب اندلاع العنف ليلة الاحد الماضي في العاصمة جوبا، هو مجرد سوء تفاهم بين افراد الحرس الرئاسي من الجانبين، واضاف: "لم يكن هناك انقلاب، وما جرى كان سوء تفاهم بين الحرس الرئاسي ولم يكن محاولة انقلاب"، وأردف: "ليس لدينا اتصال او معرفة بمحاولة انقلابية وليس هناك اي مسؤول في الحركة الشعبية له علاقة بالانقلاب المزعوم"، كما صرّح لموقع «سودان تربيون» الذي يصدر بالانجليزية من باريس "ان رئيس جنوب السودان سلفا كير كان يبحث فقط عن ذريعة لاتهامهم زورا من أجل إحباط العملية الديمقراطية التي يدعون لها".
أمّا الحياة في جوبا فعادت الى طبيتعها منذ صباح أمس ولم تسمع اصوات رصاص واطلاق نار داخل المدينة، لكن مصادر اكدت لـ«الشرق الأوسط» ان المعارك اصبحت خارجها وعلى اطراف بعيدة منها، كما يتردد انها انتقلت الى ولاية جونقلي التي تشهد اصلاً اضطراباً منذ اكثر من عامين، بالاضافة الى الولاية التي يوجد فيها اغلبية من قبيلة (النوير)، ثاني اكبر قبائل الجنوب التي يتحدر منها مشار، وتحدثت تقارير ان القتال اصبح عرقياً بين القبلتين.
وقال وزير الدفاع في جنوب السودان كوال ميناق، ان عدد ضحايا القتال وصل الى نحو (500 ) قتيل، وفر اكثر من 13 ألف مواطن الى مقر بعثة الأمم المتحدة في جوبا.
كما ذكرت المصادر ايضا ان شركات النفط العاملة في جنوب السودان باتت تخشى من انتقال المعارك الى ولاية الوحدة الغنية بالنفط وغالب سكانها من قبيلة (النوير)، واضافت ان الوضع في الولاية التي تقع على الحدود مع دولة السودان والتي فيها توتر شديد قد ينفجر في أي وقت.
من جهتها، حملت الدكتورة سوزانا دوناتو، زوجة الامين العام السابق للحركة الشعبية باقان اموم، حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت مسؤولية سلامته، وابدت دهشتها من كلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة عن ان باقان فار، واضافت ان قوة عسكرية اعتقلت زوجها من منزلهما وان جهاز الامن ابلغها رسمياً باعتقال زوجها.



كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
TT

كيف يهدد سقوط الأسد استراتيجية روسيا في أفريقيا؟

بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)
بوتين والأسد يحضران عرضاً عسكرياً في القاعدة الجوية الروسية «حميميم» قرب اللاذقية ديسمبر 2017 (أ.ف.ب)

قال تقرير لوكالة «بلومبرغ» للأنباء إن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا يُهدد قاعدة «حميميم» الجوية، التي اعتمدت عليها روسيا لفرض نفوذها في مختلف أنحاء أفريقيا.

وبحسب التقرير، تستخدم موسكو القاعدة لإرسال أفراد وإمدادات عسكرية إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وكل هذه الدول شهدت انقلابات مؤخراً، وقطعت علاقاتها مع الغرب، في حين تقترب من موسكو التي مكّنها هذا الجسر الجوي من إعادة بناء بعض نفوذها الذي اكتسبته في حقبة الحرب الباردة في القارة، خصوصاً في أماكن، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.

وسمحت قاعدتا «حميميم» الجوية و«طرطوس» البحرية، اللتان تستقبلان الوقود والإمدادات الروسية بتنفيذ توسع رخيص وفعال لنفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في أفريقيا، والآن قد تحتاج الشبكة التي تدعم عمليات روسيا في القارة، والتي تملأ الفراغ الذي خلفته القوات الغربية المغادرة، إلى إصلاح شامل.

استقبال جندي روسي لبشار الأسد خلال زيارته قاعدة «حميميم» العسكرية في اللاذقية 27 يونيو 2017 (أ.ف.ب)

قال أنس القماطي، مدير معهد صادق، وهو مركز أبحاث مقره ليبيا: «من دون جسر جوي موثوق، تنهار قدرة روسيا على فرض قوتها في أفريقيا، والاستراتيجية العملياتية الروسية بأكملها في البحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا مُعلقة بخيط رفيع».

وقال القماطي إنه وفي حين أن روسيا، التي دعمت السلطات في شرق ليبيا، لديها قدرات تشغيلية في 4 قواعد جوية ليبية (الخادم والجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ) فإن هذه القواعد ستكون بعيدة جداً، بحيث لا يمكن استخدامها في جسر مجدد من موسكو بسبب قيود المجال الجوي في أوروبا.

وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات ومقره موسكو، إن القاعدة الجوية السورية ستكون «خسارة كبيرة» للعمليات الأفريقية؛ حيث «كانت جميع الإمدادات تمر عبر (حميميم)، وهذا مهم بشكل خاص لبلد من دون ميناء، مثل جمهورية أفريقيا الوسطى».

وبدأت جهود موسكو لإعادة بناء النفوذ في أفريقيا فعلياً عام 2018، عندما تم نشر مرتزقة من مجموعة «فاغنر» المرتبطة بالكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى غير الساحلية، للدفاع عن رئيسها المحاصر ضد هجوم المتمردين.

وفي عام 2019، لعب المقاتلون دوراً رئيساً في محاولة من قِبَل الزعيم الليبي الشرقي خليفة حفتر للاستيلاء على العاصمة طرابلس.

ومنذ ذلك الحين، أرسلت مقاتلين إلى مالي والنيجر وبوركينا فاسو، جنباً إلى جنب مع الأسلحة، ما أدّى إلى زيادة أكبر لبصمتها العالمية خارج الكتلة السوفياتية السابقة.

الرئيس الروسي يلقي كلمة في قاعدة «حميميم» في اللاذقية على الساحل السوري يوم 12 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)

وهذا الدعم في خطر؛ لكن المقربين من تلك الحكومات يزعمون أن روسيا ستجد طريقة لمواصلة مساعدتهم.

وقال فيديل غوانجيكا، مستشار رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، إن روسيا «ستكون لديها خطة بديلة»، حتى تظل طرق إمدادها إلى أفريقيا سليمة، سواء باستخدام ليبيا نقطة انطلاق أكثر قوة، أو الوصول إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عبر المواني في الكاميرون أو الكونغو، و«لن تكون هناك عواقب على جمهورية أفريقيا الوسطى».

وأضاف غوانجيكا أن أفريقيا الوسطى مستعدة لمساعدة الكرملين في إرسال الإمدادات والجنود من روسيا إلى الحكومات في منطقة الساحل إذا لزم الأمر.

وأعرب إبراهيم حميدو، رئيس إدارة الاتصالات لرئيس الوزراء علي الأمين زين، الذي عيّنه المجلس العسكري في النيجر عام 2023، عن الأفكار نفسها، وقال: «سقوط الأسد لن يُغير علاقاتنا، ويمكن لروسيا أن تجد طرقاً أخرى، من خلال تركيا على سبيل المثال، لدعم النيجر».

وفي حال سمحت تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، لبعض رحلات الشحن الروسية إلى ليبيا بالمرور عبر مجالها الجوي، فلا يوجد اقتراح فوري بأنها ستعمل بديلاً للجسر الجوي السوري لموسكو، خصوصاً أن مصالح الثنائي في أفريقيا غالباً ما تتباعد.

واقترحت مونيك يلي كام، وهي سياسية في بوركينا فاسو، تدعم المجلس العسكري وعلاقاته القوية مع روسيا، ليبيا خياراً لمساعدة موسكو على «الحفاظ على نفوذها في القارة».

كما لعبت روسيا دوراً رئيساً في الحرب الأهلية السودانية التي استمرت 20 شهراً؛ حيث ألقت مؤخراً بثقلها خلف الجيش في قتاله ضد «قوات الدعم السريع»، كما تواصل الضغط من أجل إنشاء قاعدة على ساحل البحر الأحمر في البلاد، وهو حلم طويل الأمد، من شأنه نظرياً أن يوسع شبكتها اللوجستية.

مقاتلة روسية في قاعدة «حميميم» جنوب شرقي اللاذقية في سوريا أكتوبر 2015 (سبوتنيك)

ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بشبكة النفوذ الروسية مترامية الأطراف في أفريقيا لن يكون سهلاً، وفقاً لأولف ليسينغ، مدير برنامج الساحل في مؤسسة «كونراد أديناور»، وهي مؤسسة بحثية ألمانية.

وقال: «إن سقوط الأسد سيعيق بشكل كبير العمليات العسكرية الروسية في أفريقيا، وكانت جميع الرحلات الجوية لتوريد المرتزقة، وجلب الذخيرة والأسلحة الجديدة، تمر عبر سوريا. إنها مسافة بعيدة للغاية للطيران بطائرة نقل محملة بالكامل من روسيا إلى أفريقيا، وسيتعين على روسيا تقليص مشاركتها في أفريقيا وسيكون ذلك أكثر تكلفة بكثير».