رئيس سويسرا يشدّد على الاهتمام بمساعدة لبنان

الرئيس السويسري ألان بيرسيه التقى نازحين سوريين صحبة فريق  من الصليب الأحمر في مخيم تل ميان بلبنان أمس بحضور سفيرة بلاده (إ.ب.أ)
الرئيس السويسري ألان بيرسيه التقى نازحين سوريين صحبة فريق من الصليب الأحمر في مخيم تل ميان بلبنان أمس بحضور سفيرة بلاده (إ.ب.أ)
TT

رئيس سويسرا يشدّد على الاهتمام بمساعدة لبنان

الرئيس السويسري ألان بيرسيه التقى نازحين سوريين صحبة فريق  من الصليب الأحمر في مخيم تل ميان بلبنان أمس بحضور سفيرة بلاده (إ.ب.أ)
الرئيس السويسري ألان بيرسيه التقى نازحين سوريين صحبة فريق من الصليب الأحمر في مخيم تل ميان بلبنان أمس بحضور سفيرة بلاده (إ.ب.أ)

أكد الرئيس السويسري آلان بيرسيه أن لبنان «ليس البلد الوحيد المعني بقضية النازحين واللاجئين»، مشدداً على «اهتمامنا بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا».
واستقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس الرئيس بيرسيه الذي يزور لبنان، يرافقه وزير الدولة لمكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا التويني. وقال الراعي: «في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الشرق بكامله نحن في لبنان نتعاون مسلمين ومسيحيين، بأمل كبير للخروج من هذه المحن الصعبة». وأكد «أننا جميعا نتعاون مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل مشكلة النازحين السوريين والعراقيين والفلسطينيين وعودة الجميع باحترام إلى بلدانهم»، مشدداً على أن «هذا الحق بالعودة هو من الأولوية في عملنا اليومي ويجب ألا ترتبط عودتهم بالحلول السياسية التي يمكن أن تستغرق سنين طويلة وألا ترتبط بمصالح الكبار».
بدوره، قال الرئيس بيرسيه: «زيارتنا إلى لبنان هي إشارة على احتضان سويسرا للبنان البلد العزيز علينا، وهي مناسبة لنهنئ فيها لبنان على الحوار والتواصل بين الجميع للوصول إلى حل كل المشكلات. نحن نعرف أن هذه الطرق صعبة جدا ولكننا وإياكم أغنياء بتنوعنا وحواراتنا ونعيش معنى العذاب معكم». وأضاف: «علينا ألا نعيش الإحباط بل أن نبذل مجهودا كبيرا للوصول إلى السلام الدائم والشامل، وهذا ما كتبه الأديب أمين المعلوف. نحن نتمتع اليوم بلقائنا معكم على هذه الأرض التي تجمعنا بصداقة متينة، وأنا أعتبر على الصعيد الشخصي أن لبنان هو نموذج للحوار والعيش المشترك».
وأشار بيرسيه إلى أن «هذه الزيارة لا تقتصر فقط على تمتين العلاقة بين لبنان وسويسرا، بل لنذكر أن لبنان ليس البلد الوحيد المعني بقضية النازحين واللاجئين». ولفت إلى أن اللقاء أول من أمس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه والمسؤولين «تأكيد على اهتمامنا بمساعدة لبنان وعدم تركه وحيدا»، مشدداً على أن لبنان «هو مركز عالمي للحضارات كلها والحوار بين الأديان والشعوب».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.