في المدن الأميركية الثرية تنخفض الإيجارات للأثرياء وترتفع للفقراء

تباطؤ وتيرة إيجار المساكن

تتباطأ وتيرة المساكن المستأجرة كثيرا، مع هبوط ملحوظ بمتوسط الإيجار في 6 مدن أميركية
تتباطأ وتيرة المساكن المستأجرة كثيرا، مع هبوط ملحوظ بمتوسط الإيجار في 6 مدن أميركية
TT

في المدن الأميركية الثرية تنخفض الإيجارات للأثرياء وترتفع للفقراء

تتباطأ وتيرة المساكن المستأجرة كثيرا، مع هبوط ملحوظ بمتوسط الإيجار في 6 مدن أميركية
تتباطأ وتيرة المساكن المستأجرة كثيرا، مع هبوط ملحوظ بمتوسط الإيجار في 6 مدن أميركية

وجدت المدن الأميركية التي تكافح في مواجهة ارتفاع تكاليف السكن بعض النجاح في تخفيض الإيجارات خلال العام الحالي، ولكن هذه التسهيلات لم تبلغ بعد المستأجرين الذين هم أكثر تعرضا لمخاطر فقدان مساكنهم بالكامل.
وعلى الصعيد الوطني، تتباطأ وتيرة المساكن المستأجرة كثيرا، مع هبوط ملحوظ بمتوسط الإيجار في 6 مدن أميركية على الأقل منذ الصيف الماضي، كما أفادت بذلك بيانات شركة «زيلو» العقارية.
غير أن السبب الرئيسي في هذا الانخفاض يرجع بالأساس إلى خفض أسعار الإيجارات الراقية. أما الناس في المساكن المتواضعة، أي الشقق والوحدات السكنية الأخرى التي يقطنها أبناء الطبقة العاملة، فلا يزالون يسددون القيم الإيجارية المرتفعة من أي وقت مضى.
ومنذ الصيف الماضي، انخفضت أسعار الإيجار لأصحاب أعلى المساكن قيمة في الوقت الذي تزداد فيه القيم الإيجارية ارتفاعا لدى الفقراء من سكان سان فرنسيسكو، وأتلانتا، وناشفيل، وشيكاغو، وفيلادلفيا، ودنفر، وبتسبرغ، وبورتلاند، وواشنطن العاصمة، من بين مدن أخرى. وفي مناطق ومدن كبيرة أخرى؛ بما في ذلك لوس أنجليس، ولاس فيغاس، وهيوستن، وميامي، ارتفعت الإيجارات على الفقراء والأثرياء على حد سواء.
وتمثل الزيادة المستمرة في إيجارات المساكن المتواضعة تحديا لمسؤولي المدينة الذين تعهدوا بتخفيض تكاليف الإسكان لأبناء الطبقة العاملة الذين يعانون فعليا من الارتفاع الباهت للأجور في الاقتصاد الأميركي.
وصرح مسؤولو المدينة بأن الازدهار في بناء المساكن الفاخرة من شأنه أن يسفر عن انخفاض القيمة الإيجارية لأي شخص آخر، على اعتبار أن إنشاء الوحدات السكنية الجديدة للأثرياء سوف يؤدي إلى تخفيف حدة المنافسة على الوحدات العقارية الرخيصة.
واستنادا إلى تلك النظرية، وافقت المدن على إنشاء الآلاف من الوحدات السكنية الفاخرة الجديدة على مدى السنوات القليلة الماضية، على أمل تخفيض الإيجارات المرتفعة التي أدت إلى إدراج أكثر من 20 مليون مستأجر أميركي في قائمة «أصحاب الأعباء الباهظة»، أي الذين ينفقون أكثر من 30 في المائة من الدخل السنوي على بند الإسكان وحده.
ولكن رغم أن بعض المؤيدين لهذه النظرية يقولون إن الأرباح الناجمة قد تؤتي ثمارها بالنسبة إلى مستأجري المساكن الرخيصة، فإن هناك رأيا آخر يقول إن هناك حاجة ماسة إلى فرض مزيد من الإجراءات الحكومية المباشرة للحيلولة دون نزوح السكان الفقراء من المدن أو وقوعهم في براثن التشرد. ولقد دعا أنصار الرأي الأخير الحكومة الفيدرالية إلى المساعدة في بناء مزيد من الوحدات السكنية ذات الأسعار المعقولة، أو تقديم مزيد من الإعانات الإيجارية للعائلات الفقيرة.
تقول ديان يانتيل، المديرة التنفيذية في «الائتلاف الوطني للإسكان منخفض الدخل»، وهو من المنظمات الحقوقية الأميركية: «أنشأت الشركات العقارية الهادفة للربح كثيرا من المشروعات الفاخرة والراقية في بعض المدن الأميركية. ويعتقد بعض صناع القرار أن ذلك قد يعود بالنفع في نهاية المطاف على المواطنين من أصحاب الدخل المنخفض، ولكن من الواضح أن تلك السياسة لن تلبي احتياجاتهم على الإطلاق».
فلقد شهد سكان المدن الأميركية الأكثر فقرا زيادات كبير في الإيجارات على مدى السنوات القليلة الماضية. ففي مدينة بورتلاند، ارتفع متوسط القيمة الإيجارية للفقراء من نحو 1100 إلى 1600 دولار – أو بنسبة تزيد على 40 في المائة – منذ عام 2011.
وفي سان فرنسيسكو، ارتفع متوسط الإيجار السكني، في الجزء الأدنى من المدينة، من 1700 إلى 2600 دولار، بنسبة زيادة بلغت 50 في المائة تقريبا. وفي سياتل، على الساحل الغربي من البلاد، ارتفعت قيمة الإيجارات بنسبة بلغت نحو 40 في المائة حتى الآن. وعلى الصعيد الوطني، ارتفعت القيمة الإيجارية للفقراء بنحو 18 في المائة إجمالا.
ويهدد ارتفاع الإيجارات على الفقراء بزيادة نسبة المواطنين الذي بلا مأوى ولا سكن، ويضيف عبئا ثقيلا جديدا على كاهل عشرات الملايين من الأسر في البلاد، الأمر الذي يجبرهم في كثير من الأحيان على التخلي عن تغطية الاحتياجات الأساسية تفاديا لفقدان المسكن.
وبلغت الإنشاءات الإسكانية حد الجمود في أغلب المدن الأميركية خلال فترة الركود الكبير، في خضم انهيار كبير في سوق الإسكان الوطني. ومع بدء انطلاق التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة، تركزت مكاسب القطاع العقاري بشكل غير متناسب في عدد محدود من المدن، مما أجبر المستأجرين على النزوح فرادى وجماعات إلى المناطق الحضرية المكتظة فعليا بالسكان.
ولم تكن هناك وحدات سكنية كافية لاستقبالهم. وفي أوائل عام 2010، أخذت الإيجارات في المدن الكبرى في الارتفاع بأكثر من 10 في المائة على أساس سنوي. وأعلنت كثير من المدن حالة الطوارئ بسبب ارتفاع معدلات المواطنين المشردين فيها.
وخلال السنوات التالية، نشبت المعارك المطولة في مجالس المدن في كل أرجاء البلاد حول حجم وتكوين المجتمعات الحضرية، الأمر الذي أثار أصحاب المنازل منذ فترات طويلة الذين يحاولون الحفاظ على أملاكهم في مواجهة شركات التطوير العقاري التي تسعى جاهدة إلى الاستفادة القصوى من ارتفاع الطلب.
وعلق حكام المدن ورؤساء البلديات في مرمى النيران؛ إذ كانوا يهدفون إلى استيعاب التدفقات السكانية الجديدة التي تساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي من دون الوقوع في محذور تشريد سكان المدن المقيمين فيها منذ عقود. كما واجهوا الضغوط الشديدة من الشركات العقارية ومجموعات الأعمال صاحبة النفوذ التي مارست الضغوط الكبيرة بهدف إتاحة إمكانية بناء المنازل الجديدة، وكذلك من أصحاب الأملاك الذين يستفيدون من ارتفاع القيم الإيجارية ويخشون في الوقت نفسه من تخفيض تلك القيم على أملاكهم.
وكانت النتيجة مجموعة من التدابير السياسية الجديدة، بما في ذلك إصلاح قوانين تقسيم المناطق بهدف تشجيع مزيد من التطوير العقاري، وإنشاء أدوات جديدة لتمويل مشروعات الإسكان الميسور، وصياغة القواعد الجديدة التي تفرض على شركات التطوير العقاري وضع الوحدات السكنية ذات الأسعار المعقولة ضمن خططهم العقارية.
وأسفرت هذه التدابير عن درجة من درجات تخفيض القيم الإيجارية، على الأثرياء، وإلى حد ما، على أبناء الطبقة الوسطى.
وبالنسبة للمستأجرين من الثلث الأوسط لتوزيع الدخل، ظل متوسط أسعار الإيجار من دون تغيير تقريبا منذ الصيف الماضي، وفقا لبيانات شركة «زيلو» العقارية. كما انخفضت الإيجارات خلال العام الماضي بصورة ضئيلة بالنسبة للطبقة المتوسطة من المستأجرين في كل من بورتلاند، وشيكاغو، وفيلادلفيا، وسياتل.
من شأن النقص في المساكن ذات الأسعار المعقولة أن يكون واضحا بصورة خاصة في المدن الصغيرة مثل بورتلاند، التي كافحت كثيرا لاستيعاب نحو 40 ألفا من السكان الجدد منذ عام 2010.
ومن عام 2010 إلى عام 2014، أنشأت المدينة بضع مئات من الوحدات السكنية ذات الأسعار المعقولة، وفقا لتقرير مجلس المدينة منذ عام 2014، وكانت أكثر من 95 في المائة من أعمال البناء الخاصة في المدينة تقع ضمن فئة المساكن الفاخرة، كما قال نيك فيش مفوض مدينة بورتلاند.
وانفجرت فقاعة بناء المساكن الخاصة الفاخرة في منطقة وسط مدينة بورتلاند، إلى جانب الواجهة البحرية الجنوبية وأحياء الأفارقة في شمال المدينة. وحتى مع تضخم أعداد سكان المدينة، انخفضت عدد سكانها من المواطنين الأفارقة منذ عام 2014 بمعدل متوسط بلغ 800 مواطن كل عام، وربما نجم ذلك عن رفع المستوى الاجتماعي، وفقا لدراسة أعدها باحثون في جامعة ولاية بورتلاند.
وفي رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني، أشار تيد ويلر عمدة بورتلاند (الديمقراطي) إلى 948 وحدة سكنية مؤجرة بأسعار معقولة من المتوقع افتتاحها في العام الحالي، بالإضافة إلى 978 وحدة أخرى من المقرر انتهاء العمل فيها بحلول العام المقبل، وقال: «إننا نعمل بنشاط على تقديم الخيارات السكنية المتنوعة لكل مستوى من مستويات الدخل في كل منطقة من مناطق المدينة»، وأضاف قائلا أيضا: «هناك 10 آلاف وحدة سكنية على طريق البناء. ولقد بدأت جهودنا المبذولة تؤتي ثمارها؛ فهذا سوف يكون أكبر عدد من الوحدات السكنية الميسورة التي تبنيها مدينة بورتلاند في عام واحد في تاريخها الحديث».
ولكن بالنسبة إلى المواطنة راخليا ليفتسكايا، البالغة من العمر 66 عاما، والتي تعمل مساعدة لكبار السن والمعاقين، فهي ترى أن المساعدات المقدمة قليلة للغاية. وهي مهاجرة من أوكرانيا وظلت تعيش في التجمع السكني نفسه في بورتلاند منذ 18 عاما، وكانت قد تسلمت إخطارا بزيادة القيمة الإيجارية بنسبة 10 في المائة خلال الصيف الحالي، وهي تخشى أن يؤدي ذلك الأمر إلى طردها من مسكنها وتشريدها في الشوارع، وتقول عن ذلك: «أخشى أن ينتهي بي الأمر للحياة في الشوارع من دون مأوى، إن ذلك الأمر يسبب لي قلقا كبيرا».


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».