أفضل وجهات السياحة العلاجية في مصر

أفضل وجهات السياحة العلاجية في مصر
TT

أفضل وجهات السياحة العلاجية في مصر

أفضل وجهات السياحة العلاجية في مصر

عند الحديث عن السياحة العلاجية داخل مصر، يتبادر إلى الذهن قصة الأمير محمد شاه أغاخان، ورمال مدينة أسوان التي ساهمت في شفائه من آلام الروماتيزم، تقول القصة التي يرويها أهل أسوان لكل زائر إنه في منتصف الأربعينات كان أغاخان الثالث مؤسس الطائفة الإسماعيلية، يعاني بشدة من أمراض الروماتيزم وآلام العظام، ورغم ثروته التي تقدر بالملايين، وذهابه لأكبر وأهم الأطباء في هذا العصر، فإن حالته ازدادت سوءاً، حتى نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلى مدينة أسوان، لأن فيها شتاءً دافئاً عجيباً، وبالفعل سافر إليها جالساً على كرسي، لعدم قدرته على المشي.
نصيحة صغيرة غيّرت مسار أغاخان الثالث، حيث اقترح عليه أحد شيوخ النوبة أن يدفن الجزء السفلي من جسمه في رمال النوبة، وبعد أسبوع واحد فقط تحسنت حالته، وعاد للسير على قدميه، ليقرر أغاخان إكمال حياته في أسوان، وبناء قصر يطل على نهر النيل. وبجانب القصر أقام مقبرته على طراز المقابر الفاطمية، وأوصى بدفنه فيها.
«منذ ذلك الحين، أصبحت لأسوان شهرة عالمية كإحدى وجهات السياحة العلاجية» حسبما يقول المرشد السياحي مينا صادق، لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «تتميز أسوان بجوها الجاف، وانخفاض نسبة الرطوبة، بالإضافة إلى وجود أشعة الشمس على مدار العام، مما يجعلها مكاناً مثالياً لعلاج أمراض الروماتيزم، والالتهاب الشعبي والربو، ويتم العلاج عن طريق دفن جسم المريض في الرمال الساخنة أو كما يطلق عليه الحمام الرملي، مما يكون له أثر كبير في تحسن حالته». يستمر الحمام مدة تتراوح بين خمس دقائق وساعة تبعاً لتحمل الشخص، ويراعى وضع مظلة شاطئ للحماية من أشعة الشمس. وتتوفر خيمة مخصصة لإيوائه فور الخروج من الحمام الرملي، لحمايته من التيارات الهوائية وتغير درجة الحرارة.
وعن أفضل الأماكن التي تقدم خدمات السياحة العلاجية داخل أسوان، يقول صادق إن أشهرها منتجع «بيراميز إيزيس» الذي يقع على جزيرة في وسط النيل، ويتميز بإطلالته الرائعة على النيل والجبال. يوفر المنتجع حمامات الدفن بالرمال الصفراء مع الرمال السوداء. هناك أيضاً جزيرة إلفنتين، التي يطلق عليها جوهرة الجنوب، وتعد من أكبر جزر أسوان الواقعة في وسط النيل، وتبلغ مساحتها نحو 150 فداناً، حيث يوجد بها أحد أكبر مراكز العلاج الطبيعي المتخصصة في الغمر في الرمال. وتنتعش حمامات الرمل هناك في الفترة من شهر مارس (آذار)، حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام.
- سفاجا
على الرغم من امتلاك مدينة سفاجا -التي تتبع إدارياً محافظة البحر الأحمر لموقعها جنوب الغردقة- مقومات المدينة السياحية، نظراً إلى مناخها المعتدل طوال العام، وشاطئها المترامي بمياهه الفيروزية، فإن شهرة سفاجا تأتي من كونها واحدة من أفضل وجهات السياحة العلاجية محلياً وعالمياً، لما تتميز به من سطوع الشمس الدافئة طوال العام، كما أن مياه البحر عالية الملوحة، مما يزيد كثافة الماء، ولذلك من يسبح في هذه المنطقة يطفو بسهولة على سطح الماء، وينتج عن هذا تحسن ملحوظ في نشاط الدورة الدموية، وارتفاع في تدفق الدم إلى الأطراف والجلد، الأمر الذي يؤثر في انتهاء مشكلات الصدفية. تشتهر المدينة أيضاً بعلاج مرض الروماتويد، حيث تتميز رمال سفاجا بوجود ثلاث مواد مشعّة بنسب غير ضارة، وهي اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم بنسبة 40 في المائة، تُستخدم في علاج الروماتويد.
وبسبب ما تتمتع به المدينة من مقومات الاستشفاء البيئي، يوجد بها واحد من أكبر المراكز الصحية التابع لفندق «مينافيل» المُتعاون مع مصحة «ترمال» بمدينة كارلو فيفاري بجمهورية التشيك، حسب ما يقوله موقعه الرسمي. يُوفر المركز برامج علاجية كثيرة لأمراض الصدفية، والروماتويد، والكلى والكبد، وآلام المفاصل وغيرها.
- الوادي الجديد
ومن سفاجا جنوب الغردقة إلى محافظة الوادي الجديد جنوب غربي مصر، والتي اكتسبت شهرة في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية.
ورغم بُعد المحافظة عن القاهرة بنحو ألف كيلومتر، فإنها استطاعت اجتذاب الكثيرين من راغبي الاستشفاء، حيث المناخ النقيّ البعيد عن التلوث، والخالي من الرطوبة، والشمس الساطعة طوال العام.
يقول عبد العزيز السيد، وهو رجل ستيني من الحريصين على القيام بزيارات منتظمة للوادي الجديد، لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد داخل المحافظة عشرات الآبار والعيون الكبريتية التي تخرج من باطن الأرض تحت درجة حرارة عالية تصل إلى أكثر من 40 درجة، وتحتوي على العديد من العناصر المعدنية الموجودة في المياه والطمي».
ويشرح أن أهالي المحافظة ممن توارثوا خبرة العلاج بمياه الآبار والرمال، ينصحون بعلاج أمراض العظام، والمفاصل، والأمراض الجلدية، عبر أكثر من طريقة منها السباحة في المياه الساخنة، وكذلك الكثبان الرملية الناعمة بالدفن فيها. الإقبال على هذه العيون والآبار سواء من الداخل أو الخارج، جعل مسؤولي المحافظة يولون اهتماماً أكبر لهذه الكنوز، ويهتمون بوضعها على الخريطة العالمية كإحدى أبرز وجهات السياحة العلاجية، الأمر الذي يفسر كونها تزخر حالياً بالعديد من المنتجعات السياحية التي تصب في هذا المجال.
- واحة سيوة
تظل واحة سيوة المكان المفضل للمشاهير الذين يريدون قضاء إجازة مختلفة، حيث الاسترخاء والاستشفاء على حد سواء. ما أكسبها شهرتها العالمية في مجال السياحة العلاجية، حرص المطرب الأميركي «آشر» على زيارتها مؤخراً أسوةً بغيره من المشاهير. ونشر صوراً عديدة على حسابه على «إنستغرام»، منها صورة وهو يسبح في بحيرة بجلباب أبيض، وصوراً أخرى وهو يستمتع بالمناظر الخلابة من أعلى قمة في الجبل.
وتشتهر واحة سيوة عالمياً بأنها كنز علاجي، نظراً إلى ما تمتلكه من ينابيع معدنية، من أشهرها عين كليوباترا، وهو حمام من الحجر يتم ملؤه من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية، وتقول الأسطورة إن الملكة المصرية سبحت فيها خلال زيارتها لسيوة. هناك أيضاً بئر كيغار الساخنة، وتبلغ درجة حرارة المياه المعدنية والكبريتية فيها نحو 68 درجة مئوية، وتُستخدم للعلاج من الأمراض الجلدية، والاضطرابات الهضمية والأمراض الروماتيزمية.
وبالإضافة إلى العيون والآبار، تنبع شهرة سيوة الأساسية من حمامات الرمال الساخنة، حيث يشير العديد من الدراسات المصرية إلى أن الرمال الموجودة بجبل الدكرور مثلاً تساعد في علاج مرض الروماتيزم، والصدفية، والجهاز الهضمي. وأفضل وقت للقيام بها خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من كل عام.
- سيناء
تزخر محافظة سيناء هي الأخرى بالعديد من الآبار والعيون المائية الحارة والعلاجية، يأتي في مقدمتها حمامات فرعون، بالقرب من مدينة أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء وعلى بُعد من القاهرة بنحو 250 كيلومتراً. وهي عبارة عن 15 عيناً تتدفق منها المياه الساخنة، ويملأ البخار المتصاعد منها كل أرجاء المغارة المنحوتة في الجبل أعلى شاطئ البحر، حيث تبلغ درجة حرارة المياه ما بين 55 و75 درجة مئوية، لذا يُنصح بها لمرضى الروماتيزم، وآلام المفاصل، وخشونة الركبة.
كما يوجد في سيناء حمام موسى الذي يقع على بُعد 5 كيلومترات من مدينة الطور. تتدفق المياه هنا من خمس عيون تصب في حمام على شكل حوض محاط بمبنى، وتحتوي هذه العيون على العديد من العناصر المعدنية المهمة، أهمها الصوديوم الذي يساعد على سرعة التئام الجروح، والماغنيسيوم الذي يساعد خلايا الجلد على استعادة حيويتها، وإعادتها إلى طبيعتها، فضلاً عن تأثيره في علاج الأمراض الجلدية المختلفة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».