محكمة مصرية تقضي ببراءة رئيس وزراء مرسي وتسقط حكم حبسه سنة

إرجاء محاكمة قيادات الإخوان في الهروب من السجون للشهر المقبل

مرسي خلال جلسة أمس (إ.ب.أ)
مرسي خلال جلسة أمس (إ.ب.أ)
TT

محكمة مصرية تقضي ببراءة رئيس وزراء مرسي وتسقط حكم حبسه سنة

مرسي خلال جلسة أمس (إ.ب.أ)
مرسي خلال جلسة أمس (إ.ب.أ)

قضت محكمة النقض في مصر، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، بإلغاء حكم حبس هشام قنديل رئيس الوزراء إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي صدر سابقا حكم بحقه في وقت سابق على خلفية اتهامه بالامتناع عن تنفيذ حكم قضائي. كما أرجأت محكمة أخرى أمس أيضا محاكمة مرسي، و130 آخرين في قضية «اقتحام السجون»، إبان ثورة 25 يناير 2011. إلى جلسة 18 أغسطس (آب) المقبل. وقال مصدر قضائي إن محكمة النقض قضت بقبول طعن قنديل وإلغاء حكم حبسه سنة وعزله من وظيفته بتهمة الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي، وكفالة 2000 جنيه (نحو 285 دولارا) لإخلاء سبيله.
وأشار المصدر إلى أن حكم محكمة النقض نهائي، فيما أكدت مصادر قانونية أن اسم قنديل لم يدرج في أي قضية أخرى خلال الشهور الأخيرة، ما يعني أنه بمجرد دفع الكفالة التي حددتها المحكمة سيتم إخلاء سبيله.
وكانت محكمة جنح الدقي (وسط القاهرة) قد عاقبت قنديل، بالحبس سنة وعزله من منصبه، في أبريل (نيسان) 2013. خلال شغله منصبه كرئيس للوزراء، لامتناعه عن تنفيذ الحكم الصادر من دائرة الاستثمار بمحكمة القضاء الإداري، والقاضي ببطلان قرار المجموعة الوزارية المخصصة لبيع 90 في المائة من شركة النيل العامة لحليج الأقطان.
وتقدم قنديل بطعن عاجل لوقف تنفيذ الحكم حينها، إلا أن المحكمة رفضته، واستأنف قنديل الحكم، إلا أن الاستئناف رفض أيضا وأيدت المحكمة الحكم في سبتمبر (أيلول) 2013، بعد عزل مرسي، حيث رفض أن يبقى على رأس حكومة تسيير أعمال، وأعلن استقالته، مع عدد من الوزراء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على قنديل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في «أحد الدروب الجبلية برفقة أحد المهربين أثناء محاولته الهروب إلى دولة السودان»، بحسب بيان لوزارة الداخلية المصرية حينها.
وفي غضون ذلك، أرجأت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة (شرق القاهرة)، قضية هروب قيادات جماعة الإخوان من السجن، إلى 18 أغسطس المقبل لسماع باقي أقوال شهود الإثبات.
وشهدت جلسة أمس هتاف مرسي عند دخوله القفص حيث ردد: «لبيك يا غزة»، وهو ما تبعه ترديد باقي المتهمين المحبوسين خلفه رافعين شارات رابعة العدوية (الميدان الذي شهد فض اعتصام لأنصار مرسي خلف مئات القتلى).
ومنذ يوم الاثنين الماضي، تشن إسرائيل عملية عسكرية على قطاع غزة شملت غارات عنيفة وكثيفة على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى مقتل 166 فلسطينيا وجرح نحو 1120 آخرين.
وقال مصدر قانوني إن رئيس المحكمة رفض إثبات انتقادات فريق الدفاع عن المتهمين للموقف المصري الرسمي من العدوان الإسرائيلي على غزة، كما حيا فريق الدفاع في بداية الجلسة صمود الشعب الفلسطيني وحركة حماس.
واستمعت المحكمة في جلستها أمس إلى الضابط أحمد جلال الدين الذي كان يعمل وقت الأحداث ضابطا بالتنفيذ العقابي بسجن شديد الحراسة بمنطقة سجون أبو زعبل (شمال القاهرة)، الذي قال: إنه في 29 يناير 2011، فوجئنا بهجوم مسلح من بعض الأعراب الملثمين (قالت مصادر عدة في التحقيقات إنها عناصر من حماس) ونتج عن ذلك هروب جميع المساجين ووفيات وإصابات في صفوف المجندين.
وأضاف أنه «عقب عودة المجندين، ومن خلال مناقشتنا معهم، قالوا لنا إنهم استشفوا من حواراتهم مع المقتحمين أن المهاجمين يتحدثون بلهجة عربية فعلمت أنهم من حركة حماس».
ويحاكم في قضية اقتحام السجون، 131 متهما، (105 هاربون و26 محبوسون احتياطيا)، بتهمة اقتحام 11 سجنا، والتعدي على أقسام الشرطة، واختطاف 3 ضباط وأمين شرطة، إبان ثورة 25 يناير.
وعلى صعيد التحركات الميدانية، قالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس إن قوات الأمن «تمكنت من ضبط 24 من العناصر الإخوانية الإرهابية ومثيري الشغب، الصادر بشأنهم قرار ضبط وإحضار من قبل النيابة العامة، والمتورطين في الاعتداء على المقرات الشرطية والتحريض على العنف ضد رجال الجيش والشرطة».
ومنذ نهاية العام الماضي تتعامل الحكومة المصرية مع جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، وصدر حكم لاحق على قرار الحكومة يلزمها بإدراج الجماعة كتنظيم إرهابي، ما عزز إجراءات حكومة لملاحقة أنصار الإخوان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.