مصر وفيتنام لتدعيم العلاقات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب

السيسي وتران داي وقعا مذكرات تفاهم في القاهرة

الرئيس السيسي وحرمه لدى استقبالهما الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج وحرمه في القاهرة امس (رويترز)
الرئيس السيسي وحرمه لدى استقبالهما الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج وحرمه في القاهرة امس (رويترز)
TT

مصر وفيتنام لتدعيم العلاقات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب

الرئيس السيسي وحرمه لدى استقبالهما الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج وحرمه في القاهرة امس (رويترز)
الرئيس السيسي وحرمه لدى استقبالهما الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج وحرمه في القاهرة امس (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اهتمام مصر بتعزيز العلاقات مع فيتنام، لما لها من ثقل في المنطقة ولما تقدمه من دعم لانضمام مصر لاتفاقية الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (الآسيان)؛ لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على كافة الأطراف، ويتيح لمصر الاستفادة من تجربة دول التجمع.
وأعرب الرئيس السيسي، في كلمة له أمس عقب استقباله نظيره الفيتنامي تران داي كوانغ، في القاهرة، عن ترحيب مصر بالتنسيق مع فيتنام خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، لما فيه صالح البلدين والقارتين، كما أعرب عن ترحيبه واعتزازه بالرئيس الفيتنامي، وحرصه على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، لتحقيق مستقبل أفضل لشعبي البلدين.
وقال السيسي: «زيارتكم لمصر لها أهمية خاصة كأول زيارة منذ تأسيس العلاقات بين البلدين منذ 55 عاما. وتأتي بعد زيارة أول رئيس مصري لفيتنام في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي»، منوها بأن هاتين الزيارتين تؤكدان الاهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والرغبة في استثمار الإمكانات الهائلة المتاحة لدي البلدين لما فيه صالح الشعبين.
وأوضح السيسي أنه بحث مع نظيره الفيتنامي سبل تدعيم العلاقات على جميع الأصعدة، والتعاون في إطار المؤسسات الدولية، مشيراً إلى أنه استعرض والرئيس الفيتنامي القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن تدعيم العلاقات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، وتنشيط التبادل السياحي والثقافي بين البلدين. ونوه بأن المباحثات المصرية - الفيتنامية أكدت على توجهات الدولتين لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام للعالم، والتنمية الاقتصادية للبلدين.
وعقب اللقاء، شهد الرئيس السيسي ونظيره الفيتنامي بقصر الاتحادية التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين، لتعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات. شملت مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي المصري بوزارة الخارجية المصرية، وقعها وزير الخارجية سامح شكري، ومن الجانب الفيتنامي هو فو ناو، نائب وزير الشؤون الخارجية. ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مجال التمويل والبورصة ودعم الاستثمار، وقعتها الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ومن الجانب الفيتنامي وينا كوانغ هاي نائب وزير المالية. وأخرى للتعاون في قطاع البترول بين المؤسسات العامة العاملة في مجال البترول والغاز والثروة المعدنية، وقعها المهندس طارق الملا وزير البترول، ومن الجانب الفيتنامي تران توان أنه وزير التجارة والصناعة. ومذكرة تعاون في مجال تجارة الأرز، وقعها علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، ومن الجانب الفيتنامي تران توان أنه وزير التجارة والصناعة. ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الزراعة، وقعها الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومن الجانب الفيتنامي ين شوان غوان وزير الزراعة والاستثمار الزراعي. ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الترويج للصادرات، وقعها المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، ومن الجانب الفيتنامي تران توان أنه وزير التجارة والصناعة. ومذكرة تفاهم في مجال المعاملات التجارية، وقعها المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة، ومن الجانب الفيتنامي تران توان أنه وزير التجارة والصناعة. واتفاقية تآخٍ بين محافظة الأقصر ومدينة لين بين، وقعها محمد بدر محافظ الأقصر، ومن الجانب الفيتنامي دين فان ديان رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة لين بين.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.