عباس يعتزم تقديم طلب رسمي من أجل دولة كاملة العضوية

ضمن خطة لمواجهة واشنطن وإحراجها... تعاد كلما استخدمت الفيتو

TT

عباس يعتزم تقديم طلب رسمي من أجل دولة كاملة العضوية

قال وزير شؤون القدس وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عدنان الحسيني، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيقدم طلباً رسمياً من أجل حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، خلال خطابه أمام الجمعية العامة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأضاف الحسيني: «بعد هذا الخطاب سيكون هناك قرارات صعبة ومصيرية، وأهمها الشروع بخطوات تحديد العلاقة مع سلطات الاحتلال».
والطلب الفلسطيني المرتقب، يأتي رداً على المواقف الأميركية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ووضع المجلس المركزي الفلسطيني خطة لمواجهة الولايات المتحدة، تبدأ بتقديم طلب عضوية كاملة، ثم تعليق الاعتراف بإسرائيل، والتحلل من اتفاقات معها.
وأكد المركزي على استمرار الموقف الرافض لما يسمى صفقة القرن، وعد أن الهدف المباشر هو استقلال دولة فلسطين، ما يتطلب الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة التي تناضل من أجل استقلالها، وبدء تجسيد سيادة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967.
وطلب المركزي من اللجنة التنفيذية تقديم جداول زمنية محددة، تتضمن تحديداً شاملاً للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع سلطة الاحتلال، وبما يشمل تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف التنسيق الأمني بكل أشكاله، والانفكاك الاقتصادي، على اعتبار أن المرحلة الانتقالية (في اتفاقات أوسلو) وبما فيها اتفاق باريس، لم تعد قائمة، وعلى أساس تحديد ركائز وخطوات عملية للبدء في عملية الانتقال من مرحلة السلطة إلى تجسيد استقلال الدولة ذات السيادة.
وخطوة عباس تأتي ضمن هذه الخطة، لكنها ستواجه على الأغلب فيتو أميركيا.
وقال المندوب الدائم لفلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور أمس، إن «الإجراءات القانونية للعضوية يجب أن تمر في ثلاث محطات، أولها الأمين العام، وقد اجتزنا هذه المحطة. والثانية مجلس الأمن، ولم ولن يتم تخطيها طالما بقيت واشنطن تعطل صدور قرار من مجلس الأمن بالخصوص. أما المحطة الثالثة، فتتمثل بالجمعية العامة. وفي حال صدر قرار من مجلس الأمن يوصي بعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة، فإن فلسطين تملك في الجمعية العامة ثلثي الأصوات لنيل العضوية».
ويعني حديث منصور أن الطلب سيواجه انتكاسة في مجلس الأمن.
ويستوجب الانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة عضو، تأييد القرار من قبل 9 أعضاء من بين الدول الـ15 في مجلس الأمن الدولي، شرط عدم استخدام الفيتو من قبل عضو أو أكثر من الدول الخمس دائمة العضوية.
لكن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الطلب سيعاد مرات من أجل إحراج واشنطن.
وكانت السلطة امتنعت في السنوات السابقة بعد 2012، عن تقديم الطلب خشية حدوث مواجهة مع واشنطن، وبسبب نصائح دول أوروبية وعربية بتجنب هذه المواجهة، ومحاولة خلق أجواء إيجابية من أجل إطلاق عملية سلام.
لكن بعد القطيعة التي دبت بين السلطة وواشنطن، بسبب اعتبارها القدس عاصمة لإسرائيل والخلاف حول خطة السلام، قررت السلطة تفعيل الخيارات التي كانت معطلة.
وأعلن منصور، أن فلسطين ستتقدم خطوات إضافية نحو العضوية الكاملة، من خلال قرار ستطرحه في الجمعية العامة لتحسين الوضع القانوني لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، تلبية للقيام بدورها بالكامل كرئيس لمجموعة 77 والصين طوال العام المقبل 2019.
وكانت فلسطين قد حصلت على عضو مراقب في الأمم المتحدة في العام 2012، حيث صوتت 138 دولة لصالح مشروع القرار في حينه، فيما عارضته 9 دول، وامتنعت 41 دولة عن التصويت.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».