تعيش محافظة إدلب حالة من الترقب والسباق بين الحلّ المطروح بإنهاء «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، أو انطلاق العملية العسكرية. وفيما تمرّ المفاوضات مع «الهيئة» بمرحلة دقيقة نتيجة رفض قيادييها حلّها، وذلك بناءً على اتفاق بين تركيا وروسيا، يستمر النظام بحشد المزيد من التعزيزات إلى محيط إدلب، إضافة إلى استقدام مقاتلين من مناطق أخرى، بينهم ما بات يعرف بـ«فصائل المصالحات»، بحسب ما قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات مستمرة بين أنقرة وموسكو لإنهاء «النصرة» سلمياً، لكن المشكلة تكمن في تعنّت قيادييها، ورفضهم هذا الحل، ما سيؤدي إلى معركة كاسحة إذا لم يتراجعوا عن موقفهم، مشيراً إلى أن «النصرة» تتحضر كذلك للمعركة بشكل كبير رغم المخاوف من نتائجها. ولفت إلى أن عدد «فصائل المصالحة» كبير، لكن ما نقله النظام لغاية الآن تحضيراً للمشاركة في معركة إدلب يقدر بنحو 600 مقاتل، وتحديداً من ريف دمشق ودرعا.
مع العلم أن المعلومات تشير إلى أن تركيا وعدت روسيا بإنهاء «الهيئة» قبل منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
في المقابل، قلّل مصدر عسكري في المعارضة من أهمية هذه التعزيزات، وتحديداً من عدد مقاتلي «فصائل المصالحة»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الهدف من استقدام هؤلاء المقاتلين هو زجّهم في المعركة بمواجهة زملائهم السابقين في القتال.
وذكر «المرصد»، أمس، أن النظام أقدم على نقل العشرات من مقاتلي الفصائل السابقين الذين قد أجروا «مصالحات وتسويات» مع قوات النظام في محافظة الغوطة الشرقية ودرعا، إلى جبهات القتال في محافظة إدلب، التي من المتوقع أن تشهد معركة كبرى خلال الأيام المقبلة.
كذلك، كانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن مصدر في المعارضة السورية قوله، إن «النظام نقل يوم السبت المئات من مسلحي ريف حمص الشمالي إلى جبهات ريف حماة بعد دخولهم في تسوية معه مطلع شهر مايو (أيار) الماضي». ولفت إلى أن «قوات النمر» هي التي تولت «نقل نحو 370 عنصراً من فصيل (جيش التوحيد) الذي كان يتبع (الجيش السوري الحر) إلى منطقة الغاب للتوجه إلى ريف حماة الغربي للتوجه إلى معسكر جورين».
وأكد المصدر أن «دفعة جديدة من فصائل المعارضة التي دخلت في مصالحات مع القوات الحكومية بريف حمص الشمالي، ستتجه إلى منطقة مورك التي ترابط على جبهاتها (قوات النمر) أيضاً».
يأتي ذلك في ظل مواجهة النظام رفض واستياء الأهالي الرافضين للتسوية والمصالحة في درعا، كما وانتقالهم إلى الشمال السوري، بحسب «المرصد»، مشيراً إلى أن «الاستياء يأتي في أعقاب قيام قوات النظام باعتقال عدد من المقاتلين السابقين من ريف درعا، ممن كانوا دخلوا في (مصالحات وتسوية) مع قوات النظام، حيث جرى اعتقالهم واقتيادهم إلى أفرع أمنية تابعة لقوات النظام».
وفي موازاة ترقب نتائج المفاوضات مع «الهيئة»، تقوم فصائل المعارضة، بحسب «المرصد»، في محافظة إدلب، بعمليات تمشيط داخلية للخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش، التي يُخشى من استغلالها لعمليات التحضير لمعركة إدلب، أو انتهازها فرصة الانشغال بالمعركة لاحقاً، وتوسعة نشاطها، وهو ما أكد عليه المصدر العسكري في إدلب. وذكر «المرصد» أنه رصد أمس «عملية أمنية لـ(هيئة تحرير الشام) في مناطق كفر هند وتل عمار ودركوش وعزمارين، في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة إدلب، تمكنت خلالها من اعتقال نحو 23 شخصاً، وجرى اقتيادهم إلى مقار أمنية تابعة لـ(هيئة تحرير الشام)، ضمن الحملة المستمرة لاعتقال الخلايا النائمة والجهات المسؤولة عن تنفيذ التفجيرات والاغتيالات وتوسعة الفلتان الأمني في ريف إدلب الذي يعاني، كما ريفي حلب وحماة، من فلتان أمني».
ويشير «المرصد» إلى أن فصائل المعارضة تقوم بحملات أمنية مستمرة أدت للقبض على عشرات الأشخاص بتهم الانتماء لخلايا تنظيم داعش، واعتقال وإعدام وقتل العشرات منهم، إذ إن بعضهم جرى إعدامه بعد اعتقاله مباشرة، والبعض الآخر أُعدم بعد التحقيق معه، وبعضهم قتلوا خلال القتال والاشتباكات عند مداهمة مقراتهم. وأشار «المرصد» إلى أن عدد القتلى في صفوف هذه الخلايا وصل إلى ما يزيد عن 75 شخصاً منذ بداية أبريل (نيسان) الماضي، وهم من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية.
«تحرير الشام» ترفض حلّ نفسها... و«فصائل المصالحة» لمعركة إدلب
مئات المقاتلين انتقلوا من ريف دمشق ودرعا
«تحرير الشام» ترفض حلّ نفسها... و«فصائل المصالحة» لمعركة إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة