قايد صالح يعين قائداً جديداً للمنطقة الثانية ويؤكد تماسك الجيش

رئيس الأركان الجزائري لمح إلى عدم تأثره بالجدل حول إقالة جنرالات نافذين

صورة نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية لزيارة قايد صالح إلى المنطقة العسكرية الثانية أمس
صورة نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية لزيارة قايد صالح إلى المنطقة العسكرية الثانية أمس
TT

قايد صالح يعين قائداً جديداً للمنطقة الثانية ويؤكد تماسك الجيش

صورة نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية لزيارة قايد صالح إلى المنطقة العسكرية الثانية أمس
صورة نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية لزيارة قايد صالح إلى المنطقة العسكرية الثانية أمس

يجري بالجزائر، يومياً، ترسيم قرارات تتعلق بإقالة قادة بارزين في الجيش، تم تسريبها للصحافة في الأيام الأخيرة، لكن لم يعلن عنها رسمياً.
ونصَّب رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، أمس، القائد الجديد لـ«الناحية العسكرية الثانية» بوهران (عاصمة الغرب الجزائري)، خلفاً لأحد أبرز ضباط الجيش ممن بقوا في المنصب لفترة طويلة. وكانت الأوساط السياسية والإعلامية، تأمل منذ إعلان وزارة الدفاع أول من أمس، زيارة صالح إلى «الناحية الثانية»، في الحصول على تفاصيل جديدة عما سمته صحيفة محلية «تسونامي تغييرات في الجيش»، بالنظر إلى كثافة الإقالات في صفوف كبار العسكريين، غير أن صالح اكتفى بـ«إيحاءات» كتفسير لحركة التغيير الواسعة، التي يظل جزء كبير منها غير رسمي.
وقال العسكري، الذي يشغل مساحة كبيرة في الإعلام حالياً، في خطاب نشرته وزارة الدفاع، «إن الهدف الذي أحرص على تحقيقه وتجسيده ميدانياً على مستوى هذه الناحية العسكرية (الثانية)، بل على مستوى كافة مكونات الجيش الوطني الشعبي، بمختلف هياكله وتشكيلاته العملياتية وجهازه التكويني، يتطلب جهداً عظيماً وعملاً متفانياً وعقلانياً يُبذلان من طرف الجميع ودون استثناء، كل في نطاق مسؤوليته القيادية والتسييرية، وحدود صلاحياته العملية والمهنية، ومجال تخصصه التقني والعلمي والمعرفي وحتى التحسيسي». وفهم من كلامه، بحسب متتبعين، أن التغييرات الجارية، جاءت تنفيذاً لخطة عمل أعدت من قبل، وبذلت من أجلها جهود كبيرة. ورأى مراقبون أن في خطاب صالح، نفياً لقراءات مفادها أن إقالة جنرالات واستبدالهم بآخرين، من الرتبة نفسها، «تصفية حسابات سياسية ضد الحرس القديم في الجيش».
وتسلم، أمس، بحضور صالح وعشرات الضباط والجنود، اللواء مفتاح صواب مهامه قائداً جديداً للناحية العسكرية الثانية بوهران، خلفاً للواء سعيد باي «الذي أحيل على التقاعد». ومن عادة السلطات العليا في البلاد، أن تستعمل «الإحالة على التقاعد» لتفسير إبعاد مسؤولين مدنيين وعسكريين مغضوب عليهم. هكذا كان الأمر عام 2015 مع الفريق محمد مدين قائد جهاز الاستعلامات العسكرية، الذي تم عزله تحت عنوان «التقاعد»، بينما الحقيقة هي خلاف حاد بينه وبين الرئيس حول قضايا فساد، تورط فيها عدة مسؤولين.
وكان صالح، ربط أول من أمس، إقالة قائد «الناحية الأولى» (وسط) واستبداله بآخر، بمعياري «الاستحقاق» و«التداول على المناصب». وتحدَّث صالح، في خطابه، عن «حس بالمسؤولية» و«كفاءة عالية»، يتحلى بهما الجيش، حسبه، ما يعني أن التغييرات في المؤسسة العسكرية، أخذت بعين الاعتبار هذه المعايير. وقال إنه بمثلها «تستطيع قواتنا المسلحة أن تؤدي مهامها كما ينبغي، وأن تستمر في متابعة مشوار التحديث والتطوير لمختلف مكوناتها، وأن تسهر على الدوام على بقائها في حالة الجاهزية التامة لمواجهة أي طارئ، بشكل يتوافق تماماً مع حسن توظيف وتسخير واستغلال نوعية الوسائل المادية والتسليحية والبشرية المتوفرة، ومع طبيعة التحديات والتهديدات المتوقعة، وهي غايات لا خيار لنا سوى تحقيقها على الوجه الأكمل».
وبحسب صالح، «يلقى الجيش عناية دائمة ورعاية متواصلة من فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وإننا على هذا الدرب ماضون، بحول الله تعالى وقوته، لأنه درب سليم النية مخلص المقاصد وعظيم الوفاء ووافر النتائج الميدانية والفعلية، دربٌ أوصل الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في زمن وجيز بل وقياسي، إلى بناء جيش قوي بكل ما تعنيه عبارة القوة من معنى. وتلكم إنجازات بقدر ما نشكر الله تعالى على توفيقه، فإننا ندعوه تعالى أن يسدد خطى كافة المخلصين للجزائر وأن يثبت أقدامهم ويعينهم على حفظ الجزائر حاضراً ومستقبلاً».
وفيما يعني أن الجيش لن يتأثر بالجدل الذي يثار حالياً، بشأن التغييرات في المناصب العليا به، قال صالح إن الضباط الذين التقاهم أمس بوهران «جددوا (له) العهد للقيام بالمهام المنوطة في كافة الظروف والأحوال». ويرتقب خلال الأسبوع الحالي، أن يتنقل صالح، وهو في الوقت نفسه نائب وزير الدفاع، إلى «الناحية العسكرية الثالثة» (بشار بالجنوب الغربي)، لتنصيب قائد جديد لها خلفاً للواء سعيد شنقريحة الذي تم عزله من دون الإعلان عن ذلك رسمياً.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».