نتنياهو لا يستبعد انتخابات مبكرة ولا يستعجل «صفقة القرن»

TT

نتنياهو لا يستبعد انتخابات مبكرة ولا يستعجل «صفقة القرن»

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يستبعد إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل. وقال: «إذا أصر حزب أغودات يسرائيل على إدخال تعديلات على قانون التجنيد فسيتم تبكير موعد الانتخابات العامة». وأضاف أن «الأمر متعلق بالخطوات التي سيقوم بها أغودات يسرائيل. إن غالبية اليهود الحاريديم (المتشددين) يدركون ذلك».
وتابع في سياق حديث مع الصحافيين الذين يرافقونه خلال زيارته لليتوانيا: «إذا وافق الحزب على القانون بصيغته الحالية فإن الائتلاف الحكومي سيواصل ولايته حتى نهايتها، وإذا لا فسيتم تبكير الانتخابات».
وهذه ليست المرة الأولى التي يلوح فيها نتنياهو بتبكير الانتخابات بسبب الخلاف حول قانون التجنيد. ويثير القانون منذ سنوات خلافات بين العلمانيين والمتدينين في إسرائيل بسبب تهرب الطلاب الحريديم (المتشددين دينيا) من أداء قانون الخدمة العسكرية.
ويصر وزراء بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان على تجنيد الطلاب المتدينين، فيما ألغت المحكمة العليا قوانين تسمح باستثنائهم من الخدمة لأنها تميّز بين دم ودم. واقترحت لجنة خاصة أن يتم رفع نسبة المتدينين بشكل تلقائي عبر السنوات مع إبداء مرونة حول الوقت الذي ينضم فيه الطالب للجيش، لكن مقابل فرض عقوبات على المتهربين.
وفيما قالت أحزاب دينية إنه يمكن إجراء تعديلات طفيفة على المقترح، رفض حزب «أغودات إسرائيل» ذلك قطعيا بسبب العقوبات التي يفرضها مشروع القانون. واستنادا إلى القانون الإسرائيلي فإنه على كل من يبلغ 18 عاماً الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وجاء حديث نتنياهو عن تبكير الانتخابات في وقت أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن هذه الانتخابات قد تُجرى في الشتاء القادم، وربما في فبراير (شباط) أو مارس (آذار) 2019. وقالت مصادر إسرائيلية إن مستشاري رئيس الحكومة يفضلون أن يجري تبكير الانتخابات في ظل الأزمة السياسية ووضع نتنياهو والليكود الآخذ بالتحسن في الاستطلاعات.
وعلى الرغم من أن الموعد المحدد لإجراء الانتخابات هو نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، فإن شركاء آخرين في الائتلاف يعتقدون أن الانتخابات ستُجرى في وقت أبكر. وأحد هؤلاء الشركاء هو رئيس حزب «كلنا» وزير المالية موشيه كحلون، الذي يعتقد أن قانون التجنيد الذي يشكل خلافا بين وزير الدفاع ليبرمان وبين الأحزاب الدينية تسبب بفجوة لا يمكن جسرها.
ويرى كثير من الشركاء أيضا أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية بشأن قانون تأجير الرحم. وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم» فإنه بعد الضجة التي ثارت في أعقاب قانون تأجير الرحم، قال وزير الصحة، يعقوف ليتسمان، من الحزب اليهودي «يهدوت هتوراه» إنه إذا تطرق نتنياهو إلى الموضوع ثانية فسيستقيل من الحكومة.
وتحدث نتنياهو للصحافيين كذلك عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام، واصفا الأمر بأنه ليس ملحا. وأعرب عن تحفظه على خطة ترمب. ونقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن نتنياهو قوله، إن «الترويج للصفقة هو شأن يخص ترمب إن أراد ذلك»، مضيفاً أن «ترمب يصرح عن ذلك من وقت لآخر ويمكن أن ينفّذ أقواله، على الرغم من أنني لا أستعجل الموضوع. الأميركيون يفكرون في الأمر، إنهم ليسوا عميانا، لكنني لا أعرف. سننظر بمقترحهم».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.