إد وودوارد... الرجل الذي يملك مصير مورينيو بين يديه

يتمتع بنفوذ هائل داخل مانشستر يونايتد قد يعادل ما كان لدى المدرب الأسطوري فيرغسون

وودوارد يمكن أن يستغني عن خدمات مورينيو إذا لم تتحسن الأوضاع مع يونايتد
وودوارد يمكن أن يستغني عن خدمات مورينيو إذا لم تتحسن الأوضاع مع يونايتد
TT

إد وودوارد... الرجل الذي يملك مصير مورينيو بين يديه

وودوارد يمكن أن يستغني عن خدمات مورينيو إذا لم تتحسن الأوضاع مع يونايتد
وودوارد يمكن أن يستغني عن خدمات مورينيو إذا لم تتحسن الأوضاع مع يونايتد

أصبح إد وودوارد، الذي يتولى منصب نائب الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد منذ خمس سنوات، مسؤولا الآن عن التعامل مع ملف المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو وإيجاد حل للمشكلات الموجودة الآن في كل مكان داخل النادي العريق. وقد أعرب المدير الفني البرتغالي عن امتعاضه بسبب عدم تلبية النادي لمطالبه بالتعاقد مع مدافع قوي خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. كما أن نجم خط وسط الفريق بول بوغبا لا يقدم مستويات ثابتة ويرغب في الرحيل إلى برشلونة الإسباني.
وعلاوة على ذلك، بدأ مانشستر سيتي وليفربول - أقوى منافسي مانشستر يونايتد - الموسم بشكل رائع وحققا العلامة الكاملة بالفوز في المبارتين اللتين خاضاهما حتى الآن، في الوقت الذي تلقى فيه مانشستر يونايتد، الحاصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 20 مرة - هزيمة مفاجئة أمام برايتون يوم الأحد الماضي. ويتعين على وودوارد الآن أن يقرر ما هي أفضل طريقة لقيادة النادي إلى الأمام. وباعتباره الرجل المفوض من قبل مالكي النادي الأميركيين - عائلة غليزر التي تقيم في الولايات المتحدة - لإدارة النادي، فإنه يسيطر بشكل كامل على الشؤون اليومية في «أولد ترافورد». وهذا يعني أن المسؤولية بالكامل تقع على كاهل وودوارد.
وفي الحقيقة، لا يُخشى على وودوارد من تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، كما يتضح من تعليقاته عند مناقشة الأمور المتعلقة بالخدمات المصرفية التي كان يعمل بها من قبل. وكان وودوارد يعمل في سلسلة محلات فليمنغز عندما استحوذ عليها مصرف جي بي مورغان، وهي الخطوة التي جعلت زملاءه في العمل آنذاك يشعرون بالقلق، لكن الأمر كان مختلفا بالنسبة له. وقال لمجلة «يونايتد وي ستاند» الخاصة بنادي مانشستر يونايتد في عام 2014: «لقد تجنبت الدخول في صراعات أو مواجهات، لكنني تحدثت بقوة عندما بدأ الآخرون يشكون من فقدان وظائفهم هناك. يتحقق جزء من الأرباح العالية نتيجة الدخول في مخاطر مرتفعة».
وقد حصل وودوارد على شهادة في الفيزياء من جامعة بريستول، ويتمتع بنفوذ هائل داخل مانشستر يونايتد قد يعادل النفوذ الذي كان يملكه المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون في النادي. لكن وودوارد في وضع أكثر استرخاءً مما كان عليه المدير الفني الاسكوتلندي ويمتلك صلاحيات تجعله لا ينزعج على الإطلاق مما يقوم به مورينيو. ودعونا نتفق على أن فيرغسون هو أعظم مدير فني في تاريخ مانشستر يونايتد، وليس أعظم مدير تنفيذي في تاريخ النادي، لكن عندما انتهت حقبة فيرغسون أفسح ذلك المجال لبداية حقبة وودوارد!
وقبل ذلك، كانت عائلة غليزر الأميركية راضية عن هيمنة وسيطرة فيرغسون على مقاليد الأمور في مانشستر يونايتد. لكن عندما رحل فيرغسون والرئيس التنفيذي، ديفيد جيل في ربيع عام 2013، تولى وودوارد المسؤولية وبدأ - بأوامر من عائلة غلازرز - ما يمكن وصفه بأنه «شبه ثورة» في الأمور المتعلقة بالشؤون المالية والكروية داخل النادي العريق. وأعيد تشكيل الجانب الرياضي داخل النادي من خلال تكوين فريق للسيدات وإعادة هيكلة أكاديمية الناشئين ونظام الكشافين، فضلا عن التحرك الوشيك لتعيين أول مدير للكرة في تاريخ النادي الممتد منذ 140 عاما.
ومن الناحية المالية، كان تقييم النادي ضعيفًا بشكل خطير. وفي عام 2013، لم يكن عدد رعاة النادي يتجاوز 10، لكن في عام 2018 وتحت قيادة وودوارد ارتفع هذا العدد بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من انخفاض هذا العدد مرة أخرى في الآونة الأخيرة من أجل التركيز على الجودة وليس العدد، وصل عدد الرعاة إلى نحو 80. وقد أصبح «الذكاء التجاري» الحاد الذي يتميز به وودوارد بمثابة سلاح يستخدم ضده، حيث اتهمه جمهور مانشستر يونايتد بأنه حول النادي إلى مجرد كيان لتحقيق الأرباح المالية لعائلة غليزر الأميركية.
ويشير جمهور النادي في هذا الإطار إلى فشل النادي في الحصول على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ خمس سنوات، وعدم رغبة مسؤولي النادي في دفع المقابل المادي المطلوب لتدعيم صفوف الفريق بالتعاقد مع مدافع ليستر سيتي، هاري ماغواير، ولاعب بايرن ميونيخ، جيروم بواتينغ، وهما المدافعان اللذان طلب مورينيو التعاقد معهما.
وفي الحقيقة، تبدو الأسباب التي اعتمد عليها النادي في رفض هاتين الصفقتين منطقية، لأن وودوارد ومجلس إدارة النادي نظرا إلى صفقتين سابقتين عقدهما مورينيو في ذلك المركز - فيكتور لينديلوف وإيريك بايلي - وتساءلا عن سبب عدم مشاركتهما في بعض الأوقات خلال الموسم الماضي وعدم حصولهما على ثقة المدير الفني الذي كان مصرا على التعاقد معهما! وتساءلوا أيضا عما إذا كان مستوى ماغواير وبواتينغ سيكون أفضل من مستوى المدافعين الآخرين الموجودين بالفعل في النادي وهم كريس سمولينغ وفيل جونز وماركوس روخو.
هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في جميع الأندية، ولا يستطيع مورينيو أن يزعم أن النادي لا ينفق على التعاقدات الجديدة، لأنه خلال خمس فترات انتقال ومنذ تولي مورينيو قيادة الفريق خلفا للويس فان جال في صيف عام 2016 أنفق مانشستر يونايتد 364.3 مليون جنيه إسترليني على شراء ثمانية لاعبين. وقد يكون رأي وودوارد - ورأي عائلة غليزر أيضا - يتمثل في أنه بعد التعاقد مع عشرة لاعبين جدد (تعاقد النادي مع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في صفقة انتقال حر، ومع التشيلي أليكسيس سانشيز في صفقة تبادلية) وإضافة هذا العدد من اللاعبين إلى 20 لاعبا كانوا موجودين بالفعل قبل وصول مورينيو، فإن الوقت قد حان بالنسبة للمدير الفني البرتغالي أن يركز على اللاعبين الذين يمتلكهم وليس على اللاعبين غير الموجودين في فريقه.
ونظرا لأن مورينيو لديه قدرة كبيرة على قراءة الآخرين، فهو يدرك جيدا أن وودوارد لديه مزيج من دماثة الخلق والقسوة، عند الضرورة، وهو ما يجعله شخصا لا يستهان به على الإطلاق. ويمكن القول إن المدير الفني البرتغالي يواجه أكبر تحدٍ في مسيرته المهنية، خاصة بعدما بدأت الشكوك تساور وودوارد عما إذا كان مورينيو هو أفضل شخص يقود مانشستر يونايتد. ولم يكن وودوارد معجبا على الإطلاق بالطريقة التي كان يتحدث بها مورينيو في الآونة الأخيرة، وبالتحديد منذ تصريحاته في منتصف يوليو (تموز) الماضي والتي قال فيها إن معسكر إعداد الفريق للموسم الجديد سيكون «سيئاً للغاية»، وبالتالي أصبح يتعين على نائب المدير التنفيذي أن يساعد النادي سريعا على وضع حد لحالة الكآبة التي تسيطر عليه منذ فترة.
وإذا لم يحدث ذلك، فسيتعين على وودوارد ورؤسائه أن يدرسوا مستقبل مورينيو مع الفريق. لكن من غير المتوقع أن يتخذ النادي قرارات متسرعة، فحتى لو خسر الفريق أمام توتنهام هوتسبر يوم الاثنين المقبل وأمام بيرنلي في آخر مباراة قبل فترة التوقف الدولية، فسيمنح النادي لمورينيو المزيد من الوقت. ومع ذلك، فإن المعضلة الأكبر التي تواجه وودوارد لا تتمثل في السياسة التي يتبعها النادي فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة أو حتى في تحويل مانشستر يونايتد إلى قوى تجارية عالمية، لكنها تتمثل في أن تعييناته الإدارية لم تنجح حتى الآن في مساعدة النادي على الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
ولم يستمر ديفيد مويز، الذي خلف فيرغسون في قيادة الفريق، سوى 34 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أقيل لويس فان غال من منصبه بعد فشله في احتلال أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. صحيح أن مورينيو قد قاد مانشستر يونايتد للحصول على لقب الدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة واحتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، لكن هذا ليس هو الهدف الذي عُين من أجله!
ورغم أن سعر سهم النادي قد وصل لأعلى مستوياته على الإطلاق يوم الثلاثاء الماضي، لكن الهدف الأساسي والرئيسي لوودوارد هو قيادة «الشياطين الحمر» للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الحادية والعشرين في تاريخه. يعتقد وودوارد أن مورينيو قادر على تحقيق هذا الهدف خلال الموسم الحالي، لكن إذا لم يحدث ذلك فإن وودوارد لن يجد أي حرج في أن يوصي ملاك النادي الأميركيين بإقالة المدير الفني البرتغالي.
مورينيو نفى مؤخرا وجود خلاف مع وودوارد، وذلك في مؤتمر صحافي الجمعة وصله مبكرا واستمر لنحو ثماني دقائق فقط. ويبدو مورينيو في موقف لا يحسد عليه مع بداية موسمه الثالث على رأس الإدارة الفنية لـ«الشياطين الحمر»، إذ حقق فوزا غير مقنع على ليستر سيتي في المرحلة الأولى (2 - 1) وخسر في الثانية أمام برايتون (2 - 3). ودفع أداء الفريق والتصريحات المتتالية للمدرب، إلى الحديث عن خلاف بينه وبين وودوارد الممسك بالشؤون اليومية للنادي، بتوكيل من مالكيه عائلة غلايرز الأميركية. وفي مؤتمر صحافي الجمعة، بدا مورينيو متوترا أكثر من العادة، إذ حضر قبل 30 دقيقة من الموعد المحدد، وأنهاه بعد نحو ثماني دقائق، علما أن إجاباته على الأسئلة كانت مقتضبة إلى حد كبير. وردا على سؤال عما إذا كانت علاقته بوودوارد على ما يرام، أجاب: «طبعا». ولدى سؤاله عما إذا كانت ثمة مشكلات مع المسؤول الإداري، اكتفى مورينيو بالقول «كلا». وردا على سؤال عما إذا كان الفريق يخوض بداية موسم سيئة، أجاب: «كلا. أعتقد صعبة. بعد خسارة مباراة، الأمر صعب دائما، لا سيما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يكترثون بهذه المهنة، بأن يكونوا محترفين في كرة القدم. لكن بعد ذلك، تفكر بشأن المباراة المقبلة. تقوم بالأمر نفسه عندما تفوز، عليك المضي قدما والتركيز على ما تقوم به بعد ذلك، وعندما تخسر عليك أن تبذل جهدا أكبر». وشدد المدرب البرتغالي على أنه لا يتابع الكثير مما يقال عنه في وسائل الإعلام، موضحاً: «لا أقرأ، لا أعرف حتى عشرة في المائة مما يكتب، أو مما يبث عبر شاشات التلفزيون».
وهكذا بات مستقبل مورينيو حديث الساعة في أوساط اللعبة في إنجلترا، بين ترشيحات مكاتب المراهنات ليكون أول من يقال من منصبه في «البرميرليغ» هذا الموسم، وبين تقارير تؤكد تجديد ثقة إدارة النادي به. المدرب المثير للجدل بدأ موسمه الثالث مع «الشياطين الحمر» بفوز أول غير مقنع على ضيفه ليستر سيتي وأتبعه بخسارة أمام برايتون المتواضع على رغم وجود ستة لاعبين في تشكيلته ممن بلغوا ربع نهائي المونديال الأخير أو أكثر.
ومنذ الخسارة، لم تتوقف الصحافة الإنجليزية عن الحديث عن مصير مورينيو (55 عاما) الذي تركه مساعده التاريخي روي فاريا هذا الموسم، وسط معلومات عن أن الفرنسي زين الدين زيدان الذي اختار الرحيل عن ريال مدريد الإسباني في نهاية الموسم الماضي بعدما قاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات تواليا، هو من أبرز المرشحين لخلافته.
وعلى رغم أن هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نقلت عن مصادر في النادي لم تسمها، أن مورينيو حظي بدعم متجدد من مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي إد وودوارد، فإن حبر التحليلات الإنجليزية لم يجف بشأنه، لا سيما «لعنة الموسم الثالث» الذي غالبا ما كان كارثياً بالنسبة إليه في تجارب سابقة، لا سيما مع تشيلسي وريال مدريد.
المدرب «المميز» الذي سيكون في موقف لا يحسد عليه في المرحلة الثالثة من الدوري عندما يواجه القوي توتنهام غدا، يظهر توترا مشابها للفترات التي سبقت إقالته من تشيلسي وريال، إذ يبدي امتعاضه باستمرار لعدم تدعيم صفوف فريقه وخصوصا الدفاع. إلا أن القشة التي قد تقصم ظهر البعير في يونايتد هي خلاف ينفيه مورينيو مع لاعب وسطه الفرنسي بول بوغبا، وعدم الرضا من قبل جماهير «الشياطين الحمر» على أسلوب لعبه المتحفظ.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.