مقتنيات نادرة في «متحف النسيج» في القاهرة

تحكي تاريخ صناعة المنسوجات في مصر منذ العصر الفرعوني

قدم مومياء ملفوفة بشرائط من الكتان
قدم مومياء ملفوفة بشرائط من الكتان
TT

مقتنيات نادرة في «متحف النسيج» في القاهرة

قدم مومياء ملفوفة بشرائط من الكتان
قدم مومياء ملفوفة بشرائط من الكتان

إذا ما مررت بشارع المعز لدين الله الفاطمي، أحد أهم شوارع القاهرة التاريخية، فعليك أن تتمهل قليلاً، فعند حي «بين القصرين»، يوجد أول متحف للنسيج في الشرق الأوسط، يضم الكثير من المقتنيات النادرة التي تحكى تاريخ النسيج في مصر منذ العصر الفرعوني.
يعرض المتحف مقتنياته بترتيب زمني دقيق، فتحكى القطع كيف استخدم المصريين القدماء نبات الكتان في صنع منسوجاتهم، وحتى «حفاضات» الأطفال، حيث يعرض المتحف نموذج لإحدى «الحفاضات» التي عثر عليها بمقابر العمال بدير المدينة، وتعود إلى عصر الأسرة الثامنة، خلال حكم الملكة حتشبسوت.
عرض المتحف أيضاً رداءً كاملاً من الكتان لرجل عاش خلال الأسرة الـ19، وقد أظهرت القطعة براعة المصريين في التصميم على بساطة الثوب، وحياكته بشكل دقيق؛ الرداء عثر عليه في مدينة الأقصر.
نجد أيضاً لفائف من الكتان كانت تستخدم للف الموتى، وقد كتب عليها عبارات من كتاب الموتى للحماية، وكفن رسم عليه المعبود أوزوريس بهدف سهولة البعث.
تقول نورا سليمان، الباحثة في مجال ترميم المنسوجات، إن أهم ما يميز المعرض هو طريقة العرض الحديثة التي اعتمدت على حفظ الأثر، مع إتاحة سهولة الرؤية والتمتع بالمقتنيات النادرة للزائرين، مشيرة إلى أن طريقة عرض الملابس على حامل تتيح رؤية الثياب من جميع الاتجاهات.
كما أكدت نورا أن ألوان الخلفية اختيرت بعناية لإبراز تفاصيل المنسوجات، كما تم ضبط درجة رالرطوبة ودرجة الحرارة للحفاظ على النسيج أطول وقت ممكن، فيما تضم المعروضات أهم ما عثر عليه من منسوجات في الحفائر الأثرية.
ضم المتحف أيضاً معروضات من العصر القبطي، حيث تطورت صناعة النسيج، وحملت المنسوجات رسوماً حيوانية وآدمية محررة باللون الأخضر والأزرق والأحمر، وكان المغزل أداة الخياطة خلال ذلك العصر، بجانب النول، في حين صنعت إبر الخياطة من عظام الأسماك والطيور والذهب والفضة، وقد عثر على أغلب المعروضات القبطية في مدينة مقابر أخميم بمحافظة سوهاج.
أدوات الغزل المصاحبة للمغزل والنول كانت حاضرة في المعرض، مثل المدق الذي يستخدم لضم الخيوط على نول النسيج، وآنية غزل لفصم الخيوط، ومشط نسج ومكوك للنول، كما عرضت نماذج لطريقة الاستخدام.
في حين مثّل العصر الروماني في المعرض بأغطية رأس من الكتان على شكل جدائل، وتمثال لإله الزراعة «ديمتر» يرتدي ملابس متعددة الطيات.
كل ذلك في إضاءة خافتة، وصفتها الباحثة نورا سليمان بأنها مناسبة ومثالية تماماً للحفاظ على المنسوجات المعروضة التي تتفاعل مع الإضاءة، لذلك استخدم القائمون على المتحف إضاءة مرشحة.
يعرض المتحف معلومات طريفة عن العناصر التي كانت تستخرج منها الصبغات، فكان اللون الأسود يستخرج من الأملاح المعدنية التي تحتوى على معدن الحديد، أما اللون الأخضر فكان مصدره أوراق نباتات السوسن والنبق، بينما كان يستخرج اللون الأصفر من العشب الأخضر. أما الأحمر، فكان من الزعفران أو الرمان، والأزرق من شجرة النيلة والعشب وأشجار السنط. أما الحشرات القشرية، فكانت تتم معالجتها لاستخراج اللون الأحمر القرمزي.
إلى ذلك، فإن مدينتي البهنسا والفيوم تميزتا في العصر الإسلامي بالمنسوجات الرائعة، حيث اشتهرت منسوجات البهنسا بالزخرفة باللون الكحلي، بعناصر نباتية محورة تشبه طراز سمراء، أو رسوم طيور وحيوانات مرسومة بأسلوب ساسني، فيما تأثر صانعوا المنسوجات في الفيوم بالفن القبطي.
وخلال العصر العباسي، كانت الملابس تعد نوعاً من الاستثمار، بسبب سهولة نقلها وغلو ثمنها، كما كانت تتميز بالألوان والصناعة الدقيقة، فيما تم استبدال الرسومات بالأحرف العربية، وكانت في أغلبها تنويعات لاسم الخليفة، تسبقها البسملة، ويعقبه دعاء، وهو ما عرف بشريط الطراز.
وفي السياق نفسه، فإن صناعة كسوة الكعبة في مصر كانت إحدى التفاصيل التاريخية المهمة منذ العصر الإسلامي، فعرض المتحف أجزاءً من كسوة الكعبة في القرن العشرين، من ضمنها قطعة تعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي، صنعت من الحرير الكحلي المطرز بخيوط من الذهب والفضة.



حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
TT

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)
تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة على «السوشيال ميديا» كما حدث، وعَدّت المنصات الرقمية جاذبة للجماهير وتخطف الأضواء من السينما.

وقالت حنان في حوارها لـ«الشرق الأوسط»: «عشت إحساساً رائعاً لاكتشافي أن الشخصية التي قدمتها في مسلسل (صوت وصورة) ما زالت تعيش في وجدان الجمهور، وعندما طلب مني المخرج محمود عبد التواب الظهور لمدة دقائق في مسلسل (رقم سري) بشخصية رضوى التي قدمتها من قبل في (صوت وصورة) لم أتردد، ووافقت على الفور، ولم أتوقع عدد المكالمات التي وصلتني لتشيد بظهوري في العمل».

وكان مسلسل «صوت وصورة» قد عرض العام الماضي وحقق نجاحاً لافتاً، رغم عرضه في فترة حرجة جداً، في اليوم السابع من أحداث غزة، بحسب ما تتذكر حنان.

حنان مطاوع ظهرت ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» (صفحتها على فيسبوك)

وتعترف مطاوع بأنها «فاشلة جداً في التعامل مع (السوشيال ميديا)»، ورغم ذلك تجد صدى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي لأي عمل تقدمه، وتوضح: «أتذكر أن مسلسل (وعود سخية) الذي أعتز به كثيراً عرض من دون أي دعاية إلا أنني كنت (تريند) على (إكس) لمدة 4 أيام متواصلة».

وحول الأعمال التي ظهرت فيها ضيفة شرف قالت إنها قليلة جداً، وأضافت: «كان أحدثها مسلسل (جولة أخيرة) مع أحمد السقا وأشرف عبد الباقي، وجسدت فيه شخصية نهى زوجة السقا التي انفصل عنها في مرحلة من حياته رغم الحب الذي يجمعهما، كما ظهرت ضيفة شرف في مسلسل (طلعت روحي) بناء على طلب المنتج محمد مشيش».

وحول حرصها على تقديم شخصيات متنوعة، قالت إن «الفنان مثل الكاميرا... وإذا كانت الكاميرا تصور الوجوه، فوجدان الفنان وعقله يصوران الآلام والأحاسيس والمشاعر والنجاحات والإخفاقات للبشر حولنا، وعندما تعرض علي شخصية أنسج ملامحي بما يتفق مع الدور، مستدعية مخزون المشاعر الذي يناسب طبيعة الشخصية».

وتحدثت عن أحدث عمل انتهت من تصويره وهو بعنوان «صفحة بيضا»، وكان يحمل في البداية اسم «تقاطع طرق»، وأعربت عن سعادتها بالمشاركة فيه. وتجسد مطاوع في العمل شخصية «ضي»، وهي شخصية جديدة عليها. المسلسل من تأليف حاتم حافظ، الذي كتب السيناريو والحوار «بحرفية شديدة»، وفق قولها، وإخراج أحمد حسن، وإنتاج شركة أروما للمنتج تامر مرتضى، وتشارك في بطولته مها نصار وأحمد الرافعي وأحمد مجدي وحنان يوسف وحسن العدل وميمي جمال.

حنان مطاوع مع ميمي جمال في أحدث أعمالها الدرامية «صفحة بيضا» (فيسبوك)

وتصور حنان مطاوع مسلسلاً بعنوان «حياة أو موت»، وهو مكون من 15 حلقة، ومن المتوقع أن يعرض على إحدى المنصات الرقمية في شهر رمضان القادم، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح، وإخراج هاني حمدي، وتشارك في بطولته رنا رئيس، وأحمد الرافعي، ومحمد علي رزق، وسلوى عثمان، وعدد كبير من الوجوه الشابة الجديدة.

تقول عن دورها في «حياة أو موت»: «أجسد شخصية (حياة)، وهي شخصية ثرية في مشاعرها، وتعاني العديد من الصراعات الداخلية والمشاكل النفسية التي تؤثر على علاقاتها وقراراتها».

الفنانة حنان مطاوع قدمت أدواراً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على فيسبوك)

وحول قدرتها على الجمع بين شخصيتين في عملين مختلفين في وقت واحد، أكدت أن «هذا مرهق جداً لأي ممثل، وقد خضت هذه التجربة القاسية في عملين هما (هذا المساء) مع المخرج تامر محسن، و(طاقة نور) مع المخرج رؤوف عبد العزيز، والعملان عرضا في رمضان».

أما بخصوص السينما، فأشارت مطاوع إلى أنها انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلم بعنوان «هابي بيرث داي» مع المخرجة سارة جوهر، التي تراهن على نجاحها في أولى تجاربها الإخراجية، كما أعربت عن سعادتها بهذا العمل الذي كتبه محمد دياب بالمشاركة مع سارة، موضحة أنها تقدم فيه شخصية لم يتم تقديمها من قبل سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية لطبقة موجودة في المجتمع لم يسلط عليها الضوء من قبل.

وتحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء تصوير عدد كبير من مشاهد الفيلم الذي تشارك في بطولته مع نيللي كريم وشريف سلامة، وقالت: «كنا نصوّر في القناطر الخيرية أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث كان الطقس شديد البرودة في الليل بعد تصوير استمر ست ساعات قبل شروق الشمس، وكدنا أن نتجمد من شدة البرودة».

أدوار متنوعة قدمتها حنان في الدراما (فيسبوك)

وكان أحدث أفلامها «قابل للكسر» من تأليف وإخراج أحمد رشوان، وجسدت فيه شخصية نانسي التي تستعد للهجرة لتلحق بأسرتها في كندا، ويستعرض الفيلم علاقتها بعدد من الشخصيات قبل سفرها، وتصف حنان شخصية نانسي التي جسدتها في الفيلم بأنها «صعبة في بساطتها»، مضيفة أن «الفيلم حقق نجاحات كثيرة في عدة مهرجانات، رغم أنه لم يعرض جماهيرياً».

جدير بالذكر أن حنان حصدت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم من 5 مهرجانات، منها المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون بنيويورك، ومهرجان الأمل الدولي بالسويد، ومهرجان الداخلة السينمائي بالمغرب.

أما أكثر فيلم تعتز به في مشوارها، فتقول: «فيلم (قص ولصق) مع حنان ترك وشريف منير وسوسن بدر وفتحي عبد الوهاب وهو تأليف وإخراج هالة خليل».

وعما إذا كانت السينما ما زالت تمثل هاجساً للفنان، أكدت أن «المعادلة اختلفت في ظل وجود المنصات الرقمية والحلقات الدرامية القصيرة التي يتم تصويرها بالتكنيك السينمائي؛ مما جعل المنصات تخطف الأضواء نسبياً من السينما».

وعن الشخصية التي ما زالت تنتظرها في عمل فني، قالت: «لدي حنين كبير للتاريخ المصري القديم، وأحلم بتجسيد إحدى الشخصيات الفرعونية».

وبسؤالها عما إذا أتيحت لها الفرصة لتعيد أحد أعمال والدتها الفنانة القديرة سهير المرشدي، أكدت أنه من الاستحالة أن تصل لأدائها العبقري في أي عمل من أعمالها، وأنها ستضع نفسها في مقارنة لن تكون في صالحها، مضيفة أنها تعشق أدوار والدتها في فيلم «عودة الابن الضال» ومسلسلي «ليالي الحلمية» و«أرابيسك»، أما على خشبة المسرح فهي تعشق دورها في مسرحية «إيزيس»، التي تعتبرها علامة مهمة في تاريخ المسرح العربي.