المشنوق: الحديث عن «انتصارات إيران» غير منطقي

في ردّ «بارد» على الكلام الصاخب لنصر الله

نهاد المشنوق (رويترز)
نهاد المشنوق (رويترز)
TT

المشنوق: الحديث عن «انتصارات إيران» غير منطقي

نهاد المشنوق (رويترز)
نهاد المشنوق (رويترز)

رأى وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق في حديث إلى {الشرق الأوسط}، أن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله خرج بمغالطات كثيرة في خطابه الذي ألقاه أخيراً في ذكرى حرب يوليو (تموز) 2006. وقال المشنوق إن حديث نصر الله كله كان عن الانتصارات في كل مكان، مشيراً إلى أنّ «المتغيرات الدولية سريعة والتعاطي حاد إلى درجة غير مسبوقة، بمعنى أنّها وضعت أسساً جديدة للتعامل في العالم، مختلفة عن الأسس القديمة».
الرد على كلام أمين عام «حزب الله» يحتاج من وجهة نظر المشنوق «قراءة هادئة للخطاب على قدر ما هو عاصف»، مشدداً على أن «العالم الآن لم يعد يُقاد بطريقة فيها مزيج من التعبئة وقلة من المعلومات والتقديرات الدقيقة، فلا يوجد منطق عاقل وحسابات دقيقة تعتبر أن هذا زمن انتصارات للمحور الإيراني».
ينطلق الوزير المشنوق في تفنيده كلام نصر الله من سوريا «و70 في المائة من منازلها مدمّرة، فضلاً عن البنية التحتية، وتهجّر نصف شعبها بين الداخل والخارج، وعدد الضحايا والشهداء لا يعدّ ولا يحصى». نحن نتكلم عن أرض محروقة بكل المعاني وساحة حرب مفتوحة لكل القوى. الأميركيون بنوا قاعدة في «سوريا الغنية»، حيث النفط والماء مع ميزانية كبيرة لإعادة إعمارها، والروس يضعون يدهم على القرار العسكري، وبدأوا يأخذون القرار السياسي، أي يتبعون سياسة القضم السياسي، ودخلوا في صلب الاقتصاد السوري. تم إبعاد القوات الإيرانية والقوات الحليفة لها عن الحدود الإسرائيلية السورية مسافة 130 كلم، بموافقة كل المحور الإيراني «المقاتل والمناضل». إيران موجودة، لكن الروس والأميركيين يتصرفون معها على أنها «ضيف ثقيل على الطاولة، سمعتُ ذلك من كبار المسؤولين الروس. التعبير الثاني الذي يستعمله الروس في المحادثات المقفلة أن الإيراني صديق متعب، فلا أتصور أن يكون بقاؤهم في سوريا جزءاً من المشروع الروسي، أو جزءاً من المشروع الأميركي».
في الساحة العراقية، يشير المشنوق إلى أن من الواضح أن ثمة «تنسيقاً أميركياً إيرانياً في العراق، لذلك وضعت قواعد اشتباك، سقفها الأعلى المنافسة. هم شركاء على قاعدة تنافس وليس على قاعدة المواجهة». في المحصلة يسأل المشنوق: «أين أصبح العراق؟ 160 مليار دولار اختفت دون تحقيق أي تقدم في البنية التحتية. الشعب العراقي ينقصه كل شيء وهو من أغنى الدول العربية». عملياً المندوب الدائم قاسم سليماني وآخر يمثل الإدارة الأميركية. الآن حيدر العبادي يتصرّف بمنطق وطني. يمسك العصا من طرف مصلحة بلاده العربية والدولية، وإيران تدعم آخرين حاضرين لكسر العصا لصالح السياسة الإيرانية المتوتّرة. سينتهي الأمر بتفاهم أميركي - إيراني، إنما بعد معاناة تزيد من عبء الفوضى السياسية على العراقيين.
في ملف الصراع مع إسرائيل، يذكّر المشنوق أنه كان خلال حرب عام 2006 إلى جانب المقاومة كتابة وشفاهة «لأنّني لا يمكن أن أكون بمعركة مواجهة مع إسرائيل وأتفرّج بأي شكل من الأشكال». لكنه يرى «مبالغة في الحديث الدائم عن أنّ إسرائيل لا تنام الليل خوفاً من لبنان»، ويقول: «لا يوجد سبب للخوف. منذ عام 2006 لم تُطلق أي طلقة ولا أي حركة عنوانها المواجهة مع إسرائيل». وعن مقارنة نصر الله بين عام 1982 عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تُغِير على كل لبنان، والوقت الحاضر، يردّ المشنوق بأنّ سبب الإحجام الإسرائيلي اليوم هو أنّ الغارات حينها كانت تحظى بشرعية دولية لأنّها ضدّ منظمة التحرير الفلسطينية، فيما «حزب الله» لبناني، ولأنّ «القرار 1701 بمضمونه الجدي والعميق منفّذ ولا يوجد أي شيء تجاه إسرائيل». ويضيف: «كان العرب معنا وصور السيد نصر الله بكل العواصم العربية، الآن أين هي؟ الآن من الذي سيلتفّ حولهم. الشعب اللبناني بإجماع طوائفه وأفراده ليس على الإطلاق بمزاج الدخول في حروب وتأييدها أيّاً كان العنوان والسبب». أميركا ليست محتاجة لإرسال أحد ولا الإسرائيليون. حرب الدولار والعملات الأخرى تغطي المنطقة. لذلك علينا التفكر وأن نتدبّر ونرى ما هي نتائج تغيير المعادلة على لبنان.
ماذا عن الضغوط على الرئيس الحريري للتنسيق مع النظام السوري في وقت قال (رئيس البرلمان نبيه) بري له إنه لا يلزم نفسه بموقف الرفض؟ يقول المشنوق: «الرئيس بري كان واضحاً أنه لا أحد طلب من الحريري أن يذهب إلى الشام فوراً، الرئيس بري يساويه بنفسه».
يفند المشنوق كلام نصر الله عن السعودية، مؤكداً أنّ المملكة «واضح تماماً أنّها تريد أن تتعامل مع الدولة في لبنان، وهي لا تُدخل لبنان باشتباك، ولم تطلب من أحد الدخول باشتباك مع أي أحد بالعالم، وماذا يفيد الكلام عن السعودية؟ على الصعيد اللبناني على الأقلّ. أنت تقول للسعوديين أن يغيّروا سياستهم مع لبنان إلى سياسة مواجهة، وأنّك متأكد بأنّهم لن يكترثوا لذلك ولن يتجاوبوا، لمن الخطاب بمعادلات كهذه؟ هناك سعودية جديدة لم يتعرف عليها (نصر الله)، وما يزال يتكلم عنها بماضيها وليس بحاضرها».
وبالنسبة إلى الملف الأخير في اليمن، يقول المشنوق: «السعودية لم تعتدِ على اليمن، بل الحوثيون أنشأوا تحالفاً مع علي عبد الله صالح. ومن كثرة وفائهم له قتلوه، وصار لديهم صواريخ باليستية بالعشرات يرسلون منها ما تيسّر إلى الأراضي السعودية. ما فعله الحوثيون هو دخول إيراني على الحديقة الخلفية السعودية. السعودية دولة شرعية تدافع عن أراضيها وشعبها من اعتداءات جارٍ مذهبي يفتخر بانتمائه إلى السياسة الإيرانية، مستفيداً من كلّ خبرات هذه السياسة وخدماتها العسكرية دعماً لهذا التحالف».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».