الحكومة المصرية تطارد صفحات «الإخوان» إلكترونياً

الجماعة تنشر إشاعات عن الوضع بسيناء... وتلعب من جديد بورقة «إلغاء الدعم»

TT

الحكومة المصرية تطارد صفحات «الإخوان» إلكترونياً

فيما عده مراقبون، رهانا حكوميا جديدا لمواجهة مواقع وصفحات تابعة لجماعة «الإخوان» على ««فيسبوك»» و«تويتر» التي تنشر فتناً وإشاعات تتعلق بأوضاع البلاد، قال مصدر مطلع، إن «الحكومة سوف تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تفعيل دور المواقع الإلكترونية للوزارات لنشر المعلومات الصحيحة عن القرارات الرسمية، والرد على الإشاعات أولاً بأول لمنع إثارة أي لغط».
بينما من المنتظر أن يحسم مجلس النواب (البرلمان) خلال الفترة المقبلة مشروع قانون يمنع إنشاء حسابات على شبكة التواصل الاجتماعي إلا من خلال بطاقة الرقم القومي، ويحدد مشروع القانون عقوبات بالحبس والغرامة لكل من أنشأ حساباً وهمياً على شبكة معلوماتية، أو دخل عمداً على موقع أو حساب ينتهك حركة وخصوصية الحياة الخاصة للغير.
وتواصل مصر جهودها للرد على ما يتردد في كثير من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، من حين لآخر من إشاعات، وبدا لافتاً مؤخراً انتشار أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية بعضها ينتمي إلى جماعة «الإخوان»، التي تعتبرها الحكومة تنظيماً إرهابياً، تتعلق بزيادة الأسعار على سلع وخدمات أساسية، وكان آخرها شائعة حول الوضع في سيناء، وإلغاء الدعم؛ لكن سرعان ما يتم نفي كل هذه المزاعم رسمياً، ويتبين عدم صحتها.
وقبل أسبوعين، أطلق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المصرية، مركزاً إعلامياً جديداً، مهمته تحقيق التواصل الفعال بين الحكومة بجميع أجهزتها ووسائل الإعلام المختلفة، من خلال توضيح الحقائق للرأي العام، ودحض الإشاعات حول مختلف القضايا والموضوعات في إطار من الشفافية والمصداقية.
وسبق أن حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل، عبر نشر إشاعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير».
ونشرت الجريدة الرسمية، قبل أيام، تصديق السيسي على قانون «مكافحة جرائم تقنية المعلومات»، الذي ينص في بعض بنوده على المعاقبة على جريمة الاعتداء على سلامة البيانات والمعلومات والنظم المعلوماتية، وجريمة الاعتداء على البريد الإلكتروني أو المواقع أو الحسابات الخاصة، وأيضا جريمة الاعتداء على الأنظمة المعلوماتية الخاصة بالدولة، وجريمة الاعتداء على سلامة الشبكة المعلوماتية والجرائم المتعلقة باصطناع المواقع والحسابات الخاصة والبريد الإلكتروني، وجرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع.
في غضون ذلك، طالب النائب محمد الكومي، عضو مجلس النواب (البرلمان)، الحكومة بتفعيل المواقع الإلكترونية للوزارات لنشر المعلومات الصحيحة عن القرارات الرسمية التي تتخذها والرد على الإشاعات التي تروجها «الإخوان» لمنع إثارة البلبلة أو اللغط في المجتمع. مؤكداً أن الدولة المصرية تقوم بمجهود كبير في مواجهة الإشاعات التي تروجها «الإخوان» وعناصرها الخارجية خاصة الإشاعات التي تهم المواطن وتتعرض للسلع الأساسية مثل رغيف العيش، والدواء، والسلع التموينية.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في يوليو (تموز) 2013 فر المئات من قادة وأنصار «الإخوان» إلى دول خارجية، حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاكهم منصات إعلامية تدار بلا رقيب، تُبث من هناك، تهاجم النظام المصري على مدار الساعة في محاولة منهم لشغل الرأي العام.
وأضاف الكومي أن «كتائب» جماعة «الإخوان» تستهدف المؤسسات الحكومية في الدولة، والقرارات الصادرة منها، والقيام بترويج أكاذيب وادعاءات ضدها من خلال الإشاعات المضللة، لافتاً إلى أن هذه الكتائب تتابع بشكل مستمر وسائل الإعلام المصرية، والقرارات التي تصدرها لتحريف الحقائق إلى أكاذيب وتصديرها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تستهدف به هذه «الكتائب» أن يكون لها انتشار وصدى لدى المواطنين، لكن وعي المواطن المصري أضعف من قوة وتأثير هذه الإشاعات.
في حين قال النائب يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن «الجماعة سخرت ملايين الدولارات خلال الفترة الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي للترويج ضد الدولة المصرية، وضد كل الإنجازات التي تتم في الدولة، وإحباط الرأي العام المصري تجاه الدولة ومؤسساتها»، مضيفاً: «لا بد أن يكون هناك ترصد لكل هذه الصفحات وغلقها فوراً، مؤكداً أن هناك دوراً كبيراً يقوم به أيضاً مركز معلومات مجلس الوزراء في مواجهة هذه الإشاعات بشكل مستمر، وهو ما يحتاج إلى دعم كبير من المؤسسات الإعلامية والحكومية لنشر المعلومات الصحيحة، لنفي كم هذه الأكاذيب التي تروجها الجماعة».
في السياق نفسه، وعن إشاعة «الإخوان» إلغاء الدعم في مصر، قال معتز محمود، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب (البرلمان)، إن الدولة حريصة تماماً على الإبقاء على الدعم ولن تتدخل أبدا لإلغائه، مشيراً إلى ما رصدته الحكومة للدعم في الموازنة الحالية بمخصصات مالية تصل إلى 334 مليار جنيه. مشدداً على أن استمرار الدعم يعود حسب تصريحات الرئيس السيسي إلى ضرورة الحفاظ على التوازن الاجتماعي في الدولة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وأيضاً الوقوف بجانب البسطاء ومستحقي الدعم.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».