شخصيات سياسية تستعيد بشير الجميل في الذكرى الـ36 لانتخابه رئيساً

بشير الجميل في مؤتمر صحافي في 17 أبريل 1981 في بيروت (غيتي)
بشير الجميل في مؤتمر صحافي في 17 أبريل 1981 في بيروت (غيتي)
TT

شخصيات سياسية تستعيد بشير الجميل في الذكرى الـ36 لانتخابه رئيساً

بشير الجميل في مؤتمر صحافي في 17 أبريل 1981 في بيروت (غيتي)
بشير الجميل في مؤتمر صحافي في 17 أبريل 1981 في بيروت (غيتي)

أكدت شخصيات سياسية أمس استمرار مسيرة الرئيس الراحل بشير الجميل الذي اغتيل بعد أسابيع قليلة على انتخابه رئيساً للجمهورية قبل 36 عاماً، وذلك في ذكرى انتخابه.
كان بشير الابن الأصغر للزعيم المسيحي بيار الجميل مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية. وتدرج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، ومن ثم أسس الجميل «القوات اللبنانية» كجناح عسكري للكتائب (تحولت لاحقا إلى حزب منفصل بعد خروج سمير جعجع من السجن).
انتخب رئيساً للجمهورية في 23 أغسطس (آب) من العام 1982، لكن ولايته لم تدم طويلاً، إذ تعرض للاغتيال في منطقة الأشرفية إثر استهداف مقر حزبي بقنبلة أدت إلى وفاته ووفاة 26 قيادياً كتائبياً آخر، قبل تسلمه مهامه كرئيس. وأصدر المجلس العدلي اللبناني، في خريف 2017، حكماً قضائياً قضى بإعدام حبيب الشرتوني المسؤول عن التفجير.
واستهل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مقابلته التلفزيونية مساء الأربعاء بالقول: «لدى سماعي المقدّمة عن ذكرى انتخاب الشيخ بشير، عاد بي الزمن إلى 22 آب (أغسطس) 1982 حيث كان الحلم كبيراً إلا أنه لم يكن مبنياً على لا شيء، ولولا تدخل يد الغدر والإجرام التي تحاول قتل أي شخص جيّد في لبنان، واغتيال الشيخ بشير، لكنا اليوم في مسار آخر تماماً. والبذور التي زرعها الشيخ بشير لا تزال مستمرة اليوم وفي طريقها كي تزهر، فما نقوم به اليوم يأتي في هذا الإطار، حيث لا بد أن تكبر بقعة الزيت التي شكلناها عبر أدائنا الوزاري لتطال جميع أنحاء الدولة».
وتعهد نجل بشير الجميل، النائب نديم الجميل باستكمال مسيرة والده، بقوله: «رغم كل التحديات والصعوبات التي مرت علينا وعليكم، منذ 1975، بقيت الكتائب في الواجهة، وهي التي حملت مشعل الصمود والدفاع والحفاظ على المؤسسات والدولة، وكل ذلك ما كان ليحدث لولا الإرادة القوية، التي كانت لدينا، ولولا القناعة بقضيتنا، وبذلك أوصلنا بشير إلى سدة الرئاسة وأوصلنا المسيحيين ليكونوا الأقوى في الشرق». وتابع: «اليوم علينا مواصلة المسيرة، رغم كل القرف الذي نعيشه، وعلينا ألا ننسى أن هذه الجبال هي جبالنا، والأرض أرضنا، وأجدادنا أسسوا هذه الدولة ومؤسساتها وقضاءها وجيشها، وعلينا تقع مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن»، مشددا على «ضرورة الشعور بالانتماء لهذا الوطن».
وقال الجميل: «إن معركتنا هي مع الحزب (حزب الله)، الذي يحاول أن يفرض ثقافته وهويته علينا، وأن يضع يده على مؤسسات الدولة اللبنانية. ونحن الذين رفضنا الاحتلالات الفلسطينية والسورية، لن نقبل بالاحتلال الإيراني، بأن يقوم حزب ينتمي إلى إيران بتوجيه الدولة اللبنانية، ونرفض إخضاع لبنان لإيران وفرض ثقافة لا تمت إلى هويتنا بصلة»
وكان الوزير السابق ألان حكيم قد قال في هذه الذكرى: في ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا لجمهورية لبنان، اليوم وأكثر من أي يوم مضى، نفهم لماذا اغتالوا الحلم. لبنان يُحارَب كلما أشرقت شمس الحرية وكلما نبضت «الجمهورية القوية»، وكلما «صار بدا لبنان».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.