أصدرت محكمة الجزاء الاتحادية أمراً بحبس الروسي، الشيشاني الأصل «مغمد علي س» بتهمة التحضير لعملية إرهابية باستخدام المواد المتفجرة في ألمانيا.
وكانت وحدة مكافحة الإرهاب، تدعمها شرطة الجنايات ببرلين، ألقت القبض على الشيشاني (31 سنة) ببرلين، أول من أمس الأربعاء. ووجهت النيابة العامة الاتحادية إلى «مغمد علي س» تهمة التحضير لعملية إرهابية تهدد أمن الدولة، باستخدام مادة «تراي أسيتون تراي بيروكسيد» الشديدة الانفجار.
وترى النيابة العامة في تقرير صحافي وزعته أمس أن «مغمد علي س» خطط لتنفيذ عملية التفجير في سنة 2016 مع شريكه الفرنسي «كليمنت ب»، الذي أوقف في أبريل (نيسان) 2017 في مرسيليا بتهمة الإرهاب.
وجاء في بيان النيابة الألمانية، أن المتهم استخدم شقته في برلين لتخزين «كمية كبيرة من مادة «تراي أسيتون تراي بيروكسيد»، وهي مادة متفجرة يدوية الصنع، استخدمت في اعتداءات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وفي بروكسل في مارس (آذار) 2016، وفي برشلونة. ولم يتم العثور على متفجرات عند مداهمة شقته يوم الأربعاء الماضي، بحسب المتحدثة باسم مكتب النائب العام، فراوكه كولر. وأضافت كولر أن «المتهم، وهو من التيار الإسلامي المتطرف، كان يريد تصنيع متفجرات مع شريكه الموقوف حالياً في فرنسا»، واستخدامها في ألمانيا، في مكان لم يحدد «بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص».
من ناحيتها، ذكرت مجلة «فوكوس» الواسعة الانتشار، في عددها الإلكتروني أمس الخميس، أن أشد ما يقلق بال المحققين هو احتمال وجود خلية إرهابية نائمة في العاصمة برلين. وربطت المجلة بين «مغمد علي س» ورفيقه «كليمان ب» والإرهابي التونسي أنيس العامري، الذي نفذ عملية الدهس الإرهابية التي أودت بحياة 12 شخصاً وأصابت أكثر من 50 في العاصمة الألمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2016، كما أثارت المجلة احتمال وجود أعضاء آخرين «نائمين».
وربطت المجلة نشاط «مغمد علي س» باعتقال زميل آخر لـ«كليمان ب» في فرنسا، وهو المدعو «محي الدين م» (29 سنة) المتهم أيضاً بالتحضير لعملية إرهابية باستخدام متفجرات «تراي أسيتون تراي بيروكسيد». وأعد الأخير مع «كليمان ب» 3 كيلوغرامات من المادة المتفجرة، قبل اعتقالهما في مطلع سنة 2017 في فرنسا.
وسبق للمتحدثة الرسمية باسم النيابة الاتحادية أن أشارت في مؤتمر صحافي، إلى أن رقم هاتف مسجلاً باسم مستعار في الهاتف الخلوي الخاص بالتونسي أنيس العامري، يعود إلى «كليمان ب»، وهو ما يؤكد أنهما كانا «على اتصال». واتضح أن «مغمد علي س» كان يتردد على المسجد نفسه الذي كان يرتاده العامري في العاصمة برلين، وهو مسجد «فصلت 33» الذي قررت وزارة الداخلية غلقه ومصادرة ممتلكاته في العام الماضي، بعد افتضاح صلته بعشرة من المتشددين الذين تصنفهم دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة) في قائمة الخطرين.
ويمثل حالياً ثلاثة من أعضاء الهيئة الإدارية لمسجد «فصلت 33» أمام محكمة برلين، بتهمة دعم الإرهاب وتجنيد المتطوعين للقتال إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق، يضاف إليهم عضو رابع معتقل رهن التحقيق بالتهمة نفسها، وعضو خامس متهم بالتحضير لعمليات إرهابية خطيرة تهدد أمن الدولة. ويشكل الشيشانيون والأتراك معظم المترددين على مسجد «فصلت 33».
وذكر خبير في المتفجرات لصحيفة «برلينر مورغن بوست» أن مادة «تراي أسيتون تراي بيروكسيد» صارت تسمى «متفجر الإرهابيين» بسبب سهولة تحضيرها من خلال بعض المواد المنظفة السائدة في السوق. وتسمى أيضاً «أم الشيطان»؛ لأنها «غير ثابتة» كيماوياً ويمكن أن تنفجر على صانعها عند ارتكاب خطأ. فالمادة يمكن أن تنفجر بالاحتكاك أو بالضغط، وبالتالي لا تحتاج إلى فتيل أو صاعق.
شكوك حول خلية إرهابية «نائمة» في برلين
المحكمة الألمانية تقضي بحبس روسي متهم بالتحضير لعملية إرهابية
شكوك حول خلية إرهابية «نائمة» في برلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة