السيسي يتعهد بالقضاء على الإرهاب في سيناء

السيسي يتعهد بالقضاء على الإرهاب في سيناء
TT

السيسي يتعهد بالقضاء على الإرهاب في سيناء

السيسي يتعهد بالقضاء على الإرهاب في سيناء

في وقت كثف فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، من ظهوره ميدانيا، متعهدا بالقضاء على الإرهاب في سيناء، أعلن الجيش المصري مقتل سلمي محمد مصبح، المكنى بـ«أبو خالد»، وهو أحد العناصر شديدة الخطورة. وقال المتحدث العسكري إنه أحد منفذي حادث قتل 16 جنديا من قوات حرس الحدود في أحداث رفح الأولى التي وقعت في 5 أغسطس (آب) 2012 على الحدود مع إسرائيل. وفي غضون ذلك، تسببت عبوة ناسفة انفجرت بجوار سور إحدى المدارس بالقاهرة في حالة من الذعر بين الطلاب والمواطنين.
وميدانيا، كثف القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول السيسي، من حضوره، وشهد أمس المرحلة الرئيسة للمناورة التكتيكية بالذخيرة الحية «نصر - 10»، التي نفذها أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني في سيناء على مدار عدة أيام، في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة. وقال السيسي في كلمة له إن «القوات المسلحة وشعب مصر العظيم كيان واحد، وستظل تعمل على الوفاء بمهامها التي ألقيت على عاتقها في الحفاظ على الوطن وحماية أمنه القومي لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة».
وأكد وزير الدفاع أن القوات المسلحة ستستمر في عملياتها الأمنية، بالتعاون مع الشرطة المدنية، للقضاء على الإرهاب وتطهير سيناء من العناصر المتطرفة، بالتعاون مع أبناء سيناء الشرفاء، والحرص على التواصل المستمر معهم للتعرف على مطالبهم ومشاكلهم وإيجاد الحلول المناسبة لها. وفى نهاية المرحلة، أدار الفريق أول السيسي حوارا مع عدد من القادة والضباط المشاركين في التدريب، وأشاد بالأداء المتميز الذي وصلت إليه القوات وأداء المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عاليتين.
وأشار السيسي إلى أن مهام الجيش في تأمين الجبهة الداخلية والحفاظ على أمن الوطن لم تؤثر على مستوى الكفاءة والاستعداد القتالي للقوات المسلحة.
ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ينتشر الجيش في شوارع مدن رئيسة في البلاد، وتقول الحكومة إن الجيش يخوض بالتعاون مع الشرطة حربا ضد الإرهاب. ونفذ مسلحون متشددون عمليات ضد الجيش والشرطة تجاوزت حدود شبه جزيرة سيناء إلى العاصمة القاهرة. وأعرب السيسي عن اعتزازه بعطاء أهالي سيناء وتضحياتهم على مدار التاريخ ودورهم الوطني في دعم القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب، بعدهم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومي. ومن جانبه، أعلن المتحدث العسكري، العقيد أحمد علي، أمس، «نجاح عناصر خاصة من الجيش الثاني الميداني في القضاء على (أبو خالد)، أحد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة والمطلوب لدى الجهات الأمنية لانتمائه إلى جماعة (أنصار بيت المقدس)»، التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من العمليات الانتحارية التي استهدف قوات الجيش والشرطة، وأبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، قبل شهرين. وأوضح المتحدث العسكري أن «أبو خالد» هو أحد منفذي واقعة قتل 16 جنديا من قوات حرس الحدود في أحداث رفح الأولى، التي وقعت في 5 أغسطس 2012.
وأفاد المتحدث بأن عناصر القوات الخاصة قامت باستهداف أبو خالد بعد ورود معلومات تفيد باعتزامه وآخرين استهداف أحد كمائن القوات المسلحة. كما تمكنت عناصر من الجيش الثاني الميداني بشمال سيناء من ضبط 20 فردا من المشتبه في انتمائهم إلى العناصر «الإجرامية والتكفيرية»، وسبعة أفراد من المحرضين على العنف ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية. وفي الإسماعيلية، أعلن مصدر أمني بوزارة الداخلية مقتل النقيب أحمد وحيد العبد الرحيم من قوات الأمن المركزي إثر إصابته بطلق ناري أثناء حملة لضبط بعض الخلايا الإرهابية بالإسماعيلية. وفي ضاحية مدينة نصر بالقاهرة، انفجرت عبوة ناسفة محلية الصنع أمام مدرسة بالحي السابع صباح أمس. وكشف مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، عن أنه نجم عن انفجار حقيبة بها ألعاب نارية، مرجحا عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.