Mile 22
إخراج: بيتر بيرغ
تمثيل: مارك وولبرغ، جسيكا دوسون، جون مالكوفيتش
أكشن / الولايات المتحدة ـ 2018
تقييم: (وسط)
هذه هي المرة الرابعة التي يلتئم فيها شمل المخرج بيتر بيرغ مع الممثل مارك وولبيرغ والمرة الثلاثون، ربما، التي نرى فيها حكاية تنطلق من أن زمرة الأبطال يعملون لصالح إحدى جهات المخابرات الأميركية بشرط أنها إذا ما فشلت في أي من عملياتها فإن تلك الجهة ليست مسؤولة كون الزمرة غير معترف بها أساساً.
ليكن، لكن هذا الشرط المتداول بين الكثير من أفلام الأكشن كما لو كان بنداً وارداً في العقود المتداولة بين صانعي الأفلام، يؤازره هنا سيناريو آخر مطروق: مارك وولبرغ، الرئيس المسؤول عن جماعته من المتفانين في عملهم البطولي، عليه أن يؤمن سلامة شخص يتم نقله من موقع لآخر. المخاطر التي ستعترض هذه العملية تتطلب أفعالاً سريعة وحادة وردات فعل بالقوة ذاتها.
مثل أفلام بيرغ - وولبرغ السابقة التي بدأت سنة 2013 بفيلم Lone Survivor واشتملت على فيلمين سنة 2016 هما Deepwater Horizon وPatriot’s Day) هناك رسالة وطنية يمينية معلنة في طيات الشخصيات التي تنضوي تحت مظلة البطولة والقصص المختارة لها. هنا نجد أن جيمي (وولبرغ) يبدأ الفيلم بالكشف عن جواسيس روس يعملون في إحدى المدن تحت ستار من السرية، هذا بالطبع إلى أن يداهم جيمي ورفاقه المكان.
هذا، في الفيلم، يقع قبل عامين من بدء الأحداث الحالية. بطلنا ما زال دؤوباً في عمله والأخبار تفيد بأن الجواسيس الروس ما زالوا، كذلك، دؤوبين على محاولة التسلل الاستخباراتي لكل ما يحاول الأميركيين إبقاءه سراً.
هذا الصراع لا يبقى سائداً، لحسن الحظ، بل ينتقل الفيلم إلى خطر محدق آخر كناية عن اختفاء نظائر مشعة من البلوتونيوم كتلك التي ظهرت في فيلم توم كروز «مهمة: مستحيلة - تداعيات». المختلف، بالإضافة إلى أن شغل المخرج كريستوفر ماكواري في فيلم كروز أفضل وأكثر حنكة ومهارة من شغل بيتر بيرغ. هذا الثاني يجيد ترتيب مشاهده وتوقيتها والاندفاع صاروخياً باتجاه تحقيق فيلم صارخ ومليء بالمواجهات، لكن ماكواري يفعل كل ذلك بالإضافة إلى أنه يمنح المشاهد عالماً متجانساً وبعض الدراما الواقعية على صعيد العلاقات الشخصية.
جيمي (الذي يتحدث وكل من معه بسرعة الطلقات الرشاشة) سيسعى إلى محاولة استعادة تلك النظائر المشعة بفعل مساعدة عميل استخباراتي آسيوي اسمه لي نور (إيكو يوايس) يملك المعلومات لكنه يحتاج إلى الحماية.
مع عدم وجود جديد في هذا السيناريو، لا يبقى أمام المشاهد الذي يبحث عن فيلم أكشن يعجبه سوى الاستسلام إلى ساعة ونصف من الأحداث المتلاحقة من دون خيارات، ومشاهد زاعقة وقرارات لحظوية تنتج عنها صدامات مدوية وعنف تقني مسترسل. حتى هذا كله ليس جديداً. بيتر بيرغ بذلك يجيد تقديم المتكرر تحت عناوين مختلفة في كل مرة.