فيتامين «سي»... إكسير الجمال والنضارة

ليس جديداً على عالم التجميل، فقد استعملته عدة شركات عددت محاسنه وفعاليته سابقاً. الجديد في الأبحاث التي أجريت أخيراً على فيتامين «سي»، والتي رسخت مكانته في تركيبات جديدة في عالم التجميل، فهو حسب قوله يمنح مظهراً مكتنزاً، ويشد البشرة، ويخفف من الخطوط الرفيعة والتجاعيد على حد سواء، عدا أنه يحميها من الأضرار البيئية الناتجة عن الجذور الحرة.
وأضافت الدراسات أنه أيضاً يعمل كمفتح للبشرة، حيث يعالج البقع الداكنة والتصبغات ومشكلة البشرة الباهتة. ليس هذا فحسب، بل قد يساعد فيتامين «سي» في حماية البشرة من التغيرات قبل السرطانية، الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، بسبب قدرته على معادلة الجذور الحرة.
من هذا المنظور، يتفق خبراء التجميل على أنه مكون يرتقي إلى مصاف المكونات «المعجزة»، كونه يعزز إنتاج الخلايا الليفية الأولية التي تفرز الكولاجين في الأدمة، الأمر الذي يزيد من تماسك البشرة، إلى جانب قدرته على حماية الكولاجين الموجود، من خلال قيامه بدور مضاد للأكسدة. وكان من البديهي بعد صدور نتائج هذه الأبحاث أن تتسابق شركات التجميل على إدخاله في منتجاتها، حتى تقتطع لها حصة من السوق، حيث ذكرت مؤسسة «مينتل» أن العام الماضي شهد طرح 23 في المائة من منتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على هذا الفيتامين في الأسواق، وهو ما يمثل ارتفاعاً نسبته 26 في المائة منذ عام 2013. وطبقاً لشركة «بريتي أناليتكس»، التي تعمل في مجال التعرّف على توجهات السوق، تم نشر 283 ألف مقطع مصور خاص بالعناية بالبشرة يشير إلى فيتامين «سي» على موقع «يوتيوب»، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 189 في المائة خلال عامي 2016 و2017. كذلك ذكر موقع «بينتريست» ارتفاعاً قدره 3.380 في المائة في مبيعات «السيروم» المعالج به خلال العام الماضي.
مع ذلك، لا يعدّ استخدام فيتامين «سي» كمعزز للجمال بالأمر الجديد، فقد عرفه ممارسو طب الآيورفيدا الهندي التقليدي لأجيال طويلة. وكانت المرأة الهندية تجمع كمية كبيرة من عنب الثعلب الهندي المعصور لتستخدمه كمكملات للتجميل. وكانت تعرف أن نسبة ما يحتوي عليه من فيتامين «سي» أكبر من النسبة الموجودة في البرتقال بعشرين مرة.
المشكلة في استخدامه بالطرق التقليدية القديمة أنه كمكون نشط يصبح خاملاً فاقداً لخاصياته عند تعرضه للضوء والهواء، على العكس من المنتجات العصرية التي تعالجه بمستويات تركيز مدروسة، تجعل فوائده مستمرة مدة أطول.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن كل شركة تعمل بسرية تامة في مختبراتها. فهناك تنافس كبير بينها للوصول إلى الوصفة السحرية التي تغير المظهر، وتعيد عقارب الزمن إلى الوراء بعشرات السنين، إن أمكن. وهناك حالياً عدة تركيبات وطرق لاستعمال فيتامين «سي»، من بينها حمض الأسكوربيك، وفوسفات أسكوربيل الصوديوم، وتيترايسوبالميتات الأسكوربيل، وأسكوربات الريتينول، وغيرها. لكن يبقى العنصر الأساسي أن يكون خالياً من الماء حتى لا يُضعف فعاليته. فالمعروف عن فيتامين «سي» أنه يتأين في الماء، وتتغير درجته الحمضية فوراً ليبدأ نشاطه وفعاليته في التراجع. وتزعم علامات تجارية أخرى أنها تمكنت من فكّ تلك الشفرة، وتوصلت إلى تركيبات تحتوي على ماء مثل «ليفت أكتيف فيتامين طسي برايتنينغ سكين كوريكتور»، مصحح ومفتح البشرة من «فيتشي» (28 جنيهاً إسترلينياً فقط).
كذلك هناك اختلاف حول نسبة فيتامين «سي» التي تدخل ضمن التركيبات. فهناك من يستعمل 10 في المائة منه فقط، وهناك من يستعمل 20 في المائة، وهو أقصى مستوى يمكن للبشرة امتصاصه، وإن كان البعض الآخر يستعمل 30 في المائة منه، على أساس أنه كلما كانت النسبة عالية كانت الفعالية أكبر.
لكن رغم اختلاف خبراء العناية بالبشرة في الرأي، من المهم تذكر أن أي نسبة من فيتامين «سي» تفيد البشرة. ومثلما تكون أصناف الطعام المختلفة التي تحتوي على نسب مختلفة من فيتامين «سي» جميعها مفيدة ونافعة لك، لا يوجد نوع أفضل من الآخر.
وتأتي المقارنة هنا بالطعام لاستخلاص فيتامين «سي» غالباً من الفاكهة والخضراوات. ومن أحدث المصادر النباتية مستخلص توت الشيزاندرا الأحمر المستخدم في «لانكوم رينيرجي مالتي غلو» (64 جنيهاً إسترلينياً)، وبرقوق كاكادو المستخدم في كل من منظف الوجه «أوليكسيا أوستراليان غامي» (24 جنيهاً إسترلينياً)، و«جورليك ريدينس رينيوال» (60 جنيهاً إسترلينياً). ويتم استخلاص فيتامين «ج»، المستخدم في مجموعة العناية بالبشرة «سوبرفود» من «إليميس»، من البروكولي والأفوكادو، لتعزيز الجيل المنظف للوجه «فايشيل ووش» (25 جنيهاً إسترلينياً)، وزيت الوجه «إيف لوم ريدينس فيس أويل» (60 جنيهاً إسترلينياً) بفيتامين «ج».
وتقول أنا ماري سولويج، الرئيسة التنفيذية لـ«بيوتي مارت» وأحد مؤسسيها: «برقوق كاكدو رائج حالياً، حيث يحتوي على أكبر نسبة معروفة من فيتامين (سي) الطبيعي». وفيما ينصح البعض بوضعه صباحاً لتعزيز إشراق البشرة، وإضفاء الرونق عليها، يشير البعض الآخر أنه أكثر فعالية ليلاً، لأن البشرة تكون حينها قادرة على امتصاص فوائده بالكامل، دون التضحية بأي فائدة نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية. بيد أن الغالبية تتفق على أنه بغض النظر عن أي وقت يتم استخدامه فيه، فهو مفيد.
وهناك كثير من أنواع السيروم المعالج والزيوت والمرطبات الغنية بفيتامين «ج» المتوافرة لتختاري من بينها. وكان أهم منتج للعناية بالبشرة دشنته شركة «سبيس إن كيه» خلال العام الماضي هو الكريم المرطب للوجه «صنداي ريليز سي إي أو سي + إل»، لحماية البشرة وإصلاح عيوبها (60 جنيهاً إسترلينياً)، والسيروم «رابيد فلاش» (70 جنيهاً إسترلينياً)، في حين كانت مجموعة العناية بالبشرة «سي+ كولاجين»، لدكتور دينيس غروس (تبدأ من 39 جنيهاً إسترلينياً)، ضمن أهم 10 منتجات مفيدة للعناية بالبشرة. كذلك تحقق شركة «كلينيك» مبيعات لا يُستهان بها لـ«فريش بريسد 7 داي سيستم»، الغني بفيتامين «سي» الخالص (25 جنيهاً إسترلينياً)، وهو برنامج مدته أسبوعين، مكون من خطوتين للتخلص من البشرة الباهتة والتجاعيد.
ومن منتجات «لي بريسي» الجديدة للعناية بالبشرة من «كاريتا» (49.50 جنيه إسترليني)، هناك سيروم يحتوي على نسبة 10 في المائة من هذا الفيتامين، يمكن وضعه قبل مواد التجميل، في حين يحتوي المنتج «داي ووتش» من «سكين دوك فورمولا» (120 جنيهاً إسترلينياً)، الذي ابتكره جراح التجميل دكتور دريك كريمر، على نسبة 20 في المائة.
ويتجه فيتامين «سي» حالياً نحو عوالم أخرى في صناعة الجمال ومنتجات التجميل، بما فيها العناية بالشعر. دانييل غالفين، مصفف الشعر البريطاني الشهير، ابتكر علاج «ديتوكس ميريكل سولوشن تريتمنت» (17 جنيهاً إسترلينياً)، يقول إنه قادر على إزالة الملوثات، وغني بجرعة كبيرة من فيتامين «سي»، موضحاً أن «درجة الحموضة الطبيعية فيه تسمح له بالتغلغل في البشرة الميتة، ومن تم التعرف على أي شيء لا يمثل جزءاً من التكوين الطبيعي للشعر، فيزيله برفق، مع سدّ الإهاب في الوقت نفسه».
على الجانب الآخر، تتصدر شركة «غيرلان» المجال، في ما يتعلق باستخدام هذا في مواد تجميل أيقونة، منها 6 مسمّرات بشرة «تيراكوتا» (37 جنيهاً إسترلينياً)، والجيل المسمّر للبشرة «تيراكوتا ريف دي إيتي» (34 جنيهاً إسترلينياً).