الجيش العراقي يصد هجوما على مدينة حديثة.. ويستعيد قصرا رئاسيا في تكريت

تقرير: مليون دولار عائدات «داعش» من مبيعات النفط يوميا

الجيش العراقي يصد هجوما على مدينة حديثة.. ويستعيد قصرا رئاسيا في تكريت
TT

الجيش العراقي يصد هجوما على مدينة حديثة.. ويستعيد قصرا رئاسيا في تكريت

الجيش العراقي يصد هجوما على مدينة حديثة.. ويستعيد قصرا رئاسيا في تكريت

في الوقت الذي يسعى فيه تنظيم داعش إلى فتح عدة جبهات قتال جديدة في عدد من المحافظات من أجل تشتيت الجهد العسكري العراقي، فإن الاستراتيجية التي باتت تستخدمها القوات العراقية لمواجهة تعددية جبهات القتال هي استخدام طيران الجيش، بالإضافة إلى طيران القوة الجوية بكثافة.
وقال مصدر أمني مسؤول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، إن «التجربة الماضية في القتال مع (داعش) منذ احتلالها الموصل وزحفها على محافظات أخرى مثل صلاح الدين وديالى، بالإضافة إلى الأنبار غربا وبابل جنوبا عبر منطقة جرف الصخر، أكدت للمنظومة العسكرية والأمنية العراقية أن لا مفاجآت على صعيد ما يمكن أن يفعله تنظيم داعش لاعتماده على استراتيجية باتت معروفة بالنسبة لنا، وهي فتح عدة جبهات قتال حتى أحيانا بمجاميع صغيرة لكن في عدة مناطق ترافقها تغطية إعلامية فيها الكثير من جوانب الحرب النفسية على أمل أن يؤدي ذلك إلى إضعاف المعنويات بين المواطنين». وأضاف أن «الحكومة من جانبها بدأت تعمل على صعيد استيعاب هذه الصدمات التي لم تكن متوقعة، وبخاصة احتلال الموصل من خلال اتباع أسلوبين، الأول إعادة الثقة إلى أبناء المناطق الذين يخضعون لسيطرة (داعش) حاليا، لا سيما على صعيد إعادة التيار الكهربائي إلى بعضها، وكذلك إعادة صرف الرواتب للموظفين بعد انقطاعها لفترة، حيث تبين للناس أن (داعش) لا مشروع لديه سوى ما يفعله على صعيد التضييق على حريات الناس ومعتقداتهم، بينما هم يحتاجون إلى خدمات أساسية وإلى أموال، وهو أمر بات يترك تأثيره في أوساط المواطنين، أما الجانب الثاني المهم فهو محاولة إعادة منظومة القيادة والسيطرة التي افتقدت خلال الفترة الأولى». وأوضح المصدر الأمني أن «الجهود العسكرية الآن تجري لصالح الأجهزة الأمنية العراقية؛ لأن هجمات (داعش) باتت في مرمى بصر القوات العراقية، يضاف إلى ذلك طيران الجيش الذي بدأ يباغت عناصر (داعش) من خلال تفعيل الجهد الاستخباري».
في غضون ذلك، شن طيران الجيش غارات جوية على عدد من أوكار تنظيم داعش في منطقة الخسفة في قضاء حديثة (شمال الأنبار). وتتزامن هذه الغارات مع محاولة قام بها تنظيم داعش لشن هجوم على مدينة حديثة. وقال الشيخ عبد الله الحديثي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الذي قام به مسلحو «داعش» على حديثة «هو الرابع من نوعه في سلسلة الهجمات التي شنها هذا التنظيم على هذا القضاء»، مشيرا إلى أن «أبناء العشائر والشرطة المحلية الذين يسيطرون على القضاء أفشلوا هذا الهجوم». وأوضح الحديثي أن «محاولات (داعش) لن تنجح في السيطرة على حديثة بسبب تماسك العشائر التي تمسك بزمام الأمور داخل القضاء وفي المناطق المحيطة به عبر نهر دجلة».
ومن حديثة إلى تكريت حيث أعلنت المصادر العسكرية العراقية عن نجاحها في تحرير قصر «شجرة الدر» عند البوابة الجنوبية في تكريت بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش. وهذا القصر هو أحد القصور الرئاسية التي تعود إلى النظام السابق في مدينة تكريت.
من جهته، أعلن قائد عمليات صلاح الدين الفريق علي الفريجي في تصريح أمس أن «القوات الأمنية والعسكرية سيطرت على بوابة تكريت الشمالية وجامعة تكريت ومحيطها بالكامل»، مبينا أن «الجهد الهندسي قام بتفجير 28 عبوة ناسفة شديدة الانفجار في عدة مناطق». وأضاف أن «قوات إضافية وصلت إلى مقر تجمع القوات جنوب تكريت، لترفع من الروح القتالية لأبناء القوات المسلحة والمتطوعين»، لافتا إلى أن «العشائر العربية الوطنية لعبت دورا متميزا بالوقوف مع إخوانهم من القوات المسلحة ضد الإرهابيين الدواعش». ونفى الفريجي سيطرة المسلحين على قاعدة «سبايكر» الجوية.
من ناحية ثانية، وتأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي، أفادت صحيفة «التلغراف» اللندنية أمس بأن تنظيم داعش يجني نحو مليون دولار يوميا من مبيعات النفط الخام الذي يستخرج من الحقول النفطية التي يسيطر عليها في العراق ثم يهرب إلى تركيا وإيران.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».