قطار المشاعر يؤمن الحجاج في تسع محطات

يساهم في نقل أكثر من 70 ألف راكب في الساعة

قطار المشاعر ساهم في تخفيف الزحام على الحجاج
قطار المشاعر ساهم في تخفيف الزحام على الحجاج
TT
20

قطار المشاعر يؤمن الحجاج في تسع محطات

قطار المشاعر ساهم في تخفيف الزحام على الحجاج
قطار المشاعر ساهم في تخفيف الزحام على الحجاج

يحاكي قطار المشاعر المقدسة الاهتمام السعودي لتأمين راحة الحجاج في تنقلاتهم خلال أداء مناسك الحج. ويستهدف قطار المشاعر في موسم الحج هذا 350 ألف حاج، عبر أكثر من 1000 رحلة خلال سبعة أيام. ويقدم خدمات التفويج لأكثر من 72 ألف حاج في الساعة. ويصل عدد القطارات إلى 15 قطاراً، تضم 204 عربات مكيفة بطول 300 متر، وتستوعب كل عربة 300 حاجا.
وانطلقت في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس رحلات قطار المشاعر المقدسة، بينما شكل أول تطبيق ذكي يتم تنفيذه في الحج وأطلقته هيئة تطوير منطقة المكرمة، أحد العوامل المساعدة في تنظيم حركة تنقلاتهم من مخيماتهم وصولاً إلى محطات القطار المخصصة لهم، وفق الجداول الزمنية للتفويج.
ويتولى التطبيق توجيه الحجاج للمحطات، وتطوير وتحسين رصد عملية التفويج، إضافة إلى التنبؤ بعدد الحجاج القادمين إلى البوابات والمحطات، حيث يشكل التطبيق حلقة وصل بين قادة أفواج الحجاج، وغرفة تحكم مركز السيطرة على الحشود بقطار المشاعر، ورصد مواقع الحجاج في المخيمات، وأوقات التحرك باتجاه محطات القطار.
من جهته، أكّد المهندس جلال كعكي، المتحدث الرسمي لهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، أنّ الهيئة اتبعت طريقة البرنامج الإلكتروني للعام الثّاني، وذلك بهدف تنظيم آلية توزيع تذاكر القطار وانسيابيتها، وسرعة الحصول عليها، متى ما تم إدخال البيانات بصورة صحيحة وفي الوقت المناسب، من قبل الجهات الراغبة في الحصول على تذاكر القطار، مشيراً في الوقت ذاته إلى منع بيع التذاكر خارج إطار الفئة المستهدفة.
وأوضح أن التذكرة عبارة عن «إسورة» تشمل جميع محطات القطار بالمشاعر المقدسة، ويستفيد منها وفقاً لتوزيع وزارة الحج والعمرة، حجاج الداخل، ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، وحجاج مؤسسة جنوب آسيا، وتركيا، وأوروبا، وأميركا.
وبين المهندس كعكي أن رحلة القطار تمتد من مشعر عرفات إلى مشعر منى، مروراً بمشعر مزدلفة. منوهاً عن تصنيف أساور القطار إلى خمسة ألوان؛ خصص اللون الأزرق منها للمشغّلين في جميع المحطات، والأصفر لأيام التشريق، واللون الأسود لمحطات رقم واحد في مشعر (منى، ومزدلفة، وعرفات)، والأبيض لمحطات القطار رقم «2» في المشاعر الثلاثة، إلى جانب اللون الأحمر لمحطات القطار المختلفة في أرجاء المشاعر المقدسة.
يبلغ مسار قطار المشاعر المقدسة، الرابط بين جنوب شرقي مشعر عرفات وجنوب غربي مشعر منى في منطقة الجمرات، مرورا بمشعر مزدلفة، نحو 20 كيلومترا. ويتسع كل قطار لنحو 3200 راكب، في إنشاءات مرتفعة على أعمدة الجزر الوسطية للطرق، ويتميز بقربه للمشاة. وبدأ تنفيذ المشروع منذ بداية 2009، وتم افتتاحه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010.
ويشتمل المشروع على تسع محطات مرتفعة عن الأرض بطول 300 متر لكل محطة، ويتم الوصول إلى أرصفة القطار عن طريق منحدرات ومصاعد وسلالم عادية وكهربائية، وبوابات أوتوماتيكية تفصل بين القطار ومناطق التحميل ومناطق الانتظار.
ويمر القطار عبر المحطات الموزعة في عرفات ومزدلفة ومنى، بثلاث محطات لكل مشعر، حيث يمر القطار بثلاث محطات مختلفة في مشعر عرفات، ويمر بعدها بثلاث محطات أخرى في مزدلفة، ثم يتوقف في المحطة الأولى في أول مشعر منى، ثم في وسطه، فيما تصل محطته الأخيرة إلى الطابق الرابع في منشأة جسر الجمرات.



السعودية: مستقبل ذكي لخدمة ضيوف الرحمن

أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
TT
20

السعودية: مستقبل ذكي لخدمة ضيوف الرحمن

أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)

راهنت وزارة الحج والعمرة في السعودية على التقنية ورقمنه الخدمات المقدمة للزائر والمعتمر والحاج من مختلف دول العالم، وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين، بعد أن خطت في هذا الجانب خطوات متقدمة سهلت في مجملها جميع الإجراءات وطوعت التقنية لراحة الزائر للمواقع المقدسة في السعودية.

وأبرزت الحوارات المباشرة ضمن جلسات منتدى العمرة والزيارة المنعقد في منطقة المدينة المنورة الذي دشنه رسمياً الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير المنطقة، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة والشركات المتخصصة في قطاع الحج والعمرة والزيارة، الاهتمام بالتقنية بوصفها ركيزة أساسية من خلال العمل على تطويع كل ما من شأنه خدمة المعتمر والزائر.

وأكد أمير منطقة المدينة المنورة، أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظيان باهتمام الحكومة السعودية بناءً وتطويراً، بما يتناسب مع مكانتهما الدينية والحضارية والتاريخية «إذ أكرم الله بهما هذه البلاد وأهلها وقيادتها، وسخّرهم لخدمتهما»، مشيراً إلى أن خدمة المدينتين المقدّستين شرفٌ تشرف به ملوك هذه البلاد منذ تأسيسها.

وأضاف أن قيادة هذه البلاد وشعبها يؤدون هذا الدور الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وتوفير سبل الراحة والأمن والأمان لضيوف الرحمن، «تقرباً إلى الله تعالى، لهذا انطلقت المشاريع الحيوية التي شملت توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير الخدمات فيهما، وتيسير أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، وهو ما نشهده اليوم في هذا العصر الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد».

الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته حفل المنتدى (منتدى العمرة)
الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته حفل المنتدى (منتدى العمرة)

وتحدث أمير المنطقة، عن المرحلة التطويرية المميزة لعمارة المسجد النبوي، وما يحيط به من مواقع التاريخ الإسلامي لتعزيز ارتباط الزوّار بالسيرة النبوية العطرة، وإثراء زيارتهم بما ينسجم مع الشريعة الإسلامية السمحة، مشيراً إلى أن هذه الجهود المتضافرة تُعد جزءاً من رسالة المملكة الإنسانية المستندة إلى الدين الإسلامي الحنيف، والثقافة العربية العريقة، والقيم الإنسانية العميقة المحملة بالسلام.

وقال إن «منتدى العمرة والزيارة» في نسخته الثانية، يجمع صناع القرار والخبراء والمستثمرين والمبتكرين من مختلف القطاعات المعنية بالعمرة والزيارة، إلى جانب أبرز المؤسسات والهيئات والشركات من داخل المملكة وخارجها لتوحيد الجهود، وخلق فرص للتعاون البنّاء، وتبادل الأفكار والابتكارات، ومناقشة التحديات، وتقديم الرؤى والتوصيات، وفتح آفاق جديدة نحو الإبداع والابتكار.

ويركز المنتدى من خلال جلساته الحوارية وورش العمل التي تزيد في مجملها على 60 حلقة وجلسة، على مستقبل ثلاث ركائز في رحلة الزائر والمعتمر والمتمثلة في «الطيران، والمدن الذكية، ومستقبل المواقع المقدسة»، في إطار التقنية والتحولات الجذرية لجميع الخدمات اللوجيستية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التجمع يعد منصة استراتيجية لرسم ملامح مستقبل العمرة والزيارة.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إلى أهمية التحول الرقمي في الخدمات المقدمة للضيوف الرحمن، إذ قال إن ذلك كان حاضراً في رحلة المعتمرين والزوار عبر مسارات مختلفة، مشيراً إلى ما شهده تطبيق «نسك» من مراحل تطويرية ساهمت في تقديمه أكثر من 100 خدمة، لافتاً النظر إلى أن عدد المسجلين في التطبيق بلغ أكثر من 18 مليون مستخدم.

ووفقاً للربيعة، فإن أبرز الخدمات المقدمة عبر تطبيق «نسك» تشمل حجز تصاريح العمرة، والروضة الشريفة، كذلك قطار الحرمين الشريفين، و«سوق نسك»، مشيراً إلى أن التطبيق مزود بمجموعة متنوعة من المواقع التاريخية والوجهات الإثرائية والمتاحف بهدف تنويع الخيارات أمام الزائر والمعتمر.

ودلل على أهمية التقنية في تحقيق المكتسبات والنتائج وما تحقق من أرقام، عندما قال إن التمكين والتيسير يظهر جلياً في رحلة ضيوف الرحمن يوماً بعد يوم، ففي الربع الأول من هذا العام 2025 بلغ عدد المعتمرين والزوار أكثر من 6.5 مليون معتمر من خارج المملكة بزيادة تجاوزت 11 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، كما جرى تطوير تجربة زيارة الروضة الشريفة التي وصلت بها الطاقة الاستيعابية اليومية إلى أكثر من 52 ألف زائر لتقفز الأعداد إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2022 وبمعدل مستوى رضا ارتفع من 57 في المائة عام 2022 إلى 81 في المائة في عام 2024.

جانب من جلسات المنتدى في يومه الثاني (منتدى العمرة)
جانب من جلسات المنتدى في يومه الثاني (منتدى العمرة)

وشدد الوزير على أن الحرمين الشريفين وقاصديهما في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إذ يحظيان بالأولوية القصوى من الاهتمام والرعاية والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة، آخرها في شهر رمضان مبارك، حيث بلغ عدد المعتمرين والزوار والمصلين في كل الفروض الخمسة في الحرمين الشريفين أكثر من 122 مليون شخص قدموا من كل أنحاء العالم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.

وحول المواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة، أعلن الوزير الربيعة ارتفاع أعداد المواقع التاريخية الموحدة والإجرائية في مكة والمدينة المنورة إلى 55 موقعاً ووجهة، جميعها تنتظر المعتمرين والزوار ليحظوا بتجربة إثرائية مميزة لا تنسى.

مع انطلاق اليوم الثاني تزداد أعداد الزوار التي يتوقع أن تصل إلى 30 ألف زائر (منتدى العمرة)
مع انطلاق اليوم الثاني تزداد أعداد الزوار التي يتوقع أن تصل إلى 30 ألف زائر (منتدى العمرة)

من جهته، قال عمرو المداح، وكيل وزارة الحج والعمرة لخدمات المعتمرين لـ«الشرق الأوسط» إن المنتدى هو منصة للتواصل ووضع التوجهات الاستراتيجية لمنظومة العمرة والزيارة في المرحلة المقبلة، ما ينعكس على خدمة أفضل لضيوف الرحمن وإثراء التجربة، مشيراً إلى أن المنتدى يعمل كذلك على منصة لتنظيم سوق التعاقدات بين الشركات والوكلاء لتعزيز مركز التنافسية وتكريم الشركات المتميزة وتوضيح آليات العمل في الموسم المقبل.

وعن التقنية، قال المداح، إن الرقمنة هي الحل الأساسي الذي تعتمد عليه وزارة الحج في تيسير الخدمات، خاصة مع التقدم التقني الكبير الذي تشهده البنية التحتية في السعودية، والتقدم التقني العالمي الذي تتبناه وزارة الحج والمنظومة بشكل أساسي لرفع جودة الخدمة لضيوف الرحمن.