في ظروف مختلفة بعض الشيء، كان من الممكن أن يكون 2018 عاماً رائعا للنجم البلجيكي كيفن دي بروين الذي كان أحد أهم أسباب فوز فريقه مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بفارق كبير عن أقرب منافسيه وقاد منتخب بلاده للحصول على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم بروسيا. ولا يزال دي بروين هو اللاعب الأبرز في الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث المهارة والإبداع، ولا ينافسه في ذلك سوى نجم خط وسط تشيلسي إيدن هازارد.
وقدم النجم البلجيكي الشاب عاما استثنائيا وكان ينافس بقوة على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز وخسره بفضل التألق اللافت للنجم المصري محمد صلاح وقيادته ليفربول للوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا. لكن الشيء الذي عكر صفو هذا العام الاستثنائي هو فوز المنتخب البلجيكي على إنجلترا في دور المجموعات بكأس العالم والسير في مسار صعب للغاية والاصطدام بالمنتخب الفرنسي في الدور نصف النهائي، بالإضافة إلى الإصابة التي لحقت بدي بروين والتي سيغيب بسببها عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر.
وسيكون غياب دي بروين بمثابة مقياس لمدى أهميته لنادي مانشستر سيتي. وكان من الممكن أن يشعر المدير الفني للفريق جوسيب غوارديولا وجمهور النادي بالفزع لو قيل لهم قبل أسبوع إن دي بروين سوف يغيب عن الفريق حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول)، لكن عندما يعلمون أن اللاعب كان من الممكن أن يغيب عن الملاعب لموسم كامل بسبب قطع في أربطة الركبة، فإنهم يشعرون بالراحة الآن لغيابه لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وإذا كان هناك ناد يمتلك التشكيلة القادرة على تعويض غياب أحد أهم لاعبيه فإن هذا النادي بالطبع سيكون مانشستر سيتي، والدليل على ذلك الفوز الساحق على هدرسفيلد تاون بسداسية السبت في غياب نجمه البلجيكي. وإذا كان هناك مدير فني قادر على التفكير بسرعة لإيجاد البدائل المناسبة للتعامل مع غياب أحد العناصر الأساسية لمدة ثلاثة أشهر فسيكون بالطبع هو غوارديولا. ومع ذلك، هناك شعور بأن غياب دي بروين سيكون مؤثرا للغاية على أداء وشكل ونتائج حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.
في الحقيقة، لا يمكن القول بأن هناك لاعبا لا يمكن تعويضه في عالم كرة القدم، وإن كان دي بروين يقترب من هذه المكانة في مانشستر سيتي. ورغم أن الفريق يضم عددا من اللاعبين الآخرين القادرين على استغلال المساحات في الملعب، فإن دي بروين كان يستغل المساحات بشكل رائع من خلال دقة وتوقيت تمريراته، ناهيك عن قدرته على تسجيل الأهداف من خارج منطقة الجزاء سواء من خلال التسديدات بعيدة المدى أو من خلال الضربات الثابتة.
ويضم مانشستر سيتي بالطبع عددا من اللاعبين المبدعين في خط الوسط، وستقع مهمة قيادة خط الوسط الهجومي على كاهل إلكاي غوندوغان أو ديفيد سيلفا. لكن يجب الإشارة إلى أنه لا يوجد أي لاعب آخر في إنجلترا يشبه دي بروين من حيث الأداء والتحرك داخل الملعب. ويتميز سيلفا بقدرته على التمرير القصير والمتقن والتحكم الرائع في الكرة، في حين يميل غوندوغان إلى التحرك في مساحات أوسع، لكنه يفتقد إلى الدقة التي يتمتع بها دي بروين، سواء من حيث التمرير أو التسديد.
وخلال الموسم الماضي، كان دي بروين يرسل كرات عرضية متقنة من على طرفي الملعب وكأنها موجهة بالليزر إلى سيرجيو أغويرو أو غابريل (نيسان) خيسوس داخل منطقة جزاء الفرق المنافسة. ولا يمكن لأي لاعب آخر أن يقوم بهذا الدور بهذه الكفاءة، تماما كما لا يوجد أي لاعب آخر قادر على خداع المدافعين من خلال التحرك في اتجاه معين وانتظار الفرصة المثالية لتمرير الكرة في المساحة الخالية في الاتجاه الآخر للاعبين القادمين من الخلف بسرعة شديدة مثل رحيم سيرلينغ أو كايل ووكر.
وفي حين أنه لا يمكن اتهام مانشستر سيتي بأنه فريق يعتمد على لاعب واحد فقط، فإن الفريق يلعب بطريقة تعتمد على رؤية لاعب واحد وتحرك باقي اللاعبين من حوله. ورغم الحديث خلال الفترات الماضية عن أن مانشستر سيتي سيكون أقوى من الموسم الماضي، فإن هذا الحديث قد استبدل فجأة بالكلام عن الشعور بالراحة بين جمهور الفرق المنافسة لأن غياب دي بروين سيفقد مانشستر سيتي الكثير من قوته الهجومية.
واعتقد البعض أن مانشستر سيتي لن يكون بنفس القوة من دون دي بروين، واستندوا في ذلك على أن الفريق لم يظهر بنفس المستوى من دون دي بروين أمام آرسنال. ولم يدفع غوارديولا بدي بروين منذ بداية هذه المباراة وفضل إراحته والاحتفاظ به على مقاعد البدلاء قبل أن يدفع به بعد مرور نحو الساعة، نظرا لأن مانشستر سيتي لم يكن يتحكم جيدا في المباراة وكان آرسنال على وشك إدراك هدف التعادل. ولكن الأداء القوي الذي قدمه سيتي أمام هدرسفيلد دون دي بيروين غيب ظن الذين فرحوا لغيابه.
والآن يجب على غوارديولا أن ينجح في إيجاد البديل المناسب للنجم البلجيكي. وعلى الأقل، يقترب سيلفا من استعادة لياقته الكاملة مرة أخرى، كما أن هناك فيل فودين الذي ينتظر الإشارة للمشاركة، وهناك أيضا النجم الجزائري رياض محرز الذي كان ينظر إليه البعض قبل بضعة أسابيع على أنه لن يكون له مكان في الفريق، لكنه قد يساهم بصورة كبيرة في تعويض غياب دي بروين خلال الفترة المقبلة.
7:57 دقيقة
إصابة دي بروين ما زالت ضربة قوية لمانشستر سيتي
https://aawsat.com/home/article/1368741/%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%A7-%D8%B2%D8%A7%D9%84%D8%AA-%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%82%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B4%D8%B3%D8%AA%D8%B1-%D8%B3%D9%8A%D8%AA%D9%8A
إصابة دي بروين ما زالت ضربة قوية لمانشستر سيتي
رغم الفوز الساحق على هدرسفيلد تاون بسداسية في غياب نجمه البلجيكي
- لندن: بول ويلسون
- لندن: بول ويلسون
إصابة دي بروين ما زالت ضربة قوية لمانشستر سيتي
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة