السلطات الأردنية ترفض إدخال إيرانيين وفلسطينيين تقطعت بهم السبل في العراق

المتحدث باسمهم ناشد عبر {الشرق الأوسط} مدهم بالمساعدات

السلطات الأردنية ترفض إدخال إيرانيين وفلسطينيين تقطعت بهم السبل في العراق
TT

السلطات الأردنية ترفض إدخال إيرانيين وفلسطينيين تقطعت بهم السبل في العراق

السلطات الأردنية ترفض إدخال إيرانيين وفلسطينيين تقطعت بهم السبل في العراق

رفضت السلطات الأردنية السماح بدخول 127 شخصا، بينهم 96 معارضا إيرانيا، والبقية من الفلسطينيين، إلى أراضيها بعد أن تقطعت بهم السبل نتيجة الصراع الدائر في العراق، إثر احتلال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مدينة الموصل العراقية، وبسط سيطرتها على مواقع حدودية.
وقال أكبر قادري الناطق باسم هؤلاء اللاجئين، إن «السلطات الأردنية رفضت إدخالنا إلى الأردن بحجة أننا من الجنسيات المقيدة، وبحاجة إلى موافقات أمنية مسبقة».
وأضاف قادري، في اتصال هاتفي من الحدود العراقية - الأردنية مع «الشرق الأوسط» في عمان، أن «السلطات الأردنية لم تسمح لنا بنصب خيامنا في المنطقة المحرمة بين الحدين العراقي والأردني، حيث داهمتنا قوة عسكرية مؤللة أردنية وأجبرتنا على الخروج من تلك المنطقة».
وتابع: «إن مسؤول الحدود العراقي حاول الاتصال بالمسؤول الأمني الأردني، إلا أنه فشل في إقناعه بأن هؤلاء في منطقة خطرة وتحت رماية الجيش، فيما لو تعرضت الحدود إلى هجوم من تنظيم داعش الذي لا يبعد سوى 50 كلم عن الحدود بين البلدين».
وقال إن مدير حدود طريبيل العراقي أبلغ الجانب الأردني أن هؤلاء اللاجئين «في غير مأمن، خاصة إذا ما تعرضوا لهجوم من قبل (داعش)، بينما لا تستطيع السلطات العراقية توفير الحماية لهم».
وأقام هؤلاء اللاجئون منذ سنوات قلائل، أي بعد الغزو الأميركي للعراق، لمدة وجيزة في المنطقة المحرمة بين حدود البلدين حتى رحّلتهم السلطات الأردنية، فاضطروا للإقامة في مخيم الوليد على الحدود العراقية - السورية. وحاليا يسعون للعودة إلى المنطقة المحرمة، بعد تصاعد المخاطر جراء العمليات القتالية بين الجيش العراقي ومقاتلي «داعش».
وأوضح قادري: «تركنا معظم أغراضنا وكل ما نملك في مخيم الوليد، بعد أن تعرض جوار المخيم للقصف من قبل تنظيم داعش والطيران والمدفعية السورية».
وأضاف: «نعيش عند الحدود في الجانب العراقي، وإدارة الحدود تزودنا بالقليل من الطعام والمياه بشكل مؤقت، وكذلك مما نحصل عليه من بعض سائقي الشاحنات».
وناشد قادري من خلال «الشرق الأوسط» الهيئات الدولية تقديم المساعدة من الطعام والشراب والمبيت، خاصة أن بينهم أطفالا ونساء وكبارا في السن. وقال: «حاولنا التوجه إلى إقليم كردستان العراق، ولكن حواجز (داعش) حالت دون ذلك»، وتابع: «نناشد المسؤولين في الأردن إدخالنا ووضعنا في مخيم آمن قرب الحدود العراقية، خاصة أن بعضنا بحاجة إلى علاج من أمراض مزمنة، ناهيك من أننا في فصل الصيف ونعاني من حرارة الصحراء التي لا ترحم، كما أننا بحاجة إلى مياه للشرب والنظافة والاستحمام».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.