إيران تتحدى العقوبات وتكشف عن مقاتلة جديدة محلية الصنع

وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي يتحدث لدى الكشف عن الصاروخ الجديد «فاتح مبين» متوسط المدى (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي يتحدث لدى الكشف عن الصاروخ الجديد «فاتح مبين» متوسط المدى (إ.ب.أ)
TT

إيران تتحدى العقوبات وتكشف عن مقاتلة جديدة محلية الصنع

وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي يتحدث لدى الكشف عن الصاروخ الجديد «فاتح مبين» متوسط المدى (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي يتحدث لدى الكشف عن الصاروخ الجديد «فاتح مبين» متوسط المدى (إ.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده ستكشف هذا الأسبوع عن أول مقاتلة محلية الصنع وستطور دفاعاتها الصاروخية لمواجهة ما وصفه بـ«التهديدات» الإسرائيلية والأميركية.
ويأتي الإعلان بعدما أعادت واشنطن فرض العقوبات الاقتصادية على إيران الأسبوع الماضي عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو (أيار) انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العظمى في 2015.
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن حاتمي قوله في مقابلة تلفزيونية مساء أمس (السبت)، إن «أولوية وزارة الدفاع هي القدرة الصاروخية ومن ثم الدفاع الجوي، ونهتم إلى جانب ذلك بالقدرة الجوية والبرية والبحرية، حيث إن الحرب بالوكالة في المنطقة أثبتت أن علينا الاهتمام بالقدرة البرية، ونحاول الحفاظ على التوازن داخل عناصر قدرتنا الدفاعية».
وأضاف أن بلاده ستزيح الستار عن المقاتلة الجديدة في «يوم الصناعات الدفاعية» الأربعاء.
والاثنين، كشف حاتمي عن الجيل الجديد من صاروخ «فاتح مبين» الباليستي قصير المدى متعهدا بأن تعزز بلاده قدراتها الدفاعية، لكن فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأميركية كشف أن الصاروخ الجديد لم يصب هدفه كما بدا في الفيديو الذي نشرته السلطات الإيرانية وإنما كان عبارة عن تفجير داخلي.
ويأتي إعلان طهران عن تعزيز قدراتها العسكرية في تحد واضح للعقوبات التي فرضتها واشنطن عليها مؤخرا بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي يقضي بأن تكبح إيران أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات عليها. 
كما أعلنت الخارجية الأميركية الخميس تشكيل «مجموعة عمل حول إيران» لتغيير سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة بتدخلاتها السياسية والعسكرية في عدد من الدول، وهو ما اعتبرته طهران محاولة لإسقاط نظامها. 
وأشار حاتمي إلى أن البرنامج الدفاعي «مرده ذكريات الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إيران خلال حربها التي استمرت ثمانية أعوام مع العراق في الثمانينات والتهديدات المتكررة من إسرائيل والولايات المتحدة».
وأكد وزير الدفاع الإيراني أن «مواردنا محدودة ونحن ملتزمون بترسيخ الأمن بأقل كلفة ممكنة. نحن نعزز صواريخنا بما يتناسب مع التهديدات وخلق حالة ردع والقيام برد صاعق على العدو».
 



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».