وليد توفيق: لا تناسبني المصطلحات الرائجة اليوم في الأغاني

يستعد لإطلاق أغنيتين جديدتين من ألحانه

يؤكد الفنان وليد توفيق أن هناك فيروساً متفشياً بين بعض الفنانين اسمه العنجهية
يؤكد الفنان وليد توفيق أن هناك فيروساً متفشياً بين بعض الفنانين اسمه العنجهية
TT

وليد توفيق: لا تناسبني المصطلحات الرائجة اليوم في الأغاني

يؤكد الفنان وليد توفيق أن هناك فيروساً متفشياً بين بعض الفنانين اسمه العنجهية
يؤكد الفنان وليد توفيق أن هناك فيروساً متفشياً بين بعض الفنانين اسمه العنجهية

قال الفنان اللبناني وليد توفيق إن الساحة الفنية اليوم تعاني من «فيروس» مُعدٍ، ألا وهو «التمتع بالعنجهية وشوفة الحال». ويضيف: «لطالما تفشى هذا المرض بين بعض الفنانين إلى حدّ جعل مصدره يرتبط ارتباطاً مباشراً به؛ فما إن يطلق أغنية تحقق النجاح حتى يصعد البخار إلى رأسه ويتحول إلى نجم لا يعرف التواضع من بعيد ولا من قريب». ويتابع توفيق الذي أطلق أخيراً أغنية «عهد» تكريماً للناشطة الفلسطينية عهد التميمي: «هذا الفيروس مع الأسف بدأ يطال الفنانين الصاعدين حتى غير اللبنانيين، وهو أمر يسهم في الحد من مسيرة نجاح أي فنان». وبحسب توفيق، فإن مصر كانت في الماضي مثالاً يحتذى بالنسبة لتعاطي فنانيها مع الناس أما اليوم فهذا «الفيروس» بدأ يتسلل إليها لتصاب هي أيضاً بهذه العدوى.
ويتمنى وليد توفيق الذي تجاوز مشواره الفني الـ40 عاماً بأن يتحد فنانو لبنان مع بعضهم يوماً ما ليقدموا أعمالاً تليق ببلدهم تحت عنوان الوطنية ويعلق: «هي مرة واحدة استطاعوا تجاوز كلمة (أنا) وقدم نجومه مجتمعين (أوبريت الأرز) في مهرجانات الأرز الدولية العام الماضي بطلب من رئيسة المهرجان النائبة ستريدا جعجع. وعلى الرغم من كل المصاعب التي تخللت هذا العمل لسبب أو لآخر، فإن ولادته كانت بمثابة إنجاز لم يسبق أن تحقق من قبل». ويتابع: «لقد راودتني فكرة الانسحاب منه لانزعاجي من تصرفات البعض، إلا أن الدكتور سمير جعجع اتصل بي مباشرة ليستوضح الأمر وليطالبني بالاستمرار في العمل قائلا لي: (مش انت) الذي ينسحب من عمل فني بهذه الضخامة لا سيما أنك تمثل رمزاً من رموز لبنان الفنية... هذا الاتصال أثر بي كثيراً ونزولاً عند رغبته بقيتُ وشاركت في النشيد الذي أعتبره من أجمل ما غناه نجوم لبنان».
وينتقد توفيق بعض الفنانين الذين قد لا يقومون بأعمال مماثلة إلا بإيعاز من جهة خارجية: «يصبح هذا الأمر سهلاً ويقومون به بكل طيبة خاطر فيما لو طلبه منهم أحد المنتجين الأثرياء».
ويخبرنا عن أغنيته «عهد» التي كرم فيها الناشطة الفلسطينية عهد التميمي ويقول: «ينبغي على الفنان أن يكون دائماً قريباً من مشكلات الناس فيتفاعل معها على طريقته. ولطالما اتبعتُ هذه الطريقة في مشواري الفني وقدمتُ أكثر من عمل رمزي ووطني. وعندما تم سجن عهد التميمي ورأيت الأسباب التي أدت إلى ذلك بفضل صلابتها وتشبثها بوطنيتها، اتصلت بالشاعر نزار فرنسيس طالباً منه كتابة أغنية تكريماً لمقاومتها، لا سيما أن فترة سجنها طالت. وهكذا كتبتُ الأغنية تحت عنوان (عهد) ولحنتُها، فيما قام بتوزيعها الموسيقي المايسترو إحسان المنذر».
وعما إذا هذا النوع من الأغاني عمره قصير عادة يرد: «إذا ارتبط هذا النوع من الأعمال باسم أرضٍ أو قضايا مقدسة ما زلنا نعاني منها؛ فهي لن تموت تماماً كما حصل مع أغنية (القدس) للسيدة فيروز أو (ست الحبايب) لفايزة أحمد التي سجلتُها بصوتي. ناهيك بأغانٍ أخرى يمكن استخدامها في مناسبات يومية كـ(هابي بيرثداي) بصوتي التي صارت رفيقة كل شخص يحتفل بأعياد شخصية. كما أن هناك أغاني تمرُّ مرور الكرام فيكون عمرها قصيراً، ولكن طالما الاحتلال الإسرائيلي موجود الأغاني التي تهاجمه تكون حاضرة على الساحة».
وهل يجد اليوم وليد توفيق صعوبة في اختيار مواضيع أغانيه؟ «لامست نقطة حساسة جدّاً أعاني منها اليوم؛ فبعد أكثر من 40 عاماً على الساحة أمضيتها من نجاح إلى آخر طال لبنان والمنطقة العربية أصبح من الصعب إيجاد مواضيع أغنيات جديدة لم يسبق أن تطرقت إليها في أعمالي. فالكلمة تهمني كثيراً، ولذلك تراني أبحث بدقة عما يناسبني منها. فالمصطلحات الرائجة حالياً في أغانٍ تحاكي الشباب وتواكب الموجة الغربية بشكل أو بآخر لا أشعر بأنها تناسبني أو تحاكي جمهوري».
ويضيف وليد توفيق في سياق حديثه: «أحد الشعراء تقدم لي بكلمات أغنية يقول مطلعها (انت اللي بتفهمي راسي)؛ فلم أحبذها لأنها لا تشبهني، مع أنه أكد لي أن الجيل الجديد يستخدم هذا النوع من العبارات في أحاديثه». ويضيف في هذا الصدد: «لقد قدمت أغنية لبليغ حمدي بعنوان (عابالو حبيبي)، وأخرى من ألحاني (آه يا بحر)، وهذه الأخيرة لاقت نجاحاً كبيراً لاختلاف موضوعها. أما أغنية (العصفور)، فولدت منحى جديداً في مشواري الغنائي أعتز به».
إذا كيف تواكب هذا الجيل؟ يردّ: «لقد اعتمدت إعادة غناء بعض أعمالي التي لاقت شهرة واسعة، ولكن بأسلوب مغاير، إذ لجأت إلى خلطات منها تعرف بـ(ميدلاي)، في عالم الغناء. فأسلوب السهل الممتنع صار حاجة، والأمور اختلفت بين الماضي والحاضر وصرنا نميل أكثر نحو أسلوب الغرب السريع. فحضرت 7 منها وقدمت بعضها بحيث لا يتعدى مقطع الأغنية الدقيقة الواحدة. فالناس لم تعد تحبذ الأغاني الطويلة وقد نجحت باستقطاب شريحة لا يستهان بها من الشباب الذي لا يعرف وليد توفيق وركن إلى سماعها والاستمتاع بها». ويتابع: «حالياً سأذهب نحو لحن التانغو فمن قاد كل أنواع السيارات سيجد صعوبة في إيجاد سيارة جديدة لم يستقلها بعد. فمن يكرر نفسه لا بد أن يقع بالتفاهة والفشل ولذلك لا أتعب من البحث وهو ما أمارسه يومياً».
وعما يستفزه اليوم على الساحة الفنية يقول: «أكثر ما يستفزني اليوم على الساحة هو (قلة الحياء) التي يعتمدها البعض للوصول إلى الناس بأسلوب إباحي. فهناك تخط لحدود اللياقة في بعض الأغاني وفي أداء أصحابها لها للحصول على لقب معين يشبه إلى حد ما الوجبات السريعة. وهذا النوع من الألقاب يستفزني أيضاً؛ فمن يرغب بأن يتوج نفسه (ملك الطرب) و(أمير الأغنية) و(جنرال الرومانسية) عليه أن يعمل أولا على أخلاقياته ومبادئه فهذه الأمور هي التي توصل الفنان وليس القشور التي يتغطى بها».
وبسؤاله حول أنه صاحب لقب «النجم العربي»، يردّ توفيق: «بالفعل لقد رافقني هذا اللقب منذ بداياتي ولكني لا أدور حوله. فالألقاب بشكل عام لا تهمني ولا يمكنها أن تضيف إلى مسيرتي. كما أن هناك فنانين لديهم ألقابهم بسبب نجاحاتهم المستمرة أو إبهارهم للناس بصوتهم وأدائهم وهم يستحقونها عن جدارة إلا أن فنهم من صنعها وليس العكس».
تلفت وليد توفيق أصوات كثيرة على الساحة اليوم أمثال ناصيف زيتون وزياد برجي إضافة إلى آخرين من الجيل السابق، كوائل كفوري وجورج وسوف وراغب علامة وغيرهم. ولكن لماذا لا يلجأ إلى صوت جديد يلون به مشواره في «ديو» غنائي معه؟ «إنهم لا يملكون قراراتهم وشركات الإنتاج تضع عليهم شروطاً قاسية فلا أريد الدخول في هذه المعمعة».
وعن انتشار أوضاع صحية حرجة لفنانين معروفين في العلن يقول: «لطالما كان يرافق هذا الموضوع الفنانين في الماضي؛ فمن منا لم يكن يعلم بمرض القلب الذي كان يعاني منه فريد الأطرش أو (البلهارسيا) الذي طبع عبد الحليم حافظ فرافقه وتسبب برحيله؟! كما أن نجوم الغرب يتواصلون مع جمهورهم في هذه المواضيع كما حصل مع أنجلينا جولي مثلا. وأنا شخصيا باركت لإليسا تعافيها ودعيت لشفاء ميريام فارس، وأتمنى ألا تقتصر تلك الأخبار على الكشف عنها فقط بل أن تتطور لتنتج حفلات غنائية يعود ريعها مثلا لمرضى السرطان ولغيرهم».
ومن ناحية ثانية، يستعد الفنان وليد توفيق لإنزال أغنيتين جديدتين بعد تصويرهما في مدينة كييف مع المخرج زياد خوري. إحداهما من كتابة أحمد ماضي بعنوان «بغار عليك بغار»، والثانية تحكي لسان حال شخص يعاني من الفراغ العاطفي في حياته وهي من النوع الرومانسي من كلمات هاني عبد الكريم ومن ألحانه أيضاً.



غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
TT

غادة رجب: تكاليف الإنتاج الباهظة تمنعني عن تصوير أغنياتي

تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})
تتطلع رجب لتكرار التعاون مع المطرب كاظم الساهر ({الشرق الأوسط})

نفت المطربة المصرية غادة رجب غيابها عن الحفلات الغنائية خلال الآونة الأخيرة، وقالت إنها قدمت حفلاً في ليبيا أُطلق عليه «ليلة الياسمين» وجاء بمناسبة إعادة إعمار مدينة درنة، كما قدمت حفلاً بالقاهرة في «عيد الطاقة النووية الرابع».

وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها لا تتوقع تصوير أغنيات جديدة لها في الوقت الحالي بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، مشيرة إلى أنها تتطلع لتكرار عملها مع المطرب الكبير كاظم الساهر الذي عَدته في مكانة خاصة للغاية.

غنت غادة مرتدية الزي التقليدي الليبي في حفل إعمار درنة ({الشرق الأوسط})

وعن حفلها الأخير الذي أحيته في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ليبيا، تقول: «الحفل أقيم بمناسبة إعادة إعمار مدينة (درنة) بعد السيول التي تعرضت لها، والكارثة التي شهدتها العام الماضي، وبمشاركة الفنان الليبي خالد زروق، وقدمت فيه أغنياتي الليبية، وهي معروفة هناك ومحبوبة، وحرصت خلال الحفل على ارتداء الزي الليبي التقليدي، ولم تكن أول مرة أرتديه، وكان للحفل ردود فعل جيدة جداً؛ لأنه منذ وقت طويل لم تكن هناك حفلات في درنة».

تبدي غادة إعجابها بصوت الفنانة داليا مبارك ({الشرق الأوسط})

وتؤكد أن لها تاريخاً طويلاً مع المشاركات والحفلات في ليبيا؛ فقد بدأت تقديم أغنيات باللهجة الليبية مع دخول الألفية الجديدة، كما طرحت أول ألبوم لها باللهجة الليبية بعنوان «حبيبي وتجرح فيَ» وقد حقق نجاحاً كبيراً، وتوالت أغنياتها التي تعاونت فيها مع موسيقيين وشعراء ليبيين، من بينهم: محمد حسن، وناصف محمود، ود. إبراهيم فهمي، والشاعر الكبير عبد الله منصور.

وترى غادة أن «اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية، كما أن الشعب الليبي كريم وطيب» حسبما تقول، وتلفت: «من شدة إتقاني للهجتهم ظن ليبيون أنني ليبية».

عدها ليبيون تنتمي لهم لإجادتها الغناء بلهجتهم ({الشرق الأوسط})

واشتهرت غادة رجب بقدرتها على الغناء بعدة لهجات، فقدمت أغنيات باللهجة الخليجية على غرار «يحتاجني»، و«يا ليت»، و«خسارة»، كما لها جمهور تعتز به بالخليج، مثلما قدمت أغنيات باللغة التركية التي تجيدها.

وفي القاهرة، شاركت رجب بحفل «العيد الرابع للطاقة النووية» الذي أقيم بحضور د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ونظمه الشاعر عبد الله حسن والملحن شريف حمدان، وضم مجموعة من المطربين والمطربات، من بينهم: مدحت صالح، ونادية مصطفى، وقد شاركوا جميعاً في غناء أوبريت «قد المستحيل». وتقول غادة عن هذا الحفل: «قبل هذا الحفل غبت فترة طويلة عن الحفلات الغنائية في مصر».

اللهجة الليبية مميزة في الغناء وقدمت بها أغاني وطنية وعاطفية

غادة رجب

واستبعدت رجب تصوير أغان جديدة في الوقت الحالي، مبررة ذلك بالتكلفة المادية الكبيرة التي يتطلبها التصوير، وعدم وجود شركات تتصدى لإنتاج الأغاني مثلما تقول: «مطلوب من المطرب أن يتصدى لهذه المهمة، وكنت أقوم بها من قبل، لكن الوقت اختلف في ظل ارتفاع أجور المؤلفين والملحنين والموسيقيين وتأجير الاستوديوهات، ثم دعاية (السوشيال ميديا) التي تصدرت المشهد ولكل منها طريقة وأسلوب مختلف».

وترصد المطربة التي بدأت الغناء منذ طفولتها واقع الغناء حالياً: «هناك أعمال فنية جيدة تستحق الاحترام، وقد لفتت نظري المطربة السعودية داليا مبارك، فهي صاحبة صوت مميز وأداء أحببته، كما أن هناك أعمالاً أخرى لا علاقة لها بالفن، لكننا عموماً نعيش في زمن السيئ فيه أكثر، ليس فقط في الغناء بل في كل شيء، الناس والأخلاق والمعاملات والضمائر».

وقدمت غادة التي تغنت بألحان كبار الموسيقيين في مصر أعمالاً جمعتها بالمطرب العراقي الكبير كاظم الساهر، الذي تقول عنه: «هو قصة كبيرة وحكاية مختلفة، وفنان يتسم بالاحترام تجاه فنه ونفسه وجمهوره، وهو (ابن أصول) في كل تصرفاته، وفنان لأقصى درجة، ولعل ما قدمه في أحدث ألبوماته يعد من أجمل ما سمعت في السنوات الأخيرة على الإطلاق، لذا يظل كاظم الساهر في مكانة خاصة لا يمكن مقارنته بالعبث الذي يجري في مجالنا وزماننا».

تعاوني مع كاظم الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة في مشواري

غادة رجب

وتلفت إلى أن تعاونها مع الساهر من أكثر التجارب المهمة والناجحة التي أثرت في مشوارها، ومن بينها أغنيتا «ابعد عني يا ابن الناس» و«لماذا»، والبرامج والحفلات الكثيرة التي جمعتهما في مصر والدول العربية، متطلعة لتكرار التجربة في أقرب وقت.

وشاركت غادة رجب الفنان محمد صبحي في برنامجه «مفيش مشكلة خالص»، حيث شاركت في بعض عروضه المسرحية ومنها «راجل ونص»؛ ما جعلها تتحمس للتمثيل بشكل أكبر: «بقدر رفضي للتمثيل قبل ذلك، صرت أتحمس له بعدما عملت مع الفنان الكبير محمد صبحي الذي منحني ثقة في قدراتي، حيث قدمت شخصيات بعيدة كل البعد عني، لذا أتمنى تكرار التجربة في أعمال جيدة، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون».

لم تقدم غادة وزوجها الشاعر عبد الله حسن أغنية لطفلتهما ليلى، وتفسر ذلك قائلة: «نشعر بأنه مهما كتب وغنى لن يعبر عن مشاعرنا الحقيقية تجاه طفلتنا، فقد غيرت حياتنا وجعلتني أتحول لشخص آخر منذ استيقاظي من النوم، وأكرس حياتي لها».

واستعادت رجب لياقتها بعدما تعرضت للتنمر على مواقع «السوشيال ميديا» لظهورها بوزن زائد عقب إنجاب طفلتها ليلى، وقالت عن ذلك: «هي مرحلة في حياة كل امرأة وأم، وقد خضعت لـ(ريجيم) ونجحت في إنقاص وزني بشكل كبير».