رائدان روسيان ينهيان مهمة سير في الفضاء لنحو 8 ساعات

لتثبيت نظام تتبع للحيوانات على المحطة الدولية

رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف ينفذ مهمة سير في الفضاء استغرقت نحو ثماني ساعات لتثبيت جهاز في محطة الفضاء الدولية (أ.ب)
رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف ينفذ مهمة سير في الفضاء استغرقت نحو ثماني ساعات لتثبيت جهاز في محطة الفضاء الدولية (أ.ب)
TT

رائدان روسيان ينهيان مهمة سير في الفضاء لنحو 8 ساعات

رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف ينفذ مهمة سير في الفضاء استغرقت نحو ثماني ساعات لتثبيت جهاز في محطة الفضاء الدولية (أ.ب)
رائد الفضاء الروسي سيرغي بروكوبيف ينفذ مهمة سير في الفضاء استغرقت نحو ثماني ساعات لتثبيت جهاز في محطة الفضاء الدولية (أ.ب)

أنهى رائدا الفضاء الروسيان، أوليج أرتيميف وسيرغي بروكوبيف مهمة سير في الفضاء استغرقت نحو ثماني ساعات لتثبيت جهاز في محطة الفضاء الدولية، مصمم لتتبع أنماط هجرة الحيوانات على الأرض.
وأفاد روب نافياس المتحدث باسم مركز «جونسون سبيس سنتر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في هيوستون بولاية تكساس، أن رائدي الفضاء بدءا مهمتهما الساعة 16:17 بتوقيت غرينتش وأنهياها الساعة 00:03 من يوم الخميس.
وأوضحت الوكالة أن مهمة السير في الفضاء استمرت سبع ساعات و46 دقيقة.
وستستخدم التجربة الألمانية الروسية المشتركة، المعروفة باسم «إيكاروس» هوائيا ومعدات لنظام تحديد المواقع العالمي، لدراسة أنماط الهجرة للحيوانات، مزودة بأجهزة استقبال.
وأوضحت «ناسا» في بيان أن «التجربة قد تقدم بيانات بشأن كيفية انتقال الحيوانات من مكان إلى آخر، وكيفية تغير الكثافة السكانية للحيوانات مع مرور الوقت وكيفية انتشار الأمراض».
وبالإضافة إلى تجربة «إيكاروس» نشر رائدا الفضاء أربعة أقمار صناعية صغيرة، بما في ذلك قمر سيقيم كيفية تجميع الأقمار الصناعية نفسها في المدار، وآخر سيقيس كثافة الفضاء، على حد قول نافياس في تلفزيون «ناسا».
يذكر أن مهمة السير في الفضاء هي الأولى التي يقوم بها بروكوبيف منذ أن وصل إلى المحطة في يونيو (حزيران) الماضي في مهمة تستمر نصف عام، في حين أن هذه المهمة هي الثالثة لأرتيميف.
والمحطة، التي تدور في مدار على ارتفاع نحو 400 كيلومتر، مكلفة بإجراء أبحاث علمية، ستكون مستحيلة على الأرض.
وهي في الغالب مهمة مشتركة بين طاقمي فضاء أميركي وروسي، خلال عملية مستمرة منذ عقد ونصف العقد.



مهرجان القاهرة السينمائي انطلق بثبات وموقف

دار الأوبرا المصرية حيث تُقام الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي (أ.ب)
دار الأوبرا المصرية حيث تُقام الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي (أ.ب)
TT

مهرجان القاهرة السينمائي انطلق بثبات وموقف

دار الأوبرا المصرية حيث تُقام الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي (أ.ب)
دار الأوبرا المصرية حيث تُقام الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي (أ.ب)

على الطائرة المتجهة إلى القاهرة من دبي جلس لبنانيان يعملان في شؤون التوزيع والإنتاج في شركتين؛ واحدة تنشط في السعودية، والأخرى مركزها في الإمارات العربية المتحدة.

استمعت إليهما، وقد جاء مقعدي بالقرب منهما، يتحدثان فيما سيقومان به خلال وجودهما في الدورة الخامسة والأربعين لهذا المهرجان السينمائي العريق الذي انطلق عام 1976.

أن يحضر ممثلو شركات إنتاج عربية أو أجنبية ليس وضعاً خاصاً بالنسبة إلى مهرجان القاهرة، لكنه دلالة على اهتمام بعض الشركات العاملة في مجالي الإنتاج والتوزيع بهذا المهرجان؛ لمتابعة أعمال سبق التعاقد عليها (وبعضها إلى العروض قريباً)، أو للتعاقد على مشروعات جديدة.

فن أو تجارة

سألت أحدهما عن ذلك، فأجاب أن شركته توزّع أفلامها العربية، حين إنتاجها، على منصة «أمازون»، إلى جانب ما تعرضه في صالات السينما.

ذكرت له أن ما يُعرض على المنصات وفي صالات السينما من أفلام عربية (مصرية أساساً) في غالبيتها هي كوميدية دون أي مستوى مقبول. اعترف بذلك، لكنه أضاف: «أتوقع نهضة جديدة للسينما المصرية في المستقبل القريب. لن يبقى الحال على ما هو عليه الآن. السينما المصرية ستعود بقوة خلال العام المقبل».

هذا ممكن بالطبع، فالسينما المصرية سبق لها أن مرّت بأزمات سادت فيها ركاكة المُنتَج من الأفلام، ثم خرجت منها دون أن تطيح جانباً بما اعتادت عليه، بسبب جمهور محلي يقبل عليها بكثافة. لكن الواقع على شاشات صالات السينما في الإمارات، على سبيل المثال، يُشير إلى أن هذه الأفلام السريعة صنعاً تمر في صالات السينما دون القدرة على المكوث لأكثر من أسبوعين. بعض الأفلام أخفقت في أسبوع واحد.

إنه صراع دائم بين نوعَين من السينما: واحد طموح للتحليق فنياً، وآخر يسعى دوماً «لِدوْبَلة» تكلفته ومضاعفة أرباحه بالبقاء في طي الأعمال ذات الهدف التجاري المحض. النوع الأول دائماً متراجع في رقعة التجارة، لكنه كان حتى نهاية الثمانينات حاضراً بتعدد؛ بفضل مخرجين من أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد وهالة خليل ورضوان الكاشف من بين آخرين. لاحقاً اقتصرت هذه المحاولات على عدد أقل وإنتاجات متباعدة.

هذا الصراع الصامت بين طموح وواقع يوظّفه مهرجان القاهرة السينمائي؛ لأنه في المقام الأول يقدّم عروضاً لأفلام فنية غير جماهيرية، لكنه إذ بات يستقبل منتجين وموزعي أفلام من خارج مصر فإن الوضع الناتج ربما يفيد في تليين موقف هؤلاء تجاه الفيلم الفني واعتماده في برامج عروضهم المقبلة.

المسألة لن تكون سهلة، لكن إذا ما كان الفيلم المصري المصنوع للجمهور يخفق في البقاء في دور السينما لأكثر من أسبوع أو اثنين، فإنه من المحتمل أن يتيح المنتجون للأفلام البديلة عروضاً مستحقة.

استقطاب لموقف

انطلق المهرجان كما خُطط له أن ينطلق: حفل افتتاح حافل، ثم عروض متوالية في اليوم التالي. مواقف مؤيدة لرئيس المهرجان حسين فهمي الذي أعلن رفضه لدعم الشركات «الموجودة على قائمة المقاطعة» التي تدعم إسرائيل في حربها على غزة ولبنان.

هذا القرار، بالإضافة إلى عرض فولكلوري فلسطيني يوم الافتتاح، قُصد به تأكيد حق المهرجان في اتخاذ مواقف سياسية، «كما حال المهرجانات الأوروبية»، كما قال.

عرض لفرقة فلسطينية في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي (رويترز)

استقبال الإعلام المصري هذا القرار كان إيجابياً، خصوصاً أن موقف الدولة المصرية يلتقي مع موقف الرأي العام في رفض هذا العدوان المستمر، والدعوة إلى سلام شامل يضمن حق الفلسطينيين في دولة لهم.

بعيداً عن السياسة، هناك الكثير مما يعرضه المهرجان في برامجه. وأحد هذه البرامج «آفاق السينما العربية» الذي تزوّد بأربعة عشر فيلماً هذا العام، أي بزيادة ملموسة عن الأعوام السابقة.

«ثقوب»

الفيلم الذي اُختير لافتتاح هذا البرنامج هو «ثقوب» للمخرج السعودي عبد الله الضبعان. الصالة كانت شبه ممتلئة وأقل من ذلك عند انتهاء العرض، نظراً إلى مناطق ضعف في الفيلم، ليست ناتجة عن غياب الطموح والقدرات، بل عن الكيفية التي صاغ فيها المخرج السيناريو، متوقعاً وصول رموزه ومواقفه كما كتبها. هذا لم يحدث على النحو المنشود، بل ترك في التنفيذ مسائل غير محلولة ومنهج عمل يدفع صوب أهمية المطروح بيد، ويمنع تطويره من دون قصد باليد الأخرى.

«ثقوب» دراما عائلية كما كان حال فيلم الضبعان الأول (والأفضل) «آخر زيارة». قصة شقيقين تباعدا منذ سنوات، وانقطعت علاقة كل منهما بالآخر. يلقي الفيلم اللوم عليهما معاً، ويدفع بهما إلى مواجهة جديدة عندما تدخل والدتهما المستشفى على أثر حادثة سطو لا نراها. كان من الأفضل لو أنها عُرضت للمشاهد، لكن تغييب الحادثة ليس هو المشكلة الوحيدة هنا إنما افتقار الفيلم إلى أسلوب سردي يُثير الاهتمام.

لقطة من الفيلم السعودي «ثقوب»

في فيلمه السابق، تعامل المخرج مع خلاف بين أب وابنه في سياق تتابعي جيد. ولكن في «ثقوب» يدخل على الخط أكثر من فكرة تبدو في غير مكانها أو بكلمات أخرى غير متسلسلة، بما يضمن دفع الرتابة بعيداً. الحوار بدوره يعاني من جمود (تمر أحياناً عشر ثوانٍ من الصمت بين ممثلين يتبادلان الحديث).

كما في فيلمه السابق، يغشي المخرج بعض المشاهد فلا تظهر الملامح واضحة. تفعيل جيد لمعانٍ ضبابية مقصودة. ما لا ينجح على القدر ذاته أسلوب التداخل البطيء بين نهاية مشهد وآخر. هذا يتكرر من دون أن يترك دلالات واضحة.