وفاة الشيخ أبو بكر الجزائري بعد نصف قرن من التدريس في الحرم النبوي

ودع أهالي المدينة المنورة الشيخ الجزائري عن عمر يناهز 98 عاماً بعد أن أمضى نحو نصف قرن من الزمن في حلقات التدريس والتعليم بالمسجد النبوي وارتبط اسمه بكرسي دروس الحرمين الشريفين وعُرف بكثير من المؤلفات وتفسير آيات الذكر الحكيم.
وشيّع المصلون بالمسجد النبوي أمس جثمان الشيخ أبو بكر الجزائري إلى مثواه الأخير في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة بعد أن وفاته المنية في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس.
وُولد الشيخ أبو بكر جابر بن موسى بن عبد القادر الجزائري عام 1921 في قرية ليوة جنوب الجزائري وبدأ دراسته في حفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه ثم انتقل إلى مدينة بسكرة في الجزائر ودرس على يد مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية.
انتقل إلى السعودية وتلقى المزيد من العلوم على أيدي بعض العلماء، مثل الشيخ عبد العزيز بن صالح، وفي 1953 بدأت رحلته العملية في القطاع التعليمي في السعودية حيث عمل مدرساً في بعض المدارس التابعة لوزارة المعارف - آنذاك - وفي دار الحديث في المدينة المنورة، كما عمل أستاذا في الجامعة الإسلامية في المدينة إبان تدشينها في عام 1960 وحتى تقاعده من التدريس في عام 1986.
وتميز الفقيد بأسلوب جذاب في التدريس في حلقات المسجد النبوي في دعوته واستشهاداته الفريدة والأمثلة التي يوردها خلال دروسه وحسن الأسلوب والإلقاء ودماثة خلقه، الأمر الذي أكسبه المكانة المهمة في الوسط الأكاديمي الشرعي وفي أوساط المجتمع المديني، وقد صدر عنه كثير من المؤلفات ويُعد كتاب «منهاج المسلم» من أكثر المصنفات التي ألفها انتشارا في البلدان العربية. إضافة إلى كتب: أيسر التفاسير، ونداءات الرحمن لأهل الإيمان، ورسائل الجزائري، وعظات وعبر من كلام سيد البشر، وكثير من المؤلفات التي لقيت أصداءً واسعة في العالم العربي.
من جهة ثانية، قدّم الأمير فيصل بن سلمان أمير المدينة المنورة العزاء لأسرة الشيخ الجزائري عقب دفن جثمانه في بقيع الغرقد وقال الأمير إن «الأمة الإسلامية فقدت بوفاة الشيخ أبو بكر الجزائري أحد رموز العلم الذين أفنوا حياتهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة»، مشيراً إلى مناقب الفقيد التي عرف بحسن الخلق والتواضع ولين الجانب بين العلماء وطلبة العلم، داعياً المولى بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.