مرور «هادئ» لذكرى فض اعتصامي أنصار مرسي بمصر

الداخلية ضبطت 13 «إخوانياً» خططوا لأعمال «إرهابية»

TT

مرور «هادئ» لذكرى فض اعتصامي أنصار مرسي بمصر

مرت في مصر أمس الذكرى السنوية الخامسة لفض اعتصامي أنصار الرئيس «الإخواني» الأسبق محمد مرسي، من دون أعمال عنف أو أي احتجاجات تذكر. فيما أعلنت الداخلية توجيه ضربة استباقية بضبط 13 «إخوانيا» خططوا لتنفيذ أعمال «إرهابية» بالتزامن مع ذكرى الفض، وسط انتشار أمني واسع شهدته الميادين الرئيسية بالعاصمة القاهرة وجميع المحافظات.
وأنهى الأمن المصري، بالتعاون مع الجيش، بالقوة اعتصامي جماعة الإخوان ومؤيديها، في ميداني «رابعة العدوية» شرق القاهرة، و«النهضة» بالجيزة، في 14 أغسطس (آب) 2013. بعد أن استمرا 47 يوماً، احتجاجا على عزل مرسي، في 3 يوليو (تموز) من العام نفسه. وأكدت التحقيقات الرسمية للدولة أن اعتصامي أنصار مرسي كانا «مسلحين».
وأسفرت عملية الفض عن مقتل (703) أشخاص، بينهم عدد من قوات الأمن، حسبما أعلنت لجنة تقصي حقائق، شكلها المستشار عدلي منصور، الذي تولى رئاسة البلد بشكل «مؤقت». وفي أعقاب العملية شهدت مصر أعمال عنف وحرقا لمنشآت مهمة وكنائس.
وقالت مصادر أمنية أمس إن وزارة الداخلية نشرت أكمنة ثابتة ومتحركة في جميع مداخل ومخارج المدن، إضافة لوجودها على جميع الطرق الرئيسية والميادين، مع تكثيف الخدمات على المنشآت المهمة والحيوية والمنشآت الشرطية، والتشديد على قوات التأمين باليقظة التامة، بالتزامن مع ذكرى فض الاعتصامين، التي اعتادت فيها جماعة الإخوان، والجماعات المسلحة المرتبطة بها، تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية بهدف زعزعة الاستقرار.
وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الأمن نجحت على مدار الأسبوع الحالي فقط في إسقاط (6) خلايا إرهابية قبل تنفيذ عمليات نوعية في عدة محافظات، بينهم عناصر قيادية من جماعة الإخوان، بناء على معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني.
وحظرت السلطات المصرية الإخوان وأعلنتها «جماعة إرهابية» في ديسمبر (كانون الأول) 2013، ويحاكم الآلاف من قيادات وأنصار الجماعة في مقدمتهم مرسي ومرشد عام الجماعة محمد بديع في عدة قضايا بتهم التورط في أحداث عنف، خاصة في الفترة التي أعقبت فض الاعتصامين.
وفي بيان أصدرته وزارة الداخلية أمس، قالت إنها تمكنت من إحباط مخطط إرهابي لزعزعة الاستقرار الداخلي بالبلاد، تزامناً مع ذكرى الفض، بالقبض على 13 قياديا منتميا لجماعة الإخوان في منطقتي 6 أكتوبر (تشرين الأول) بالجيزة والمحمودية بالبحيرة «خططوا لإعادة إحياء نشاط الجماعة لتنفيذ مخطط يعتمد على نشر الشائعات المغلوطة لإثارة المواطنين وحثهم على التظاهر».
وذكر البيان أن «قيادات إخوانية هاربة بالخارج أصدرت تكليفات لعناصرهم من قيادات بالداخل لإعادة إحياء نشاط الجماعة لتنفيذ مخطط يعتمد على نشر شائعات مغلوطة لإثارة المواطنين وحثهم على التظاهر وإحداث حالة من الفوضى مع توفير أوجه الدعم المالي اللازم لتنفيذ ذلك المخطط بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي»، وأنه تم «رصد اعتزام عدد من قيادات الجماعة الهاربة بمحافظتي (سوهاج، البحيرة) عقد لقاءات تنظيمية لوضع آليات تنفيذ هذا المخطط ووسائل تمويله».
في السياق ذاته، أمر النائب العام المصري أمس، بحبس 6 أشخاص، 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معهم في اتهامهم بتشكيل خلية إرهابية على صلة بمهاجم انتحاري يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه بالقرب من كنيسة في محافظة القليوبية المجاورة للقاهرة، يوم السبت الماضي.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.