«مأساة جنوى»: 35 قتيلاً في انهيار جسر معلّق

قُتل ما لا يقل عن 35 شخصاً في انهيار جسر معلق للسيارات في مدينة جنوى (شمال غربي إيطاليا)، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا في الحادث الذي وصفه وزير النقل الإيطالي بأنه «مأساة فادحة».
وتقع جنوى، البالغ عدد سكانها نصف مليون، بين البحر وجبال شمال غربي إيطاليا، وتكثر فيها الجسور العلوية والأنفاق نظراً لوعورة تضاريسها. واستكمل بناء جسر موراندي في عام 1967، وهو يمر من فوق عشرات خطوط السكك الحديدية والمنطقة الصناعية. ويعتبر انهيار جزء كبير من الجسر وسقوطه على خط للسكك الحديدية في المدينة أكثر انهيارات الجسور دموية منذ سنوات في البلد الأوروبي.
وصرح وزير الداخلية ماتيو سالفيني للصحافيين، في كاتانيا في صقلية: «أشكر رجال الإطفاء والإسعاف والمتطوعين، الذين تدخلوا منذ اللحظة الأولى، وما زالوا يحفرون لإنقاذ الأرواح، لكن للأسف فإن نحو 30 شخصاً قد قتلوا، فضلاً عن عدد كبير من الإصابات الخطيرة».
وارتفعت الحصيلة ليلاً لتصل إلى أكثر من 35 قتيلاً. وحدث انهيار الجسر في أثناء خضوعه لعمليات صيانة.
وقال نائب وزير النقل إدواردو ريكسي لتلفزيون «سكاي تي جي 24»: «للأسف، أستطيع أن أؤكد أن 22 شخصاً قد قتلوا، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد». ويقوم عمال الإنقاذ بالبحث بين الأنقاض بعد انهيار الجسر، وقد تحدثوا عن «عشرات الضحايا»، فيما أظهرت صور من الموقع سقوط الحطام فوق خط للسكك الحديدية، وعلقت سيارات وشاحنات بين الأنقاض، كما تضررت مبانٍ مجاورة.
وصرح أنغيلو بوريللي، رئيس جهاز الحماية المدنية التي تدير مناطق الكوارث، للصحافيين في روما بأن 13 شخصاً آخرين جرحوا.
وأظهرت صور جوية انهيار 200 متر من جسر «موراندي» في منطقة صناعية في غرب جنوى. وقالت أجهزة الإطفاء الإيطالية إن الانهيار وقع عند الظهر. وصرح وزير النقل والبنى التحتية الإيطالي، على موقع «تويتر»: «أتابع بخوف كبير ما حدث في جنوى، وما يبدو أنه مأساة فادحة». وقال وزير الداخلية المسؤول عن أجهزة الشرطة والإطفاء: «نحن نتابع الوضع لحظة بلحظة»، وقدم الشكر لأجهزة الطوارئ على استجابتها السريعة.
وقال متحدث باسم جهاز الإطفاء لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجزء المنهار سقط على خط للسكك الحديدية على مسافة مائة متر أسفل الجسر، وإن سيارات وشاحنات سقطت مع الجسر. وذكرت أجهزة الطوارئ على «تويتر»: «رجال الإطفاء يعملون معنا، كما تم إرسال فرق إنقاذ وكلاب بوليسية». ولم يعرف على الفور سبب الكارثة، رغم أن أجهزة الأرصاد الجوية في منطقة ليغوريا، حيث تقع جنوى، أصدرت تحذيراً من عاصفة.
وقالت هيئة الطرق على موقعها إن «أعمال صيانة كانت تجري عند قاعدة الجسر»، مضيفة أنه تم إرسال رافعة إلى الموقع للمساعدة في أعمال الإنقاذ.
وقد هبطت أسهم شركة «أتلانتيا» الإيطالية التي تدير معظم شبكات الطرق الإيطالية، بما فيها جسر السيارات المنهار، في بورصة ميلانو بعد الحادث. وسجلت أسهم الشركة انخفاضاً بنسبة 9.7 في المائة، لتصل إلى 22.48 يورو في منتصف فترة ما بعد الظهيرة.
وفي بيان، أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر عن «تعاطفه العميق، وتعازيه الحارة لعائلات وأصدقاء القتلى، وللشعب الإيطالي».
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على «تويتر»، أن فرنسا «تقف إلى جانب إيطاليا في هذه المأساة، ومستعدة لتقديم كل الدعم الضروري».
ويعتبر حادث الثلاثاء حلقة جديدة من سلسلة انهيارات الجسور في إيطاليا المعرضة للنشاط الزلزالي، التي انعكست حالة الركود الاقتصادي على بنيتها التحتية بشكل عام.