كيف تمنعون تلفازكم من مراقبة ما تشاهدونه؟

تقنية «التعرف الأوتوماتيكي على المحتوى» ترصد اهتمامات المشاهدين

كيف تمنعون تلفازكم من مراقبة ما تشاهدونه؟
TT

كيف تمنعون تلفازكم من مراقبة ما تشاهدونه؟

كيف تمنعون تلفازكم من مراقبة ما تشاهدونه؟

تعمل ملايين أجهزة التلفاز في المنازل الأميركية على تعقّب كلّ ما يشاهده المستهلكون لصالح المعلنين. في حال كان هذا الأمر لا يناسبكم، إليكم كيف تضعون له حداّ.
يعمل تلفازكم غالباً على تعقّب كلّ ما يعرض على شاشته. قد تعتبرون أنّ تعقّب الإعلانات أمر طبيعي جداً عبر الإنترنت في عام 2018، ولكنّ الجزء المتعلّق بالتلفزيونات منه مثير للاهتمام. إذ إنّ هذه الأخيرة لا تتعقّب البرامج التي تعرضها التطبيقات الموجودة في التلفاز فحسب، بل يمكنها أيضاً التعرّف على أي برنامج تشاهدونه، وأي لعبة تشغلونها، أو أي إعلان يظهر على الشاشة عبر أي جهاز تصلونه بالتلفاز.

رصد أوتوماتيكي

هذه التكنولوجيا، التي تعرف باسم «التعرّف الأوتوماتيكي على المحتوى» وعادة ما توفّرها شركة «سامبا تي.في»، مذهلة ومخيفة في وقت واحد. تهدف هذه التقنية إلى توفير إعلانات ذات صلة أقوى باهتماماتكم، وتوصيات مبنية على ما تشاهدونه، ما قد تشعرون أنّه مفيد بالنسبة لكم. ولكن في حال كنتم تفضلون ألا تشاركوا كلّ ما تشاهدونه مع صناع أجهزة التلفزة، يمكنكم أن توقفوا تشغيل هذه الميزة.
أولاً، في حال كنتم لا تستخدمون الميزات الذكية على تلفازكم، يمكنكم أن تمنعوا هذا التعقّب من خلال فصل تلفازكم بكلّ بساطة عن الإنترنت. يمكنكم أن تنزعوا قابس الإيثرنت أو أن تفصلوا الجهاز عن شبكة الواي - فاي في إعدادت التلفاز، كما يقول الخبير التقني الأميركي ويطسون غوردن. ودون اتصال بالإنترنت، لن يستطيع التلفاز إرسال المعلومات لأي كان، ما يعني أن بياناتكم ستبقى في منزلكم. ولكنّ هذا يعني أيضاً أنّ التطبيقات الموجودة في تصميم تلفازكم لن تكون قادرة على عرض أي أفلام أو برامج، أي إنّ هذا الحلّ يعمل فقط إنّ كنتم تحصلون على خدمة البثّ من علبة منفصلة للعرض تتصل بالتلفاز سلكياً.

وقف المتابعة
أمّا في حال كان هذا الخيار غير وارد بالنسبة لكم، يمكنكم أن تستمروا في العرض من تلفازكم وأن توقفوا تشغيل ميزة التعرّف الأوتوماتيكي على المحتوى. قد تختلف التعليمات قليلاً بحسب الإصدار الذي تملكونه من الجهاز، ولكن فيما يلي، ستجدون كيفية حلّ هذا الأمر في أشهر العلامات التجارية:
> تلفزيونات سامسونغ: انسحبوا من خدمات الاطلاع على المعلومات. في حال كنتم تمتلكون تلفازاً ذكياً من سامسونغ، افتحوا لائحة الخيارات الأساسية واتجهوا إلى إعدادات - دعم - شروط وسياسات. أوقفوا تشغيل خياري «خدمات الاطلاع على المعلومات» و«الإعلان المبني على مجالات الاهتمام». (قد تجدون الميزة الأخيرة تحت عنوان «سينك بلاس آند ماركتينغ» في بعض الإصدارات السابقة).
> تلفزيونات إل جي: أطفئوا ميزة «لايف بلاس». بالنسبة لمجموعات تلفزيونات إل جي، اضغطوا على زرّ إعدادات على جهاز تحكّمكم واتجهوا إلى إعدادات - عام - «لايف بلاس» - وأوقفوا تشغيلها. قد تودّون أيضاً إيقاف تشغيل الإعلانات ذات الطابع الشخصي من جميع الإعدادات - عام - حول هذا التلفاز - موافقات المستخدمين من صفحة «عام».
> تلفزيونات سوني: أعيدوا تشغيل الإعداد الأساسي. تعتمد تلفزيونات سوني الذكية الحديثة في تشغيلها على نظام آندرويد تي.في. من غوغل، الذي لا يستطيع أن يصل بسهولة إلى هذا الإعداد. لهذا السبب، ستحتاجون إلى تشغيل معالج الإعداد الخاص بالتلفاز. لهذه الغاية، اذهبوا إلى الشاشة الرئيسية واتجهوا إلى إعدادات - إعداد أساسي. انقروا على المعالج (تفادوا تغيير أمور كإعدادات الشبكة) حتى تصلوا إلى موافقات المستخدم الخاصة بـ«تلفاز سامبا التفاعلي»، وتوقفوا هذا الضبط.
> تعطيل التعقّب الإعلاني على علب البثّ الأخرى. تلفازكم ليس الجهاز الوحيد الذي يتعقّب استخدامكم له. صحيح أنّ علب العرض المستقلّة كـ«روكو» و«آبل تي.في». لا تستخدم ميزة التعرف الأوتوماتيكي على المحتوى، أي الميزة التي تنسخ كلّ ما يعرض على الشاشة، ولكنّها تستخدم ميزات تعقبية أخرى موجودة في تصميمها، تسجّل عادة أي تطبيقات تستخدمون ومتى. في حال كنتم مهتمين بتعزيز خصوصيتكم، قد تودّون إيقاف تشغيل هذه الميزات أيضاً. إليكم أين يمكنكم أن تجدوها:
> روكو: اذهبوا إلى إعدادات - خصوصية - إعلان وتشغيل «وقف تعقّب الإعلانات».
> «أمازون فاير تي.في».: اتجهوا إلى إعدادات - تفضيلات - هوية الإعلان وأوقفوا تشغيل «الإعلانات المبنية على مجالات الاهتمام». يمكنكم أن تجدوا هذه الميزة في إصدارات سابقة من «فاير تي.في». في إعدادات - نظام.
> غوغل كرومكاست: من تطبيق «هوم» على هاتفكم أو جهازكم اللوحي، انقروا على النقاط الثلاث الموجودة في الزاوية لفتح لائحة الخيارات والذهاب إلى «أجهزة». اختاروا «كرومكاست» الخاص بكم، ثمّ اضغطوا على لائحة الخيارات الموجودة في النقاط الثلاث، وانقروا على إعدادات. أزيلوا العلامة الموجودة في مربّع «أرسل بيانات الاستخدام والتقارير الخاصة بجهاز كومكاست إلى غوغل».
> آبل تي.في: اذهبوا إلى إعدادات - خصوصية - منع تعقّب الإعلانات وفعّلوها. في حال كنتم تملكون إصداراً أقلّ حداثة، اتجهوا إلى إعدادات - عام وحوّلوا خيار «إرسال البيانات إلى آبل» إلى لا.
الأكيد أنّه لا توجد طريقة تمكّنكم من الهروب من التعقّب بشكل تام، خاصة في حال كنتم تستخدمون خدمات العرض. ولكن هذه الإعدادات قد تساهم في الحدّ من جمع بعض البيانات، إلّا أنّها لن توقف خدمات العرض نفسها، ما يعني أنّ تطبيقات كـ«نيتفلكس» ستعمل دائماً على مراقبة ما تشاهدونه لتزويدكم بالتوصيات، ولن تستطيعوا فعل شيء حيال هذا الأمر. لهذا السبب، في حال كنتم تريدون خصوصية حقيقية، ستضطرون إلى التخلّي عن خدمات العرض بالكامل...أي إنّه عليكم تحديد أولوياتكم.



كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»
TT

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

كاميرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنبيه «السائق النعسان»

تتطلع المركبات المزودة بأنظمة مساعدة السائق المتقدمة، بشكل متزايد، إلى السائق وليس إلى الطريق فقط... ولسبب وجيه؛ إذ يمكن أن تجعل هذه الأنظمة القيادة أقل أماناً بشكل متناقض، حيث ينخرط السائقون في المزيد من السلوكيات الخطرة خلف عجلة القيادة تحت الاعتقاد الخاطئ بأن المعدات الإلكترونية ستعوضهم عن نقص الحذر.

كاميرا تتبع العينين واليدين

في محاولة لتفادي مثل هذا الاستخدام الخاطئ، استخدمت شركات صناعة السيارات لسنوات أنظمة تعتمد على الكاميرا لمراقبة حركة عين السائق وموقفه وتنفسه وموضع يديه؛ بحثاً عن علامات عدم الانتباه. ثم تُقارن هذه المقاييس بالبيانات الأساسية التي جُمعت أثناء الرحلات مع السائقين الذين كانوا في حالة تأهب كامل وتركيز على الطريق. والهدف هو التأكد من أن السائقين يبدون في حالة تأهب ومستعدين للسيطرة على مهمة القيادة إذا ارتبك عمل مجموعة أجهزة الاستشعار والمحركات الإلكترونية أو أخطأت في تقدير موقف ما.

أما الآن، فتقدم العديد من الشركات التي تستهدف مشغلي أساطيل المركبات التجارية، سيما شركات الشحن لمسافات طويلة، تقنية كاميرات لوحة القيادة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تأخذ مراقبة السائق خطوة متقدمة إلى الأمام.

كاميرات التعلم الآلي

تستخدم كاميرات لوحة القيادة الجديدة هذه التعلم الآلي لالتقاط الإشارات السلوكية الدقيقة التي تعدّ علامات على النعاس. وفي حديث لمجلة «سبيكتروم» الصادرة عن جمعية المهندسين الكهربائيين الأميركيين، يقول إيفان ويلبورن، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي والبيانات في شركة «سامسارا» التي أطلقت مؤخراً حلاً تقنياً خاصاً بها لاكتشاف النعاس: «يواجه سائقو الشاحنات لمسافات طويلة خطراً، خصوصاً في القيادة عند وقوعهم في حالة النعاس؛ لأنهم غالباً ما يعملون لساعات طويلة ويقودون لمسافات طويلة».

تقنية مراقبة السائق التي طوَّرتها شركتا «سامسارا» و«موتيف»، ومقرّها سان فرانسيسكو، وشركة «ناوتو»، ومقرها في «سانيفيل» القريبة، تقدم تنبيهات صوتية في الوقت الفعلي للسائق النعسان؛ ما يمنحه فرصة للراحة لتقليل خطر وقوع حادث بسبب الإرهاق. وتم تكوين كل منها بحيث إذا اكتشفت كاميرا لوحة القيادة أن السائق يستمر في تشغيل السيارة مع إظهار علامات النعاس بعد التنبيه داخل المقصورة، فيمكنها الاتصال مباشرة بمديري الأسطول حتى يتمكنوا من إعلام السائق وتعزيز تدابير السلامة.

رصد علامات النعاس

يتم تدريب كل نظام على التقاط مجموعات مختلفة من العلامات التي تشير إلى أن السائق يشعر بالنعاس. على سبيل المثال، يتتبع الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة «موتيف» التثاؤب وحركة الرأس. يؤدي «التثاؤب المفرط» وموضع الرأس الذي يشير إلى أن السائق صرف نظره عن الطريق لمدة خمس ثوانٍ إلى إطلاق تنبيه.

تتبع ميزة اكتشاف النعاس في شركة «ناوتو»، التي تم إطلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، سلوك السائق الفردي بمرور الوقت، وتتبع التثاؤب وغيرهما من المؤشرات، مثل مدة ومعدل الرمش، وتغيرات وضعية الجسم الكلية للسائق. تم تدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة «ناوتو» بحيث إنه عندما تتراكم علامات النعاس هذه إلى مستوى مرتبط بمخاطر غير مقبولة، يصدر تنبيهاً للسائق.

وتطلق تقنية مراقبة السائق من «سامسارا» تنبيهاً صوتياً للسائق عندما تكتشف مجموعة من أكثر من عشرة أعراض للنعاس، بما في ذلك إغلاق العين لفترة طويلة، وإيماءة الرأس، والتثاؤب، وفرك العينين، والانحناء، وهي علامات تدل على أن السائق يغفو.

تحسين فاعلية أجهزة الكشف

وفقاً لمؤسسة سلامة المرور، فإن 17 في المائة من جميع الحوادث المميتة تحدث بسبب سائق نعسان.

يلاحظ ويلبورن أن الجيل الجديد من أدوات الكشف عن النعاس يعتمد على مقياس «كارولينسكا» للنوم. ويوضح أن: «مقياس (كارولينسكا) للنوم هو مقياس من تسع نقاط لإجراء تقييم بناءً على ما يصل إلى 17 سلوكاً، بما في ذلك التثاؤب، وتشوهات الوجه، والارتعاشات المفاجئة» التي تحدث عندما يستيقظ الشخص فجأة بعد فترة وجيزة من النوم. «يضع مقياس (كارولينسكا) للنوم كل ذلك في الحسبان ويمنحنا وسيلة كمية للتقييم بطريقة شمولية: هل هذا الشخص نعسان؟».

من جهته، يقول ستيفان هيك، الرئيس التنفيذي لشركة «ناوتو»، إن الذكاء الاصطناعي لشركته قد ضُبط للتدخل عند مستوى كارولينسكا 6. «نترك العلامات المبكرة جداً للنعاس؛ لأن الناس يجدونها مزعجة إذا كنت تنبههم كثيراً. عند المستوى 1 أو 2، لن يكون الشخص مدركاً أنه نعسان بعد؛ لذلك ستكون التنبيهات في تلك المستويات مجرد إزعاج. ثم يضيف: «بحلول الوقت الذي يصل فيه نعاسهم إلى المستوى 5 أو 6، فإنهم يبدأون في أن يصبحوا خطرين لأنهم يُظهرون فترات طويلة من عدم الانتباه. وفي تلك المرحلة، يعرفون أنهم غلبهم النعاس؛ لذلك لن يكون التنبيه مفاجئاً لهم».

يؤكد ويلبورن من شركة «سامسارا» أن شركته لديها سبب وجيه للاعتقاد بأن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها قوية وستتجنب الإيجابيات الكاذبة أو السلبيات الكاذبة التي من شأنها الإقلال من فائدة الأداة للسائقين ومشغلي الأساطيل. ويلاحظ أن «الكشف الدقيق لا يكون جيداً إلا بقدر البيانات التي تغذي وتدرب نماذج الذكاء الاصطناعي».

ذكاء اصطناعي مدرَّب

مع وضع ذلك في الحسبان، قام فريق الذكاء الاصطناعي في «سامسارا» بتدريب نموذج تعلم آلي للتنبؤ بدرجة نوم «كارولينسكا» المرتبطة بسلوك السائق باستخدام أكثر من 180 مليار دقيقة من لقطات الفيديو (تصوير 220 مليار ميل مقطوع). جاءت اللقطات من كاميرات لوحة القيادة في أسطول سيارات عملائها.

يتذكر ويلبورن أن أحد التحديات الكبيرة كان اكتشاف حالات السلوك المرتبطة بالنعاس وسط هذا الكم الهائل من البيانات. «إنه أمر نادر نوعاً ما؛ لذلك فإن الحصول على أمثلة كافية لتدريب نموذج كبير يتطلب التعمق في كمية هائلة من البيانات». ويقول إن التحدي نفسه كان إنشاء تسميات لكل هذه البيانات، «ومن خلال العديد من التكرارات، التوصل إلى نموذج متوافق مع التعريف الإكلينيكي للنعاس».

بدأ هذا الجهد في جني ثماره في الوقت القصير منذ أن جعلت «سامسارا» ميزة الكشف عن النعاس متاحة في كاميرات لوحة القيادة الخاصة بها في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي. وفقاً لويلبورن، وجدت «سامسارا» أن التركيز على علامات النعاس المتعددة كان فكرة جيدة بالفعل.

وتم اكتشاف أكثر من ثلاثة أرباع أحداث القيادة أثناء النعاس التي تم تنبيهها إليها بواسطة كاميرات لوحة القيادة منذ ذلك الشهر، من خلال سلوكيات أخرى غير التثاؤب وحده.

بالنسبة للسائقين الذين يشعرون بالقلق من أن إدخال هذه التكنولوجيا ينذر بإخلال أكبر في الخصوصية، تقول الشركة إن ميزة مراقبة السائق الخاصة بها مخصصة للاستخدام الصارم داخل أساطيل المركبات التجارية وأنها ليس لديها نية لطلب اعتمادها على نطاق واسع في المركبات الاستهلاكية.

ربما يكون الأمر كذلك، لكن الكشف عن النعاس أصبح بالفعل من السمات القياسية للسلامة في عدد متزايد من سيارات الركاب.

وتشتمل شركات صناعة السيارات مثل «فورد»، و«هوندا»، و«تويوتا»، و«دايملر - بنز» في تشكيلاتها على مركبات توفر إشارات تنبيه صوتية أو بصرية تشجع السائقين المشتت الانتباه أو النعسانين على أخذ قسط من الراحة.