ساري: أحتاج إلى وقت لتطوير تشيلسي

المدرب الإيطالي يتوقع أن يواجه بعض المشكلات في النصف الأول من الموسم حتى يتكيف اللاعبون على طريقته

بيدرو يختتم ثلاثية تشيلسي في المباراة الافتتاحية أمام هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
بيدرو يختتم ثلاثية تشيلسي في المباراة الافتتاحية أمام هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
TT

ساري: أحتاج إلى وقت لتطوير تشيلسي

بيدرو يختتم ثلاثية تشيلسي في المباراة الافتتاحية أمام هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
بيدرو يختتم ثلاثية تشيلسي في المباراة الافتتاحية أمام هيدرسفيلد (أ.ف.ب)

توقع المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي ماوريسيو ساري أن يواجه فريقه بعض المشكلات في النصف الأول من الموسم حتى يتكيف اللاعبون على طريقة اللعب الجديدة، وقال في تصريحات تلفزيونية: «أتمنى أن يكون النصف الثاني من الموسم جيدا للغاية بالنسبة لنا وأن نتمكن خلاله من جمع عدد كبير من النقاط. وأتوقع أن نواجه بعض المشكلات في النصف الأول من الموسم».
وفي الحقيقة، سيكون من الظلم أن نتوقع أن ساري سيقود تشيلسي للمنافسة على اللقب بقوة منذ اليوم الأول لتوليه قيادة الفريق، خاصة في ضوء الظروف التي واجهها النادي قبل بداية الموسم الجديد. وعندما سئل عما يعنيه بالضبط بالمشكلات التي ستواجه الفريق، رد المدير الفني الإيطالي قائلا: «فيما يتعلق بالنتائج. ربما لن يكون الأداء في النصف الأول من الموسم متوافقاً مع إمكانات الفريق. قد يحدث ذلك».
وبعد صيف صعب للغاية على النادي بسبب المشكلات الكبيرة بين مجلس إدارة النادي والمدير الفني السابق أنطونيو كونتي، جاء تعيين ساري ليضفي حالة من الهدوء على النادي ويعطي انطباعا مبكرا بأن المدير الفني الجديد سيترك بصمة سريعة على أداء الفريق. وبدأ ساري مهمته في الموسم الجديد بمواجهة هيدرسفيلد تاون والتي حقق فيها فريقه الفوز بثلاثية نظيفة، لكن كان من الواضح أن لاعبي «البلوز» ما زالوا في طور التأقلم مع متطلبات الطريقة التي يود ساري تطبيقها.
وهناك شعور في تشيلسي بأن المشكلات الكثيرة التي واجهها الفريق قبل بداية الموسم بسبب الخلافات العلنية والواضحة مع المدير الفني السابق أنطونيو كونتي سوف تؤثر على أداء الفريق في الموسم الجديد، وبالتالي يتعين على ساري أن يعمل جاهدا على محو آثار ما حدث من ناحية، وأن يعمل من ناحية أخرى على تغيير طريقة اللعب التي كانت تعتمد على النواحي الدفاعية في المقام الأول إلى طريقة هجومية وممتعة بالشكل الذي كان يلعب به مع ناديه السابق نابولي الإيطالي.
لكن الشيء المؤكد هو أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت ولن يحدث بين عشية وضحاها. وأشار ساري إلى أن مجلس إدارة تشيلسي يعي هذا الأمر جيدا، وقال: «إنهم يعرفون ذلك. إنهم يعرفون ذلك جيدا»، وقد عاد خمسة من أفضل لاعبي الفريق، بعد أن شاركوا جميعا في الأسبوع الأخير من نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، إلى تدريبات الفريق وبدأوا التدريب تحت قيادة ساري من أجل التكيف على متطلبات طريقة اللعب الجديدة.
وشارك نغولو كانتي في التشكيلة الأساسية للفريق أمام هيدرسفيلد تاون وأحرز هدفا جميلا، كما شهدت المباراة مشاركة حارس المرمى كيبا المنضم حديثا للبلوز في صفقة قياسية كأغلى حارس مرمى في العالم. وكان حارس المرمى المخضرم تيبو كورتوا قد تغيب عن التدريبات خلال النصف الأول من الأسبوع الحالي دون الحصول على أذن لكي يجبر النادي على بيعه لنادي ريال مدريد الإسباني، وهو ما حدث بالفعل.
وقال ساري عن كيبا الذي انضم للفريق يوم الأربعاء الماضي وشارك في أول مباراة لفريقه يوم السبت: «إنه صغير جداً فهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، لذلك آمل أن يتحسن سريعا، لكنه في الوقت الحالي ليس بمستوى كورتوا». ولا يزال المدير الفني الإيطالي يحصل على دورة تدريبية مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لتعلم اللغة الإنجليزية، رغم أنه يتحدث بها بصورة جيدة إلى حد ما، وسوف ينتقل إلى منزله الجديد في نهاية الشهر الحالي.
وقضى ساري بعض الوقت مع لاعبي فريقه قبل الأسبوع الماضي في كل من أستراليا وفرنسا وآيرلندا في إطار الاستعدادات التي كانت قد تحددت بالفعل حتى قبل إنهاء عقده مع نابولي والانتقال لتولي قيادة تشيلسي. وفي نابولي، كان ساري يخطط للإعداد للموسم الجديد عن طريق الانخراط في معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أسابيع. وتشير تقارير إلى أن ساري قد عقد محادثات بالفعل مع إدارة التسويق بالنادي ومجلس الإدارة من أجل مناقشة كيفية استعدادات الفريق خلال الصيف المقبل من أجل أن تسير الأمور بسلاسة أكبر.
ويقول ساري عن ذلك: «سوف أغير طريقة الاستعداد للموسم الجديد تماما، لو استطعت ذلك. لقد وصلت للنادي في منتصف يوليو (تموز)، لذلك كانت المشكلة موجودة بالفعل. أنا أتقبل ما حدث، لكن بالنسبة للمستقبل سيكون من الأفضل تغيير طريقة استعدادات الفريق للموسم الجديد. لكن برنامجي المثالي للاستعداد للموسم الجديد لا يتماشى تماما مع برنامج النادي، لذلك يتعين علينا التوصل إلى حل وسط». ويجب أن يتحقق ذلك في نهاية المطاف، كما يجب أن يتكيف اللاعبون على تغيير طريقة اللعب من 3 - 4 - 3 إلى 4 - 3 - 3 في ظل وجود اللاعب الإيطالي صاحب الأصول البرازيلية جورجينيو في منتصف الملعب من أجل التحكم في إيقاع المباراة، وهو الدور الذي قام به من قبل مع ساري في نادي نابولي.
ومن المؤكد أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتعود اللاعبون على طريقة اللعب الجديدة وعلى تغيير مراكزهم داخل الملعب مع عودة الفريق للعب بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، وقيام نغولو كانتي، الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 2018 بروسيا، بدور هجومي أكبر في خط الوسط. ولعب كانتي إلى جوار جورجينيو لأول مرة في المباراة الودية الثلاثاء الماضي والتي انتهت بالتعادل السلبي أمام ليون الفرنسي قبل أن يلعب بجواره مرة أخرى في أول مباراة للفريق في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز أمام هيدرسفيلد تاون التي انتهت بفوز البلوز بثلاثية نظيفة كان أحدها من توقيع كانتي.
يقول اللاعب الفرنسي عن ذلك: «لقد حاول في التدريبات أن يشرح لي كيف نلعب سويا، لكنني سأفهم المزيد في غضون أسابيع قليلة بعد المشاركة في مزيد من التدريبات والمباريات. سوف يستغرق الأمر بعض الوقت، لكني سأقوم بواجبات هجومية بشكل أكبر مما كان عليه الأمر الموسم الماضي. لكني كنت معتادا على القيام بهذه الواجبات مع فريقي القديم كاين الفرنسي، وكنت أحب القيام بذلك».
وعندما سئل ساري عن المدة الزمنية اللازمة لكي يعتاد الفريق على اللعب بطريقته الجديدة، رد قائلا: «يجب الانتظار بضعة أشهر. وفي الوقت الحالي، سوف تجد اللاعبين يفكرون كثيرا فيما يتعين عليهم القيام به، وبالتالي فإن الكرة لن تتحرك بالسرعة المطلوبة. لكن يتعين علي أن أتأقلم مع صفات ومميزات اللاعبين، وليس العكس».
وعندما سُئل ساري عن الكيفية التي سيختار بها الطريقة المناسبة للفريق، رد قائلا: «في نابولي كنا نلعب بسرعة كبيرة وننقل الكرة إلى الأمام وإلى الخلف بشكل مستمر وبسرعة هائلة مع المهاجمين، وبالتالي كان هذا الأمر ممتعا لجمهور النادي وكان يساعدنا على تحقيق نتائج إيجابية. لقد حققنا رقما قياسيا للنادي من حيث عدد النقاط في الموسم الأول ثم في الموسم الثاني وبعد ذلك في الموسم الثالث. وفي 23 بطولة من بطولات الدوري الإيطالي الممتاز في آخر 25 موسما، كان الوصول للنقطة 91 يعني التتويج بلقب الدوري في نهاية المطاف، لكن لم يحالفنا الحظ ولم نحصل على اللقب رغم وصولنا لهذا العدد من النقاط».
وسيكون إحراز الأهداف هو التحدي الأكبر لساري مع تشيلسي، خاصة وأن الفريق كان صاحب أقل عدد من الأهداف بين الأندية الستة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. وقد أظهرت النتائج التي حققها الفريق خلال الاستعداد للموسم الجديد أن الفريق بحاجة ماسة إلى اللعب بسرعة إذا كان يريد أن يكون فعالا في النواحي الهجومية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».