137 نازحاً سورياً من شبعا والبقاع غادروا لبنان... وباسيل لبحث خطة العودة في موسكو

نازحون سوريون في شبعا (جنوب لبنان) ينتظرون الإجلاء إلى سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون سوريون في شبعا (جنوب لبنان) ينتظرون الإجلاء إلى سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

137 نازحاً سورياً من شبعا والبقاع غادروا لبنان... وباسيل لبحث خطة العودة في موسكو

نازحون سوريون في شبعا (جنوب لبنان) ينتظرون الإجلاء إلى سوريا أمس (أ.ف.ب)
نازحون سوريون في شبعا (جنوب لبنان) ينتظرون الإجلاء إلى سوريا أمس (أ.ف.ب)

غادرت يوم أمس دفعة جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا، في وقت يبحث فيه جورج شعبان، مستشار الشؤون الروسية لدى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في موسكو، الخطة الروسية لعودة النازحين، وهي التي ستكون محور زيارة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى روسيا أيضاً، الأسبوع المقبل.
وقال مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية لوكالة «سبوتنيك» الروسية إن «الوزير باسيل سيقوم بزيارة لموسكو في العشرين من الشهر الحالي، حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف».
ومن المتوقع، بحسب المصدر، أن تتمحور المحادثات بين باسيل ولافروف حول المبادرة التي طرحتها روسيا الشهر الماضي، بشأن تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وبدء الخطوات العملية في هذا الإطار، من خلال تشكيل مراكز لوجيستية مشتركة مع دول الجوار، ومن بينها لبنان.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، قد قام بزيارة للبنان، على رأس وفد دبلوماسي وعسكري روسي، التقى خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين لشرح تفاصيل المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين السوريين، وسبل التنسيق المشترك مع الدول المعنية بهذا الملف.
وأمس، أعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان لها، أنه «وفي إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت المديرية العامة للأمن العام، اعتباراً من صباح اليوم (أمس)، وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحضور مندوبيها، بتأمين العودة الطوعية لـ137 نازحاً سورياً من منطقتي شبعا والبقاع الأوسط، عبر مركز المصنع الحدودي باتجاه الأراضي السورية».
وقد واكبت دوريات من المديرية العامة للأمن العام «النازحين الذين انطلقوا بواسطة باصات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية، اعتباراً من منطقة شبعا والبقاع الأوسط، عبر معبر مركز المصنع، حتى نقطة جديدة يابوس الحدودية».
ومن جهة أخرى، أفاد التلفزيون السوري، ظهراً، بأنه «تم إنجاز جميع الترتيبات في نقطة جديدة يابوس الحدودية لاستقبال مئات المهجرين العائدين من لبنان إلى منازلهم في ريف دمشق»، وأضاف أن «سبع حافلات دخلت عبر ممر جديدة يابوس إلى نقطة المصنع»، مشيراً إلى أن العودة ستتم أيضاً عبر معبر الزهراني، إضافة إلى معبر جديدة يابوس.
وصباحاً، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن 8 حافلات سورية وصلت إلى بلدة شبعا لنقل النازحين من شبعا وقرى العرقوب والبقاع الغربي إلى قراهم في الجانب السوري، وعملت على نقل النازحين الذين شكروا قبيل صعودهم الحافلات أهالي قرى العرقوب على استضافتهم طوال هذه الفترة، والقوى الأمنية اللبنانية والأمن العام على اهتمامهم وحرصهم على عودتهم إلى قراهم.
ومنذ أشهر، يسجّل بين فترة وأخرى عودة مئات النازحين السوريين على دفعات، برعاية الأمن العام الذي قال مديره العام، عباس إبراهيم، إنه من الصعب إحصاء كل أعداد اللاجئين السوريين الذين يغادرون، أو غادروا، لبنان، خصوصاً أن بعضهم يختار العودة بطريقة فردية، مشيراً في حديث له لـ«مجلة الأمن العام»، الأسبوع الماضي، إلى أن «حركة العبور اليومية على الحدود، من وإلى سوريا، لا تسمح بمثل هذا الإحصاء الدقيق، وما أستطيع قوله أننا نظمنا إلى اليوم عودة ما يقارب 5 آلاف منهم».
وقد خصّص الأمن العام، منذ السابع من شهر أغسطس (آب) الحالي، 17 مركزاً لاستقبال طلبات النازحين الراغبين في العودة الطوعية إلى وطنهم على الأراضي اللبنانية، على أن يُصار إلى تسوية أوضاع المغادرين مجاناً فور مغادرتهم، بحسب ما سبق له أن أعلن.
وعبّر إبراهيم عن اعتقاده أن عدد النازحين الموجودين في لبنان يقارب مليون و40 ألفاً، مرجحاً أن يكون عدد كبير منهم قد غادر لبنان، وقصدوا دولاً أخرى، أو رجعوا إلى سوريا، موضحاً: «في الحالين، هناك عدد كبير لا يستهان به. وما أعتقده أن رحلات العودة للنازحين إلى سوريا بدأت وبطريقة جدية جداً».
ولفت في هذا الإطار إلى أن المبادرة الروسية بشأن عودة النازحين السوريين إلى ديارهم باتت «في طور الترجمة العملية»، مؤكداً أن هذه العودة لا بد أن تمرّ عبر الأمن العام، ومن خلال التنسيق مع السلطات السورية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.