فريق تقييم الحوادث يفنّد 5 ادعاءات للحوثيين ضد قوات التحالف

جانب من المؤتمر الصحافي للفريق المشترك لتقييم الحوادث أمس (تصوير: بشير صالح)
جانب من المؤتمر الصحافي للفريق المشترك لتقييم الحوادث أمس (تصوير: بشير صالح)
TT

فريق تقييم الحوادث يفنّد 5 ادعاءات للحوثيين ضد قوات التحالف

جانب من المؤتمر الصحافي للفريق المشترك لتقييم الحوادث أمس (تصوير: بشير صالح)
جانب من المؤتمر الصحافي للفريق المشترك لتقييم الحوادث أمس (تصوير: بشير صالح)

فنّد الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، أمس، 5 ادعاءات ضد قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، روجت لها منظمة العفو الدولية ومنسق الشؤون الإنسانية الصادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في بياناتها الدولية، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد الفريق لتقديم الحقائق كاملة المتعلقة بحادثة صعدة الأخيرة، حال اكتمال المعلومات، وانتهاء التحقيقات، بكل شفافية وحيادية ونزاهة.
وأوضح منصور المنصور، المستشار بالفريق المشترك لتقييم الحوادث، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض، نتائج التحقيقات التي أجريت حول 5 أحداث، للتحقق من بعض الادعاءات حولها وخرجت بها بيانات تلاها بالمؤتمر.
وفيما يتعلق بشأن ما ورد في تقرير فريق الخبراء المعني باليمن المتضمن إصابة (منزل مدني) بغارة جوية للتحالف بتاريخ 25 مايو (أيار) 2016 في قرية محله بمحافظة لحج، بأنه نتج عنه تدمير المنزل ومقتل 6 أشخاص وجرح 4 آخرين، أكد المنصور، الفريق المشترك لتقييم الحوادث تحقق من وقوع الحادثة وتبين أن تقرير فريق الخبراء لم يكن صحيحاً البتة.
وقال المنصور: «بعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك، وجدول حصر المهام اليومي، وتقارير ما بعد المهمة، والصور الفضائية، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة، وتقييم الأدلة، تبيّن للفريق المشترك أنه بناء على معلومات استخباراتية من الداخل اليمني تفيد بوجود تجمع لقيادات من ميليشيا الحوثي المسلحة بداخل مبنى محدد».
وبناء على ذلك وفق المنصور، سقطت الحماية القانونية للأعيان المدنية (المبنى) لمساهمته الفعالة في الأعمال العسكرية، وهو ما يعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً عالي القيمة ويحقق استهدافه ميزة عسكرية عليه، وفي صباح الأربعاء 25 مايو (أيار) 2016 نفذت قوات التحالف مهمة جوية على (المبنى مكان التجمع) في قرية محله بمحافظة لحج، كما أوضحت تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة عدم وجود مدنيين في الموقع.
وأكد المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث، توصل إلى سلامة الإجراءات المتبعة من قوات التحالف الجوية في استهداف «المبنى»، بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مكذباً في الوقت نفسه ما ورد في الرسالة الإلكترونية لمنسق فريق الخبراء المعني باليمن والمتضمنة أن غارة جوية قصفت رصيف ميناء الحديدة بتاريخ 27 مايو 2018، بمحافظة الحديدة، حيث كانت ترسو 7 سفن تجارية بمراقبة الأمم المتحدة.
ووفق المنصور، تبيَّن للفريق المشترك بناء على معلومات استخباراتية، أن ميليشيا الحوثي المسلحة وبتخطيط ورعاية خبراء أجانب قامت بتجهيز عدد 3 زوارق مفخخة لاستهداف السفن في الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر، عليه، فنفذت قوات التحالف مهمة على الهدف عبارة عن عدد 3 زوارق مفخخة متوقفة على مرفأ السفن بميناء الحديدة أصابت الهدف، وهو ما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وفنّد المنصور، ما ورد بشأن سوق شعبية بمنطقة الحيمة بمحافظة تعز في البيان الصادر من منسق الشؤون الإنسانية باليمن المتضمن، بأن غارات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 54 مدنياً من بينهم 8 أطفال، حيث تبيّن أنه نفذت مهمة جوية بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2017، على هدف عبارة عن تجمعات وعربات لعناصر ميليشيا الحوثي المسلحة، توجَد في مثلث لمفترق طرق بين قرى منطقة الحيمة غرب قرية شعب المليح بمحافظة تعز، وتشكل تهديداً بالمنطقة، وفقا للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
وأوضح أنه بشأن منزل في منطقة وادي المغسل، بمحافظة صعدة، تبيّن بناء على معلومات استخباراتية تفيد بوجود أحد القادة الحوثيين بالإضافة إلى تخزين أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة داخل أحد المباني وملاحقه، وبناءً على ذلك سقطت الحماية القانونية للأعيان المدنية (مبنى وملاحقه) لاستخدامه في المساهمة الفعالة في الأعمال العسكرية وهو ما يعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً عالي القيمة ويحقق استهدافه ميزة عسكرية.
وبشأن الادعاء بأن غارة جوية ضربت مركبة في مأرب، بتاريخ 16 سبتمبر (أيلول) 2017، وقتلت 12 شخصاً، تبيّن استهداف عربة أثناء الاشتباك مع عناصر من ميليشيا الحوثي المسلحة في منطقة عمليات معادية بمحافظة مأرب فنفذت غارة جوية على عربة مسلحة، توجَد على طريق غير معبَّد على قمة جبل بالقرب من قرية شجاع بمنطقة حريب القراميش بالمحافظة بمنطقة خالية من السكان والمباني، وتبعد مسافة 80 كلم غرب المدينة.
وفيما يتعلق بشأن منزل في منطقة وادي المغسل، بمحافظة صعدة، فنّد المنصور تقرير منظمة العفو الدولية بتاريخ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، مبيناً أنه وبناء على معلومات استخباراتية تفيد بوجود أحد القادة الحوثيين بالإضافة إلى تخزين أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة داخل أحد المباني وملاحقه، وبناءً على ذلك سقطت الحماية القانونية للأعيان المدنية «مبنى وملاحقه»، لاستخدامه في المساهمة الفعالة في الأعمال العسكرية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.