تل أبيب تشن حملة ضد مشروع فلسطيني لتجميد عضويتها في الأمم المتحدة

تحذير المنظمة الدولية من العداء للدولة العبرية

TT

تل أبيب تشن حملة ضد مشروع فلسطيني لتجميد عضويتها في الأمم المتحدة

تشهد وزارة الخارجية الإسرائيلية وبعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة، نشاطات محمومة لمواجهة وإحباط مبادرة فلسطينية تهدف إلى طرد إسرائيل أو تعليق عضويتها كدولة عضو بالأمم المتحدة من جهة وللتحريض على الأمم المتحدة وتهديد قادتها من «سياسة العداء لإسرائيل»، حسب زعم أوساط فيها.
ويشارك في هذه الجهود معهد «أبا إيبان» للبحوث السياسية في واشنطن الذي يقوده المدير العام الأسبق للخارجية الإسرائيلية رون برسوور، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة.
وكانت أوساط فلسطينية كشفت أن بعثتها في الأمم المتحدة بقيادة السفير رياض منصور، وعلى خلفية تشريع «قانون القومية اليهودية» العنصري في إسرائيل، بادرت إلى بحث فكرة معاقبة إسرائيل على عنصريتها بالطريقة التي تمت فيها معاقبة نظام الفصل العنصري (الأبرتايد) في جنوب أفريقيا. وحسب مصدر فلسطيني فإن القانون الذي ينص على أن «دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي»، وأن «حق تقرير المصير في فلسطين يقتصر على اليهود وحدهم». وما يتبع ذلك من سياسة فصل عنصري حقيقية على الأرض لصالح المستوطنين اليهود وضد الفلسطينيين، كلها جرائم دولية تتناقض مع القانون الدولي وتدل على أن إسرائيل تنشط بشكل يتنافى وقرارات مجلس الأمن وتعمل ضد ميثاق الأمم المتحدة، وأن «قانون القومية» يشجع على تكريس الفصل العنصري.
وأوضحت المصادر أن الخطوات التي اتخذت ضد جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، هي التي تسببت بتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، ولم تكن لسنوات كثيرة جزءا من المنظمة. ولكنها أكدت في الوقت ذاته، أنه من أجل تعليق عضوية إسرائيل بشكل مؤقت أو طردها وإبعادها نهائيا من الأمم المتحدة، يحتاج الفلسطينيون إلى موافقة ثلثي الأصوات في الجمعية العامة و9 أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمون، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. وإذا تمكن الفلسطينيون من إحراز أكثرية في التصويت في الجمعية العامة، فإن فرصهم في الحصول على موافقة جميع أعضاء مجلس الأمن مستحيلة، حيث سيتم فرض «الفيتو» الأميركي على القرار.
لكن على الرغم من ذلك، فإن لدى السلطة الفلسطينية، فرصة جيدة لإصدار القرار في الجمعية العامة، وسيكون نصرا دبلوماسيا غير مسبوق للفلسطينيين. ولذلك يعمل سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، بالتنسيق مع السفيرة الأميركية نيكي هيلي، وبلدان أخرى لإحباط المبادرة الفلسطينية.
وبموازاة ذلك، يدير معهد «أبا إيبان» حملة إسرائيلية في الولايات المتحدة تدعو الأميركيين للخروج بجماهيرهم ضد الأمم المتحدة لأنها تهدر أموالهم على أمور تافهة تتناقض مع مصالح أميركا وحلفائها. ومن ضمن ما ورد في هذه الحملة، التي انطلقت أمس (الأحد) عشية انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة، فإن «نحو 9 مليارات دولار تدفعها الولايات المتحدة سنويا لـ6 مؤسسات دولية تابعة للأمم المتحدة ولكنها في الواقع تصب في نشاطات تنتهي بتشجيع الإرهاب».
ويورد هذه المعهد، في حملته، أبحاثا تدل على أن الأموال التي تصل إلى الأمم المتحدة لا تصرف بشكل شفاف وتوزيعها يتم بلا مراقبة رصينة. وعلى سبيل المثال يقول إن منظمة «الوكالة الاقتصادية الاجتماعية لدول غرب آسيا» تصرف مبلغ 2.3 مليار دولار، عشرها ممول من الولايات المتحدة. وتتألف هذه الوكالة من 18 شخصا جميعهم من الدول العربية.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.