الشعر الصحي في الغذاء الصحيح

البروتينات والمعادن والفيتامينات أساسه

الشعر الصحي في الغذاء الصحيح
TT

الشعر الصحي في الغذاء الصحيح

الشعر الصحي في الغذاء الصحيح

يقال إن الشعر عنوان جمال المرأة خصوصاً الشعر الطويل الذي يرغبه الكثير من النساء، لكن الاهتمام التاريخي بالشعر لم يعد حكراً على النساء هذه الأيام إذ بدأ الرجال بالاهتمام به بعد انتشار شتى أنواع البضائع والشامبو التي تحميه وتساعد على تقويته وتمنع تساقطه مع تقدم العمر وتجعله أكثر نضارة ولمعاناً.
هناك عناصر أساسية لا بد من تناولها للتمتع بشعر قوي ولامع وصحي أهمها البروتينات والمعادن والفيتامينات.

البروتين
لأن الشعر يتكون من البروتين فيُنصح الفرد الذي يريد شعراً قوياً عادةً أن يتناول ما يكفي من الأطعمة التي تحتوي على البروتينات مثل السمك والألبان والأجبان والبيض والبقوليات وبالأخص الحمص والفاصوليا والمكسرات.
ويؤكد خبراء التغذية أن النقص في البروتينات يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر وإضعافه وتقصفه والأسوأ من ذلك الحد من نموه.
باختصار يؤكد خبراء التغذية أن اللبن والبيض يساعدان على نمو الشعر، لغناهما بالبروتين وفيتاميني بي وبي - 5 اللذين يساعدان على تدفق الدم الضروري إلى فروة الرأس.
وفي هذا الإطار يُنصح البعض بإضافة القرفة إلى الطعام لأنها تحفز الدورة الدموية وتنشطها، مما يساعد على تدفق طبيعي للدم وتغذية بصيلات الشعر بالأكسجين والمواد الجيدة.

المعادن
وعلى رأس المعادن المهمة للشعر، الحديد، لأن النقص فيه يؤدي عادةً إلى تساقط الشعر. فعادة ما يصل الحديد إلى بصيلات الشعر عبر إمدادات الدم الغنية به فيمنع تساقط الشعر. وهناك بالطبع الكثير من المواد التي تحتوي على الحديد مثل اللحوم الحمراء والدجاج والخضار والحبوب مثل السبانخ والسلق والكرنب والعدس وغيره.
ومن شأن الخضر الورقية الداكنة والسبانخ والكرنب الغنيين بالحديد والفولات وفيتامين «أ» المساعدة على منع جفاف الشعر وإبقاؤه رطباً وصحياً.
وعلى الأرجح فإن السبانخ من أهم الأطعمة التي تدعم الشعر لأنها تحتوي على الكثير من المواد المهمة للشعر الصحي وعلى رأسها فيتامينات سي وبي وإيه والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والماغنيسيوم وأوميغا - 3.
ومن المعادن المهمة للشعر أيضاً الزنك المضاد للأكسدة والذي تساعد خصائصه على نمو الشعر «لأنها تساعد على الحفاظ على الغدد الدهنية في فروة الرأس بمستوى صحي». ومن شأن النقص في الزنك أن يؤدي إلى تساقط الشعر.
ومن المواد المهمة التي تحتوي على كمية جيدة من الزنك هي حبوب القرع واللبن والكاجو واللحم والصدف البحري والبقوليات والمكسرات والجبنة والشوكولاتة الداكنة والحمص والكوكا والفطر ولحم الدجاج والسمسم والأفوكادو والفاكهة بشكل عام وخصوصاً الرمان والمحار والثوم والقريدس، وغيرها.

فيتامين سي
ويقول خبراء التغذية إن فيتامين سي يساعد على امتصاص الحديد في الجسم وإنه عنصر أساسي من عناصر إنتاج الكولاجين الذي يعد أحد أهم البروتينات الأساسية لأنسجة الجسم، إذ يساعد الكولاجين على الحد من الشيب لأنه «يدعم البنية التحتية لبصيلة الشعر»، ويضيف موقع «موضوع» في هذا المضمار، أن الكولاجين «يمنح الشعر نعومةً ولمعاناً ويُظهره بشكل صحي جميل؛ حيث يعالج الكولاجين الخشونة في الشعر، ويُعالج الشعر المتقصّف والتالف؛ حيث يقوّي فروة الرأس وبصيلات الشعر، وذلك يؤثر بشكلٍ جيّد على مظهر الشعر الخارجي»، وينوّه إلى أنه يجب أن يُستخدم من قبل خبير في الشعر للحصول على نتائج مُرضية، وعدم التعرّض لأي ضرر من أضرار الكولاجين المُصنّع.
ويقال أيضاً إن الجوافة الغنية بفيتامين سي تساعد على تقوية الشعر الهش، ويُنصح بشكل عام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي مثل الكريز والبطاطا الحلوة والتوت والحمضيات خصوصاً البرتقال والحامض بالإضافة إلى البابايا.

فيتامين «أ»
يؤكد الخبراء أن الأطعمة الغنية بفيتامين «أ» تساعد على إنتاج مادة اسمها سيبوم، وهذه المادة تسهم في الاحتفاظ بخصلات شعر نضرة ولامعة، ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «أ» السبانخ والكرنب والجزر والخس والمشمش والبطاطا الحلوة بشكل خاص. كما أن سيبوم من المواد المهمة جداً لفروة الرأس الصحية. ولهذا ينصح الأطباء في هذا الخصوص بتناول الخضر البرتقالية -صفراء اللون التي تحتوي على مادة البيتا كاروتين التي يحولها الجسم إلى فيتامين أ.

فيتامين «إي»
يعد هذا الفيتامين المضاد للأكسدة من أهم الفيتامينات في عالمي العناية بالشعر والبشرة. وكما هو معروف فإنه يساعد في بناء وإصلاح أنسجة الشعر وحماية الشعر من أضرار أشعة الشمس.
ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على فيتامين «إي» هي الجوز واللوز والبندق والصنوبر والأفوكادو والسبانخ وزيت الزيتون وبذور دوار الشمس والخردل والبروكلي والبقدونس وفاكهة البابايا والزيتون.

بيوتين (فيتامين بي 7)
من المعروف أن البيوتين مسؤول عن نمو الشعر وزيادة حجمه، ولذا يؤدي نقصه عند الأفراد إلى تنحيف الشعر وتغيير لونه، ولهذا يستخدم كثيراً في صناعة شتى أنواع الشامبو لدعم الشعر وتقويته.
ومن الأطعمة الغنية بالبيوتين الخميرة وفاصوليا الصويا وصفار البيض والقمح والكبد والتوت البري والجوز والعدس الذي يعد مصدراً مهماً للبيوتين والزنك.

أوميغا - 3
ومن أهم العناصر التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا - 3 المضادة للالتهابات، السمك وخصوصاً سمك السلمون، ولهذا يعد السلمون الجواب الشافي للباحثين عن شعر لامع وكثيف. ويؤكد الخبراء أن علامات نقص أوميغا - 3 عند الأفراد هو جفاف فروة الرأس والشعر البليد والممل.
بالإضافة إلى سمك السلمون يُنصح أيضاً بتناول سمك الاسقمري أو الـ«ماكيريل» الغني بالزيوت وأوميغا - 3.



الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
TT

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك، وفي كل الأحوال البصل الأخضر أو الناشف المشطور حلقات ضيف مائدتك، إن راق لك ذلك.

فطبق الفول «حدوتة» مصرية، تُروى كل صباح بملايين التفاصيل المختلفة، لكي يلبي شهية محبيه لبدء يومهم. فقد يختلف طعمه وفق طريقة الإعداد من «قِدرة» إلى أخرى، وطريقة تقديمه حسب نوعيات الزيت والتوابل، إلا أن كلمة النهاية واحدة: «فول مدمس... تعالى وغمس».

"عربة الفول" تقدم الطبق الشعبي بأصنافه التقليدية (تصوير: الشرق الأوسط)

سواء قصدت «عربة فول» في أحد الأحياء أو اتجهت إلى مطاعم المأكولات الشعبية، ستجد طبق الفول في انتظارك، يستقبلك بنكهاته المتعددة، التي تجذبك لـ«تغميسه»، فالخيارات التي يتيحها ذلك الطبق الشعبي لعشاقه عديدة.

من ناحية الشكل، هناك من يفضلون حبة الفول «صحيحة»، وآخرون يرغبونها مهروسة.

أما عن ناحية المذاق، فيمكن تصنيف أطباق الفول وفق الإضافات والنكهات إلى العديد من الأنواع، ولعل الفول بالطحينة أو بالليمون، هما أكثر الإضافات المحببة لكثيرين، سواء عند إعداده منزلياً أو خارجياً. أما عن التوابل، فهناك من يفضل الفول بالكمون أو الشطة، التي تضاف إلى الملح والفلفل بوصفها مكونات رئيسية في تحضيره. بينما تأتي إضافات الخضراوات لكي تعطي تفضيلات أخرى، مثل البصل والفلفل الأخضر والطماطم.

طبق الفول يختلف مذاقه وفق طريقة الإعداد وطريقة التقديم (مطعم سعد الحرامي)

«حلو أم حار»؟، هو السؤال الأول الذي يوجهه جمعة محمد، صاحب إحدى عربات الفول الشهيرة بشارع قصر العيني بالقاهرة، للمترددين عليه، في إشارة إلى نوعَيْه الأشهر وفق طريقتي تقديمه التقليديتين، فطبق فول بالزيت الحلو يعني إضافة زيت الذرة التقليدي عند تقديمه، أما «الحار» فهو زيت بذور الكتان.

يقول جمعة لـ«الشرق الأوسط»: «الحار والحلو هما أصل الفول في مصر، ثم يأتي في المرتبة الثانية الفول بزيت الزيتون، وبالزبدة، وهي الأنواع الأربعة التي أقدمها وتقدمها أيضاً أي عربة أخرى»، مبيناً أن ما يجعل طبق الفول يجتذب الزبائن ليس فقط نوعه، بل أيضاً «يد البائع» الذي يمتلك سر المهنة، في ضبط ما يعرف بـ«التحويجة» أو «التحبيشة» التي تضاف إلى طبق الفول.

طاجن فول بالسجق (مطعم سعد الحرامي)

وبينما يُلبي البائع الخمسيني طلبات زبائنه المتزاحمين أمام عربته الخشبية، التي كتب عليها عبارة ساخرة تقول: «إن خلص الفول أنا مش مسؤول»، يشير إلى أنه مؤخراً انتشرت أنواع أخرى تقدمها مطاعم الفول استجابة للأذواق المختلفة، وأبرزها الفول بالسجق، وبالبسطرمة، وأخيراً بالزبادي.

كما يشير إلى الفول الإسكندراني الذي تشتهر به الإسكندرية والمحافظات الساحلية المصرية، حيث يعدّ بخلطة خاصة تتكون من مجموعة من البهارات والخضراوات، مثل البصل والطماطم والثوم والفلفل الألوان، التي تقطع إلى قطع صغيرة وتشوح وتضاف إلى الفول.

الفول يحتفظ بمذاقه الأصلي بلمسات مبتكرة (المصدر: هيئة تنمية الصادرات)

ويلفت جمعة إلى أن طبق الفول التقليدي شهد ابتكارات عديدة مؤخراً، في محاولة لجذب الزبائن، ومعه تعددت أنواعه بتنويع الإضافات والمكونات غير التقليدية.

بترك عربة الفول وما تقدمه من أنواع تقليدية، وبالانتقال إلى وسط القاهرة، فنحن أمام أشهر بائع فول في مصر، أو مطعم «سعد الحرامي»، الذي يقصده المشاهير والمثقفون والزوار الأجانب والسائحون من كل الأنحاء، لتذوق الفول والمأكولات الشعبية المصرية لديه، التي تحتفظ بمذاقها التقليدي الأصلي بلمسة مبتكرة، يشتهر بها المطعم.

طاجن فول بالقشدة (مطعم سعد الحرامي)

يبّين سعد (الذي يلقب بـ«الحرامي» تندراً، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الفنان فريد شوقي)، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن الأنواع المعتادة للفول في مصر لا تتعدى 12 نوعاً، مؤكداً أنه بعد التطورات التي قام بإدخالها على الطبق الشعبي خلال السنوات الأخيرة، فإن «لديه حالياً 70 نوعاً من الفول».

ويشير إلى أنه قبل 10 سنوات، عمد إلى الابتكار في الطبق الشعبي مع اشتداد المنافسة مع غيره من المطاعم، وتمثل هذا الابتكار في تحويل الفول من طبق في صورته التقليدية إلى وضعه في طاجن فخاري يتم إدخاله إلى الأفران للنضج بداخلها، ما طوّع الفول إلى استقبال أصناف أخرى داخل الطاجن، لم يمكن له أن يتقبلها بخلاف ذلك بحالته العادية، حيث تم إضافة العديد من المكونات للفول.

من أبرز الطواجن التي تضمها قائمة المطعم طاجن الفول بالسجق، وبالجمبري، وبالدجاج، والبيض، و«لية الخروف»، وبالموتزاريلا، وباللحم المفروم، وبالعكاوي. كما تحول الفول داخل المطعم إلى صنف من الحلويات، بعد إدخال مكونات حلوة المذاق، حيث نجد ضمن قائمة المطعم: الفول بالقشدة، وبالقشدة والعجوة، وبالمكسرات، أما الجديد الذي يجرى التحضير له فهو الفول بالمكسرات وشمع العسل.

رغم كافة هذه الأصناف فإن صاحب المطعم يشير إلى أن الفول الحار والحلو هما الأكثر إقبالاً لديه، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تدفع المصريين في الأغلب إلى هذين النوعين التقليديين لسعرهما المناسب، مبيناً أن بعض أطباقه يتجاوز سعرها مائة جنيه (الدولار يساوي 48.6 جنيه مصري)، وبالتالي لا تكون ملائمة لجميع الفئات.

ويبّين أن نجاح أطباقه يعود لسببين؛ الأول «نفَس» الصانع لديه، والثاني «تركيبة العطارة» أو خلطة التوابل والبهارات، التي تتم إضافتها بنسب معينة قام بتحديدها بنفسه، لافتاً إلى أن كل طاجن له تركيبته الخاصة أو التوابل التي تناسبه، فهناك طاجن يقبل الكمون، وآخر لا يناسبه إلا الفلفل الأسود أو الحبهان أو القرفة وهكذا، لافتاً إلى أنها عملية أُتقنت بالخبرة المتراكمة التي تزيد على 40 عاماً، والتجريب المتواصل.

يفخر العم سعد بأن مطعمه صاحب الريادة في الابتكار، مشيراً إلى أنه رغم كل المحاولات التي يقوم بها منافسوه لتقليده فإنهم لم يستطيعوا ذلك، مختتماً حديثه قائلاً بثقة: «يقلدونني نعم. ينافسونني لا».