أهم صرعات الطعام الرائجة في عام 2018 عالمياً

تتضمن «الفلافل» و«الحمص بالطحينة» ومكون الصعتر

فلافل تراند يتبع  موضة الأكل حول العالم
فلافل تراند يتبع موضة الأكل حول العالم
TT

أهم صرعات الطعام الرائجة في عام 2018 عالمياً

فلافل تراند يتبع  موضة الأكل حول العالم
فلافل تراند يتبع موضة الأكل حول العالم

كما أن هناك موضة أزياء تتغير من عام لآخر ويطلقها أهم المصممين، بدوره يدخل عالم الطعام هذا الإطار بحيث يتعرف الناس من خلال تقارير رسمية إلى أحدث النزعات والموضة المتعلقة به.
ويدخل المطبخ الشرق أوسطي بقوة في لائحة الأطباق الرائج تناولها عالميا في عام 2018. وبحسب الدراسات التي أجريت مؤخرا في أميركا مستندة على تقارير رسمية من مراكز تجارية كبرى (وول فودز) و«جمعية المطاعم الوطنية» فيها، تبين أن هناك نزعات جديدة في عالم الطعام تتألف من أطباق بلدان آسيوية كالفيليبين والبيرو إضافة إلى أخرى من منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي السلطات في مقدمة هذه الأطباق يليها تلك المحضرة مع حبوب قديمة وبدائل عن اللحمة ومكونات شرق أوسطية معروفة في لبنان وسوريا كالطحينة والصعتر.
ولا تقتصر هذه الأطباق على الموالح إذ تطال الحلويات والمثلجات التي تم تطوير طريقة تقديمها والمكونات المستخدمة فيها لتواكب زمن بات التغيير فيه ضرورة تتحكم بعالم الخدمات والتجارة بشكل خاص.
ويعلق الشيف جو برزا على دخول المطبخ اللبناني العالمية ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر ليس جديدا بالنسبة لنا كطهاة لبنانيين. فلقد استطعنا بفضل مثابرتنا وتمسكنا بالمكونات اللبنانية إيصالها إلى العالمية من خلال مشاركتنا في مهرجانات عالمية في الخارج، وأخرى نستضيف فيها طهاة أجانب في لبنان كصالون هوريكا للضيافة». ويتابع: «أنا شخصيا وكغيري من زملائي في لبنان طورت في صحن الحمص بالطحينة وابتكرت عدة أصناف منه. كما أنني أحرص على استخدام الطحينة في أكلات لبنانية كثيرة وبينها اليخاني والصلصات».
وإليك أهم 5 أهم أطباق ومكونات دخلت عالم موضة الطعام لعام 2018 من بابه العريض.
- أطباق وبهارات شرق أوسطية تحاكي الموضة
يأتي طبق «الحمص بالطحينة» في مقدمة الموضات الحديثة الرائجة في عالم الطعام للعام الحالي. ويليه مباشرة طبق «الفلافل» الذي ينتمي وكسابقه إلى المطبخ اللبناني الأصيل ليلتحق بهم طبق «الهريسة» المصنوع من القمح المقشور. وقد عمم على أهم مطاعم في أميركا على ضرورة تحضير هذا النوع من الأطباق مع إضافة مكونات المطبخ اللبناني العريق بنكهاتها المختلفة كالصعتر ودبس الرمان والطحينة كي يستطيع متذوق الطعام أن يغوص في عالم نكهات جديدة تحمل في طياتها فروقات دقيقة سيحب زبون المطعم الذي يقدمها اكتشافها. ومن الشرق الأوسط عامة تم اختيار «حب الهال» والباذنجان والبقدونس لتدخل في إطار تحضيرات الطهي العالمي.
موضة العودة إلى المكونات الطبيعية المعروفة بـ«organic» عالميا والتي دفعت بمتذوقي الطعام إلى اختيار الخضار الطازج والمقطوف من حدائق لا أسمدة تدخل في زراعته أدت إلى استحداث مبادرة جديدة في هذا الخصوص تسمح باستخدامه كاملا في تحضير الطعام دون الحاجة إلى رمي أي قسم منه.
فهذه الطريقة تقلص من كميات النفايات المطبخية من ناحية وتعزز زراعة الخضراوات الطازجة التي باتت مطلب الطهاة الذين يرغبون في تحضير أفضل أنواع الأطباق وأكثرها جودة. هذا الأمر تم تعميمه من قبل «جمعية المطاعم الوطنية» في أميركا. وبعد اليوم صارت سيقان البقدونس وأوراق البصل الأخضر والفجل وقشور الجزر والبطاطا من المكونات الأساسية المستعملة في المطبخ العالمي الحديث. وينصح بغسلها جيدا قبل سلقها أو طهيها لتحضر كاملة مع قشرها في الطبق المراد تنفيذه.
وترافق هذه المبادرة نصيحة أخرى تكمن في صناعة الكبيس بشكل أكبر وتناوله على مدار السنة. فالمخلل ورغم أنه يسبب بانتفاخ في المعدة للبعض إلا أنه يعد وسيلة فعالة يساعد في عملية الهضم.
ويأتي طبق «البانكيك» في مقدمة الأطباق الرائجة في أوقات الـ«البرانش» (يتم تناوله بين فترة الصباح والظهر) في المطاعم والمقاهي.
ولذلك تم تحديثه ليجمع بشكله وبطعمه بين مكونات الفطور التقليدي والحديث. فطبق من «بانكيك كوريزو» تصدر لائحة النزعات الجديدة في عالم الطعام لهذا العام إذ حل في المرتبة الخامسة بين الأطباق الأكثر تناولا في أميركا، ويمكن أن يتألف من البيض المقلي والفراولة وحبوب الجوز مع زبدة الفستق وجبن الحلوم.
وفي عالم المعجنات المخبوزة تتصدر قطع «الكرواسان» هذه الخانة بعد أن تم إضفاء نكهات جديدة عليها هذا العام. فإضافة إلى نكهاتها المعروفة من شوكولاته وجبن ولوز بالسكر المشهورة في فرنسا تم إضفاء ملمس ناعم على مكوناتها من خلال استخدام ملعقة من منكه «فونفيتي» (خلطة من الفواكه المجففة) على حشوتها فتضفي بألوانها الزاهية عنصرا لفتح الشهية غاب عن أصحاب المخابز الفرنسية البلد المنشأ له.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.