تحقيق فوري ونتائج «في أسرع وقت» حول «حافلة صعدة»

التحالف أعلن أسماء حوثيين متورطين في إطلاق صواريخ استهدفهم الخميس الماضي

جانب من توزيع مساعدات سعودية على النازحين في محافظة الجوف شمال اليمن أمس (واس)
جانب من توزيع مساعدات سعودية على النازحين في محافظة الجوف شمال اليمن أمس (واس)
TT

تحقيق فوري ونتائج «في أسرع وقت» حول «حافلة صعدة»

جانب من توزيع مساعدات سعودية على النازحين في محافظة الجوف شمال اليمن أمس (واس)
جانب من توزيع مساعدات سعودية على النازحين في محافظة الجوف شمال اليمن أمس (واس)

وجهت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، بتحقيق في تعرض حافلة ركاب لأضرار جانبية، جراء إحدى عملياتها العسكرية في صعدة بشكل فوري، مطالبة الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من ظروف وإجراءات تلك العملية، والإعلان عن النتائج في أسرع وقت، مؤكدة التزامها الثابت بإجراءات التحقيقات في كافة الحوادث التي تثار حولها ادعاءات بوقوع أخطاء، ومحاسبة المتسببين، وحرصها على بذل كافة الجهود للمحافظة على سلامة المدنيين.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى في التحالف، عبر تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن قيادة التحالف اطلعت على ما تداولته وسائل الإعلام، وبعض من المواقع التابعة للمنظمات الإغاثية العاملة في اليمن، بشأن إحدى عمليات قوات التحالف المشتركة في محافظة صعدة ليوم الخميس الماضي، وما ذكر حول تعرض حافلة ركاب لأضرار جانبية جراء تلك العملية، ‎وأكد أن قيادة التحالف وجهت بإحالة ذلك بشكل فوري للفريق المشترك لتقييم الحوادث، للتحقق من ظروف وإجراءات تلك العملية، والإعلان عن النتائج في أسرع وقت.
وأكد المصدر المسؤول التزام التحالف الثابت بإجراء التحقيقات في كافة الحوادث التي تثار حولها ادعاءات بوقوع أخطاء، أو وجود انتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المتسببين وتقديم المساعدات اللازمة للضحايا، وحرصه التام على بذل كافة الجهود للمحافظة على سلامة المدنيين.
وفي السياق أعلن التحالف أمس، عن أسماء العناصر الحوثية الإرهابية المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ إطلاق الصواريخ الباليستية والتي استهدفها أول من أمس في صعدة، وهم: حسين محمد عدلان، ويحيى عبد المجيد العجري، وعلي محمد الحوري، ويحيى حسين البشري، وحسين القحوم، ومسفر عبد الله قرصان، وحسين أحمد عبد الله، وأحمد عبد الله العزي، وعبد العظيم عبد الله أحمد القاسمي.
إلى ذلك، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أمس صاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيات الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظة «صعدة» باتجاه أراضي المملكة، حيث تم اعتراض وتدمير الصاروخين من دون تسجيل أي إصابات.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي أن الصاروخين كانا باتجاه مدينة جازان وأطلقا بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، مشيراً إلى رصد قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق الصاروخين عند «الساعة 16:15» أمس، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي من اعتراض وتدمير الصاروخين، ولم ينتج عن اعتراض الصاروخين أي إصابات.
وأكد العقيد المالكي أن هذا العمل العدائي من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الميليشيا الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح للقرار الأممي رقم (2216)، والقرار رقم (2231) بهدف تهديد أمن السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني.
من جهة أخرى، واصلت السعودية تقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين في كافة المحافظات، حيث وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، 37 طنا من السلال الغذائية على النازحين في مناطق الباطن، والسليل، ومحيط الدار، في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، يستفيد منها 3000 فرد.
ويأتي التوزيع في إطار المشروعات الإنسانية المقدمة من المملكة، ممثلة بالمركز، للشعب اليمني، التي بلغت حتى الآن 274 مشروعاً.
كما وزع مركز الملك سلمان للإغاثة 1199 عبوة من التمور في مناطق الحود، والساكن، والشاجبة، والنكاحي، ورهوة كانن، والحبيل، في مدينة الضالع بمحافظة الضالع اليمنية، يستفيد منها 7083 فرداً في إطار المشروعات المتعددة التي يقدمها المركز لأبناء الشعب اليمني في مختلف محافظاته دون تمييز.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».