لماذا كان بوكيتينو مخطئاً عندما انتقد قصر فترة انتقالات اللاعبين؟

الأندية الكبرى بما فيها توتنهام هي التي اتخذت القرار ويتعين عليها أن تتحمل تبعاته

بوكيتينو المدير الفني لنادي توتنهام (أ.ف.ب)
بوكيتينو المدير الفني لنادي توتنهام (أ.ف.ب)
TT

لماذا كان بوكيتينو مخطئاً عندما انتقد قصر فترة انتقالات اللاعبين؟

بوكيتينو المدير الفني لنادي توتنهام (أ.ف.ب)
بوكيتينو المدير الفني لنادي توتنهام (أ.ف.ب)

أظهر المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، ماوريسيو بوكيتينو، جانباً مختلفاً من شخصيته، عندما تحدث بكل صراحة ودون أي تردد عن بعض الأمور، بداية من إشارته إلى أن مشروع نادي توتنهام هوتسبير سوف يستمر «بي أو من دوني»، وصولاً إلى حث رئيس النادي، دانيال ليفي، على التعاقد مع لاعبين جدد. وكان الهدف من هذه التصريحات هو تعبير المدير الفني الأرجنتيني عن غضبه بسبب قصر الفترة الزمنية لفترة انتقالات اللاعبين خلال الصيف الحالي.
وقال بوكيتينو خلال جولة توتنهام هوتسبير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي: «إذا قارنت الوضع مع أوروبا، فأنت في وضع غير جيد تماماً، ولا يساعد هذا الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز. نحن جميعاً في الوضع نفسه في إنجلترا. وأنا لا أعرف ما إذا كانت بقية الفرق سعيدة بهذا القرار، الذي أرى أنه غير صائب، ولن يساعد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، لأننا سوف ننافس في أوروبا وفي دوري أبطال أوروبا، لكن فترة انتقالات اللاعبين لدينا أقصر بـ20 يوماً عن باقي البلدان الأوروبية، وهذا الوضع لن يساعدنا».
ورغم أنه لا يوجد أدنى شك في أن بوكيتينو ليس سعيداً، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل هو محق فيما يقول أم لا؟ ويعود جزء من شعوره بالإحباط إلى المنصب الذي يشغله هو على وجه التحديد، لأن المدير الفني الأرجنتيني كان يعرف أن فترة الانتقالات الصيفية سوف تُغلق في وقت مبكر، وبالتحديد يوم الخميس الموافق التاسع من أغسطس (آب)، في تمام الساعة الخامسة مساء، وكان يعرف ذلك جيداً قبل أن يوقع عقداً جديداً مدته 5 سنوات مديراً فنياً لتوتنهام هوتسبير، في مايو (أيار) الماضي.
لكن بوكيتينو كان يأمل في أن يتمكن ناديه من التعاقد مع اللاعبين الذين يريدهم في وقت مبكر، وقبل انطلاق بطولة كأس العالم. وربما لم ينجح توتنهام في تحقيق أهدافه في فترة الانتقالات الصيفية لأن النادي يفتقر للأموال بسبب الاستاد الجديد الذي لم يدفع النادي تكلفته حتى الآن، بالإضافة إلى طريقة التفاوض التي يتبعها رئيس النادي.
وكان يتعين على توتنهام - على الأرجح - أن يبيع بعض لاعبيه، إذا كان يريد أن يتعاقد مع لاعبين جدد، أو بمعنى آخر: لن يتمكن توتنهام من التعاقد مع لاعبين جدد ما لم يبع بعض لاعبيه. وفي ما يتعلق بمعارضة بوكيتينو لإنهاء فترة الانتقالات الصيفية في إنجلترا قبل الدول الأوروبية الأخرى، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قد وضعت نفسها في موقف سيئ بسبب إغلاق فترة الانتقالات الصيفية قبل جميع البلدان الأخرى بـ3 أسابيع؟
للإجابة عن هذا السؤال، تجب الإشارة إلى أن باقي الفرق المنافسة في البلدان الأوروبية الأخرى سيكون لديها المزيد من الوقت لتدعيم صفوفها، لكن يجب التأكيد في الوقت نفسه أن 17 نادياً من أصل 20 نادياً بالدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي قد صوتوا لصالح هذا التغيير، ومن المؤكد أنهم شعروا بأن هذا الأمر سوف يحقق لهم بعض المكاسب في أماكن أخرى. وقد تكون الفائدة الأكثر وضوحاً لذلك تتمثل في حقيقة أن جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز سوف تغلق قوائمها مع انطلاق الموسم، ولن تضطر هذه الفرق للانتظار حتى ما بعد فترة التوقف الدولية في سبتمبر (أيلول) لكي تسجل اللاعبين الجدد في القائمة.
لقد كانت هذه هي الحجج التي استندت إليها الأندية عندما اتخذت هذا القرار قبل عام واحد فقط من الآن، وقد يكون بوكيتينو قد نسى هذا الأمر بسبب الظروف الاستثنائية التي يعاني منها هذا الموسم نتيجة العودة المتأخرة للاعبي فريقه المشاركين في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على باقي الأندية الستة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي شارك لاعبوها مع منتخبات بلادهم في المونديال، ووصلوا إلى مراحل متقدمة جعلتهم يصلون إلى أنديتهم في أوقات متأخرة بسبب حصولهم على فترات راحة بعد انتهاء كأس العالم، وهذه هي ضريبة النجاح بكل تأكيد.
ويمكن القول إن الأندية الكبيرة وحدها هي التي تأثرت بالعودة المتأخرة للاعبيها، وعدم استعدادهم للمشاركة مع بداية انطلاق الموسم الجديد. وقد تكون الأندية الكبيرة وحدها هي التي تعاني أيضاً من أن يكون معظم لاعبيها مستهدفين من قبل أندية أخرى بالخارج خلال فترة انتقالات اللاعبين. ويمكن القول كذلك إن الفرق الصغيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز تعاني من أن لاعبيها مستهدفون من قبل الأندية الكبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن في الوقت نفسه تعاني هذه الأندية الكبيرة من أن لاعبيها مستهدفون من قبل الأندية الكبرى بالخارج.
وخلال الموسم الماضي، وبحسب موقع «ترانسفير ماركت»، اشترت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز 150 لاعباً، وباعت 174 لاعباً، بخسارة إجمالية تقل عن 755 مليون جنيه إسترليني. وجاء الدوري الإيطالي الممتاز في المركز الثاني خلف الدوري الإنجليزي الممتاز من حيث الإنفاق، لكنه يعوض هذه النفقات بشكل كلي تقريباً من خلال بيع لاعبين آخرين. وغالباً ما يتم تمويل الصفقات الكبيرة في القارة الأوروبية من خلال الأموال الطائلة التي تدفعها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، مع وجود بعض الاستثناءات القليلة، مثل صفقة انتقال تيبو كورتوا من تشيلسي إلى ريال مدريد، التي جعلت تشيلسي يتعاقد مع الحارس الإسباني كيبا من نادي أتليتكو بيلباو في صفقة قياسية.
لقد أصبحت الشكوى شيئاً معتاداً في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولن يكون بوكيتينو هو المدير الفني الوحيد الذي سيقوم بهذا خلال هذا العام، وسوف يعقبه آخرون قريباً. وحتى لو كانت الأندية الكبرى في أغنى دوري في العالم تواجه مشكلة الآن بسبب الموعد النهائي الذي فرضته على نفسها في ما يتعلق بفترة انتقالات اللاعبين، فلن يكون من السهل الشعور بالتعاطف معها لأنها هي التي اتخذت هذا القرار، ويتعين عليها أن تتحمل تبعاته.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.