الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية مرشحة لتحقيق ثلاثة في المائة أرباح خلال الربع الثاني

فترة الإعلانات تنتهي عقب مرور 21 يوما من تعاملات الشهر الحالي

نحو 160 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
نحو 160 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية مرشحة لتحقيق ثلاثة في المائة أرباح خلال الربع الثاني

نحو 160 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
نحو 160 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)

تتأهب 120 شركة مدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية بدءا من يوم غد (الأحد)، للإعلان عن نتائجها المالية للنصف الأول من العام الحالي، يأتي ذلك بعد أن أعلنت في الأيام القليلة الماضية نحو 40 شركة فقط عن نتائجها المالية، في الوقت الذي من المزمع أن تنتهي فيه فترة الإعلان عن النتائج المالية عقب مرور 21 يوما من الشهر الحالي.
ويأتي تأخير معظم الشركات السعودية المدرجة في تعاملات السوق المحلية، الإعلان عن نتائجها المالية، في الوقت الذي تنتظر فيه هذه الشركات ملاحظات المراجعين القانونيين، والماليين، وفي انتظار عقد مجالس الإدارات لاجتماعهم الربعي للنظر في النتائج المالية، واعتمادها.
وفي ظل هذه التطورات أصبح المتداولون في سوق الأسهم السعودية يولون النتائج المالية للشركات المدرجة اهتماما بالغا هذه الأيام، يأتي ذلك في الوقت الذي ستبدأ فيه هيئة السوق المالية في البلاد بدءا من يوم 22 من الشهر الحالي، بالكشف عن الشركات الخاسرة، ومنع أسهم الشركات التي تخسر أكثر من 75 في المائة من رأسمالها من المقاصة اليومية.
وسيكون في ظل هذه المستجدات بمقدور مساهمي شركات «بيشة الزراعية»، و«المعجل»، و«الباحة»، و«وقاية للتأمين»، بيع أسهمهم خارج منصة التداولات اليومية، في تطورات جديدة من المزمع أن يعمل بها النظام الجديد لهيئة السوق المالية والمتعلق بأسهم الشركات الخاسرة.
وتعليقا على هذه التطورات، أكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن أرباح الشركات المدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية مرشحة لتحقيق نمو تبلغ نسبته ثلاثة في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، مرجعين هذه التوقعات إلى التطور الملحوظ في أرباح «البنوك»، وبعض أسهم قطاعات «الاتصالات»، و«الإسمنتات»، و«البتروكيماويات».
وفي هذا السياق، أكد الدكتور غانم السليم الخبير الاقتصادي والمالي، أن نتائج الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية للنصف الأول من العام الحالي، ستلعب دورا بارزا في نقطة إغلاق مؤشر السوق العام مع نهاية تعاملات شهر رمضان الحالي.
وقال السليم: «أمام مؤشر سوق الأسهم السعودية فرصة الإغلاق فوق أعلى نقطة كان قد حققها عند مستويات 9930 نقطة، في حال صدور نتائج محفزة للأموال الاستثمارية لوضع أوامر شراء جديدة، وإن كانت النتائج مخيبة لآمال المستثمرين فإنه من الممكن أن نغلق قريبا من مستويات 9700 نقطة»، لافتا إلى أنه يشترط لتحقيق هذه التوقعات أهمية استقرار أوضاع المنطقة الجيوسياسية.
وتوقع السليم خلال حديثة، أن تحقق الشركات المدرجة في تعاملات سوق الأسهم السعودية مجمعة نموا جديدا في أرباحها للربع الثاني من العام الحالي تبلغ نسبته ثلاثة في المائة، مقارنة بما كانت عليها نتائج الفترة ذاتها من العام الماضي، مبينا أن التركيز الأكبر في نتائج هذه الربع سيكون في صالح الشركات الخاسرة، والتي من المزمع دخولها في منطقة الإشارات «الصفراء، والبرتقالية، والحمراء»، بحسب نظام هيئة السوق المالية الجديد.
من جهة أخرى، أوضح فيصل العقاب المحلل المالي، أن السيولة النقدية في أسهم الشركات الخاسرة شهدت خلال الأيام الأخيرة تعاملات نشطة جدا، وقال: «هذه التعاملات النشطة تأتي بهدف المضاربة السريعة، ومحاولة البيع عند مناطق أعلى من قبل كبار المحافظ التي تتحكم بهذه الأسهم، وبطبيعة الحال هنالك قلق من دخول بعض هذه الشركات في منطقة الخسائر بأكثر من 75 في المائة من رأس المال، إذ ستكون مقاصة أسهم هذه الشركات تحتاج إلى يومي عمل، وليست لحظية كما هو حال بقية الشركات».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي ستكون فيه نتائج الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية بالربع الثاني من العام الحالي، مسارا من خلاله تحدد هيئة السوق المالية وشركة «تداول» الوضع المالي للشركات المدرجة، إذ سيجري وضع علامات معينة أمام الشركات الخاسرة في السوق المحلية، في خطوة جديدة من شأنها رفع معدلات الشفافية والإفصاح بسوق الأسهم المحلية.
وبحسب مسؤولين في شركة «تداول» السعودية تحدثوا قبل نحو ثلاثة أسابيع من خلال مؤتمر صحافي، عقد في مقر الشركة بالرياض، فإن مساهمي شركة «بيشة الزراعية» التي جرى تعليق أسهمها عن التداول منذ نحو ثماني سنوات، وبقية مساهمي الشركات الموقوفة عن التداول، بسبب تفاقم معدلات الخسائر وبلوغها أكثر من 100 في المائة من رأس المال، ستكون أمامهم فرصة عرض أسهمهم للبيع عبر مركز إيداع الأوراق المالية، على أن تكون هذه الخطوة خارج منصة التداولات اليومية.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حينها، قال وليد البواردي، مدير إدارة التداول النقدي في شركة «تداول»: «عقب إعلان الشركة المدرجة نتائج الربع الثاني من هذا العام، سيجري البدء بتطبيق النظام الجديد المتعلق بالشركات الخاسرة، وفيما يتعلق بالشركات التي فقدت أكثر من 100 في المائة من رأسمالها، فإن المجال سيكون مفتوحا أمام مساهميها لعرض أسهمهم للبيع عبر شركات وساطة مالية، خارج منصة التداول اليومية للسوق المالية السعودية».
ولفت إلى أن هذه الخطوة ستكون داعمة بشكل بارز للمساهمين الأفراد الذين يعانون تعليق أسهمهم عن التداول لفترات طويلة دون القدرة على بيعها أو التصرف فيها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جميع الصفقات التي ستجري عبر شركات الوساطة المالية فيما يخص أسهم الشركات التي خسرت 100 في المائة من رأسمالها، سيشار إليها في موقع شركة السوق المالية السعودية (تداول).



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».