سيدي بوزيد غير راغبة في استقبال ممثلي الحكومة في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية

سيدي بوزيد غير راغبة في استقبال ممثلي الحكومة في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية
TT

سيدي بوزيد غير راغبة في استقبال ممثلي الحكومة في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية

سيدي بوزيد غير راغبة في استقبال ممثلي الحكومة في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التونسية

تحيي تونس اليوم الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التي انهت نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وأدت الى موجت احتجاجات عمت دول عربية عدة. ولكن الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة تلقي بضلالها على الذكرى، خاصة مع الأزمة السياسية وانتظار تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي سيدي بوزيد حيث انطلقت الثورة التونسية، أعلنت «هيئة 17ديسمبر(كانون الأول) 2010 «عن عدم استعداد المدينة لاستقبال الرؤساء الثلاثة في ذكرى اندلاع شرارة الثورة من المدينة قبل ثلاث سنوات. وقال عطية العثموني، المتحدث باسم الهيئة لـ»الشرق الأوسط» ان قوات الأمن والجيش صنفت ساحة محمد البوعزيزي القريبة من مقر ولاية (محافظة) منطقة عسكرية مغلقة لمنع تدفق الاحتجاجات الاجتماعية على الساحة التي أصبحت رمزا جديدا للاحتجاج على تعطل مشاريع التنمية والتشغيل.
وعبر العثموني عن تنامي شعور جماعي بالامتعاض في سيدي بوزيد، وقال ان سكانها «يتهمون الحكومات المتعاقبة بعد الثورة بسرقة «ثمار الثورة» . وأشار الى أن الاحتفالات بالذكرى الثالثة لاندلاع الثورة ستعرف مؤتمرات خطابية ورفع شعارات ولافتات وصور لجرحى وشهداء الثورة.
وفي العاصمة، تتواصل السجالات السياسية. وفي مقابل «جبهة الرفض» التي شكلتها أحزاب المعارضة التونسية ضد ترشح المهدي جمعة لرئاسة الحكومة الجديدة، اشترطت حركة النهضة المتهمة بفتح المجال أمام أحد المقربين منها، الالتزام بتلازم المسارات الثلاثة (الحكومي والتأسيسي والانتخابي) قبل تقديم حكومة علي العريض استقالتها، كما اشترطت أن تكون عملية تسلم رئاسة جمعة مهام الحكومة وفق القانون المنظم للسلطات، وما تضمنه من أن حزب الأغلبية هو الذي يقدم ملف رئيس الحكومة الى رئيس الجمهورية وبذلك يكون راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة هو الذي يقدم ترشح جمعة الى المنصف المرزوقي.
وفسرت مصادر مقربة من حركة النهضة هذا الإجراء بخاوف من تعذر حصول حكومة جمعة على التزكية القانونية من قبل أعضاء المجلس التأسيسي(البرلمان) في حالة تعذر الالتزام بالقانون المنظم للسلطات ذلك أن إمكانية اعتراض نواب البرلمان المنتسبين لحركة النهضة تبقى واردة. هذا بالإضافة الى ضرورة ان تحظى الكفاءات الوطنية المتوقع مشاركتها في الحكومة بموافقة حركة النهضة.
وقال العجمي الوريمي المكلف الاعلام في حركة النهضة لـ»الشرق الأوسط» ان نتائج الحوار الوطني لا تعوض سلطة المجلس التأسيسي، الهيكل الوحيد المنتخب. وأضاف أن العريض سيقدم استقالته الى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وفق ما ينص عليه القانون المنظم للسلطات، ومن هذا المنطلق، يضيف العجمي، فان رئيس حزب الأغلبية في البرلمان هو الذي يقدم الشخصية المرشحة لتولي رئاسة الحكومة الى رئيس الجمهورية من دون أن يجبره القانون على أن تنتمي تلك الشخصية الى حركة النهضة.
وفي سياق الحملات الإعلامية التي شنتها أطراف سياسية قبل تولي رئيس الحكومة الجديد مهامه، نفى نوفل الصالحي المكلف الاعلام في وزارة الصناعة التونسية حيث، لا يزال جمعة يمارس مهامه، أن يكون جمعة قد أدلى بأي تصريح إعلامي منذ الإعلان عن اسمه. وقال لـ»الشرق الأوسط» انه سيدلي بتصريح لجميع الإعلاميين بعد تسلمه مهامه بصفة رسمية.
ومن المنتظر أن يستأنف رباعي الوساطة جلسات الحوار يوم غد، وستخصص الجلسة لدراسة التشكيلة المحتملة للحكومة الجديدة، وكيفية تطبيق بقية ماتضمنته وثيقة خارطة الطريق حول تلازم المسارات(المسار الحكومي والمسار التأسيسي والمسار الانتخابي).
وبدأت الحسابات مبكرا في وزارات السيادة حيث ذكرت بعض المصادر من المعارضة أن حركة النهضة لا تنتظر تغييرا في وزرات السيادة(الداخلية والعدل والدفاع والخارجية). وكانت المعارضة قد دفعت حكومة حمادي الجبالي الى تحييد وزارات السيادة وتعيين شخصيات مستقلة عن الأحزاب لتوليها.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.