الحضري يعتزل «دولياً» بإنجاز «العمادة» العالمية

احتفاء مصري بالحارس التاريخي... وصلاح: أسطورة جديدة تغادرنا

الحضري اشتهر باحتفاليته المثيرة على عارضة المرمى بعد كل بطولة يحققها («الشرق الأوسط»)
الحضري اشتهر باحتفاليته المثيرة على عارضة المرمى بعد كل بطولة يحققها («الشرق الأوسط»)
TT

الحضري يعتزل «دولياً» بإنجاز «العمادة» العالمية

الحضري اشتهر باحتفاليته المثيرة على عارضة المرمى بعد كل بطولة يحققها («الشرق الأوسط»)
الحضري اشتهر باحتفاليته المثيرة على عارضة المرمى بعد كل بطولة يحققها («الشرق الأوسط»)

«لكل بداية نهاية، هذه سنة الحياة، والآن بعد تفكير طويل واستخارة الله، قررت اعتزال اللعب الدولي»، كلمات بسيطة ومؤثرة أنهى بها الحارس التاريخي في مصر وأفريقيا والوطن العربي مسيرته في عالم كرة القدم بقميص منتخب بلاده، تاركا خلفه مسيرة مليئة بالنجاحات والألقاب والتحديات والجدل، تذكرها الأجيال المقبلة عن «سد مصر العالي».
وجاء اعتزال الحضري بعدما أصبح أكبر لاعب سنا يشارك في تاريخ كأس العالم عندما ذاد عن شباك الفراعنة في المباراة التي خسرتها مصر أمام السعودية 1-2 في 25 يونيو (حزيران) الماضي ضمن فعاليات مونديال روسيا.
وحطم الحضري الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم حارس المرمى الكولومبي فاريد موندراجون، أكبر لاعب سنا يشارك في أي مباراة في بطولات كأس العالم وذلك عندما شارك في مونديال 2014 بالبرازيل وعمره 43 عاما وثلاثة أيام. وكان الحضري خاض تجربة احترافية خارج بلاده عندما وتحديداً بنادي التعاون السعودي الموسم الماضي.
وأهدى الحضري، قائد منتخب الفراعنة، الرقم القياسي لبلاده قائلا إنه ليس رقما شخصيا وإنما رقما لمصر.
ورأى الحضري بعد 22 سنة و4 أشهر و12 يوما، على مباراته الأولى بقميص المنتخب الوطني المصري، أنها اللحظة الأنسب لاعتزال اللعب الدولي، بعد تحقيق كل ما حلم به.
في بيان اعتزاله، أكد ابن قرية كفر البطيخ في محافظة دمياط، (شمال القاهرة) شعوره بالفخر لحماية شباك المنتخب الوطني في 159 مباراة دولية، مشاركا في تحقيق إنجازات غير مسبوقة، أهمها لقب بطل بطولة أمم أفريقيا 4 مرات في أعوام 1998 و2006 و2008 و2010 ومركز الوصيف في بطولة 2017. وحصوله على لقب أفضل حارس في البطولة الأفريقية خلال 4 نسخ، فضلا عن مشاركته مع المنتخب الوطني في الفوز بذهبية دورة الألعاب العربية عام 2007، وأخيراً تحقيق الحلم الأهم والأكبر والأغلى بالوصول لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وسائل الإعلام المصرية المرئية والمطبوعة احتفت بالحضري بعد قرار اعتزاله اللعب دوليا، ووصفته بالأسطورة، وحارس عرين المنتخب، بجانب لقبه الشهير «السد العالي».
وخصصت الصحف المصرية صفحات كاملة لسرد تاريخ وإنجازات الحضري مع الأندية والمنتخب المصري.
مسيرة الحضري مثلما كانت مليئة بالبطولات، كانت أيضا مثار جدل كبير، فبعدما بدأ مسيرته في الدرجة الثانية مع نادي دمياط، قبل أن ينتقل إلى الأهلي النادي الأكثر جماهيرية في مصر والقارة السمراء، كان يغازل جماهير النادي بأكل البطيخ والصعود فوق العارضة للاحتفال معهم بعد الفوز بكل بطولة، وبينما كانوا يداعبونه بالهتاف الشهير «ارقص يا حضري»، إذ به يفاجئهم في 2008 بهروبه للعب في سيون السويسري، متهما ناديه بعدم تقديره ماديا ومعنويا خلال فترة لعبه له.
هروب الحضري أشعل غضب جماهير الأهلي، بعدما شارك في فوزهم بـ22 بطولة محلية وقارية، لكنهم قبل أن يتعافوا من صدمة تركه النادي، فوجئوا بصدمة أخرى بانتقاله إلى الغريم التقليدي الزمالك في موسم 2010 بعد فترة قصيرة من اللعب للنادي الإسماعيلي.
أزمات كهذه كانت كفيلة بإنهاء مسيرة أي لاعب، إلا أن إصرار الحضري على استكمال مشواره لم يمنح الفرصة لاستبعاده من المنتخب رغم كثرة الضغوط الجماهيرية ضده، ليشارك بعدها في تسطير تاريخ جديد وأرقام قياسية كبيرة لبلاده، كللها بتقديم مستويات رائعة في أكثر من نسخة من كأس الأمم الأفريقية، فضلا عن مستواه الرائع أمام منتخب إيطاليا في كأس العالم للقارات 2009. التي جعلته حديث الصحافة العالمية حينها، بعد فوز المنتخب المصري على بطل العالم وقتئذ.
تنقل حارس مصر التاريخي بين أندية مصرية، وسودانية وسعودية، وسويسرية، قبل استقراره أخيرا في نادي الإسماعيلي الذي لعب له أكثر من مرة على فترات متفاوتة.
ويرجع الحضري ظهوره بكامل لياقته في المباريات الكبرى إلى حفاظه على التدريب الدائم بالثلج، بجانب طموحه وتحدي نفسه وزملائه، ليصبح أيقونة رياضية مصرية، وظاهرة غير قابلة للتكرار في السنوات المقبلة، رغم توديعه اللعب بقميص المنتخب المصري.
وقال الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم: «بعد أقل من شهرين من تسجيل رقم قياسي في كأس العالم FIFA، أعلن حارس المرمى المصري عصام الحضري اعتزاله كرة القدم دولياً».
وأضاف: «في سن الـ45 أصبح الحضري أقدم لاعب في تاريخ كأس العالم عندما لعب ضد السعودية في روسيا 2018 على الرغم من خسارة مصر للمباراة 2 - 1».
وعلق اللاعب محمد صلاح، نجم منتخب مصر، على اعتزال الحضري وكتب تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «أسطورة جديدة تغادرنا من جيل ذهبي عظيم، كل التوفيق للأسطورة الحضري في مستقبله».
وقال الاتحاد المصري لكرة القدم: «كل الأمنيات الطيبة لعصام الحضري بمناسبة اعتزاله رسمياً على المستوى الدولي، بعد رحلة طويلة تجاوزت الـ22 عاماً ومشوار مشرف بكونه أكبر لاعب في العالم يشارك في بطولة كأس العالم منذ نشأتها حتى الآن، بالإضافة إلى قيادة منتخب بلاده لتحقيق إنجازات عدة على مختلف الأصعدة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».