العاهل الأردني يؤكد وقوف بلاده بكل طاقاتها إلى جانب الفلسطينيين

استقبل الرئيس الفلسطيني

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثاتهما في عمان أمس (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثاتهما في عمان أمس (رويترز)
TT

العاهل الأردني يؤكد وقوف بلاده بكل طاقاتها إلى جانب الفلسطينيين

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثاتهما في عمان أمس (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال محادثاتهما في عمان أمس (رويترز)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقوف بلاده بكل طاقاتها وإمكاناتها، إلى جانب الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة والعادلة.
وأشار الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والوفد المرافق له، في قصر الحسينية بعمان، أمس، إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة، وهي دوماً على رأس أولويات السياسة الخارجية لبلاده، وفق لما جاء في بيان للديوان الملكي الأردني.
كما أكد العاهل الأردني، استمرار عمان في بذل جميع الجهود، وبالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، لإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي السياق، أشار إلى أن لقاءاته الأخيرة مع الرئيس الأميركي، وأركان الإدارة ولجان الكونغرس، ركَّزت على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والذي يؤكد أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة من دون التوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يستند إلى حل الدولتين.
وأكد الملك عبد الله الثاني، على أهمية العمل مع الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، لإيجاد آفاق سياسية تخدم المصالح الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني. وجدد التأكيد على أن مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي، باعتبارها مفتاح تحقيق السلام في المنطقة، مشدداً على أن الأردن، ومن منطلق وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية هذه المقدسات.
من جانبه، وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لمواقف الأردن التاريخية والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في جميع المحافل الدولية.
وقال الرئيس عباس في تصريحات للصحافيين، إن لقاءه مع العاهل الأردني، جاء في إطار التنسيق المستمر بين الجانبين الأردني والفلسطيني، حيال المستجدات التي تشهدها القضية الفلسطينية، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بينهما. وأضاف، إننا حريصون على أن يكون التنسيق في المجالات كافة، لأننا نشعر أن مصلحتنا واحدة، وما يضرنا يضرهم وما يفيدنا يفيدهم.
وقال: هناك أشياء كثيرة تتعلق بصفقة العصر التي نرفضها، وتتعلق بالموقف الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ولا بد من أن نتبادل الرأي في كل هذه القضايا، إضافة إلى العلاقات الثنائية اليومية بيننا وبين الأردن.
وأكد عباس أنه تم الاتفاق على عقد لقاء خلال أيام، بين رئيسي الوزراء في البلدين لبحث «القضايا اليومية»، وهي مهمة اقتصادية واجتماعية. وقال: نحن دائما متفقون حول أي قضية سواء محلية أو عربية أو إقليمية أو دولية.
وفي رد على سؤال حول المواقف العربية من القضية الفلسطينية، قال الرئيس الفلسطيني: حتى الآن نحن نعرف أن الموقف العربي من القضية الأهم، وهي صفقة العصر، متوافق، وما خرجت به قمة الظهران (حيال القضية الفلسطينية) ما زال هو المعمول به حتى الآن، والمتفق عليه بين جميع الدول العربية.
وحول زيارته إلى الدوحة، قال سنتحدث مع إخواننا في قطر حول قضايا كثيرة عربية وإقليمية تحدث هذه الأيام.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.