المعارض السوري ميشيل كيلو يعتزم تشكيل تجمع جديد داخل «الائتلاف» احتجاجا على انتخاب البحرة

اتهم الجربا بمواصلة الحكم بالوكالة ومعارضون اتهموه بـ«عدم تقبل الهزيمة»

ميشيل كيلو
ميشيل كيلو
TT

المعارض السوري ميشيل كيلو يعتزم تشكيل تجمع جديد داخل «الائتلاف» احتجاجا على انتخاب البحرة

ميشيل كيلو
ميشيل كيلو

يواجه الائتلاف السوري المعارض انقساما سياسيا جديدا على خلفية رفض بعض أعضائه نتائج انتخابات الهيئة الرئاسية التي أفضت إلى انتخاب هادي البحرة رئيسا للائتلاف ونصر الحريري أمينا عاما، بموجب تسوية بين رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا وعضو الائتلاف مصطفى الصباغ. وفي حين تسعى مجموعات وشخصيات معارضة للعمل على «إنشاء تجمع وطني سوري تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية ويشكل بديلا للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحيته»، وفق ما أعلنه عضو الائتلاف ميشيل كيلو أمس - تصف مصادر قيادية أخرى في الائتلاف هذه الخطوة بـ«تخريب» سياسي «يضر الثورة السورية».
ورغم أن الائتلاف المعارض انتخب قبل يومين عضو الكتلة الديمقراطية هادي البحرة رئيسا له، لكن ذلك سبب انقساما حادا داخل الكتلة بين جناح يرفض وصول البحرة إلى رئاسة الائتلاف يمثله المعارض ميشيل كيلو ومعه عشرة أعضاء آخرين، وجناح يؤيد البحرة يمثله رئيس الكتلة فايز سارة إضافة إلى تسعة أعضاء آخرين.
واتهم كيلو، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا «بالعمل على احتكار قيادة الائتلاف رغم انتهاء صلاحياته من خلال مواصلة السلطة بالوكالة عبر انتخاب هادي البحرة رئيسا للائتلاف»، واصفا الفترة التي أمسك فيها الجربا مفاصل القرار داخل الائتلاف بأنها «الأكثر سوءا في زمن المعارضة السورية، إذ خسرت مناطق استراتيجية لصالح القوات النظامية».
وحمل كيلو «رئيس الكتلة الديمقراطية فايز سارة مسؤولية الانقسام داخل الكتلة وأخذها في اتجاه الجربا كي تصوت لصالحه في الاستحقاقات الانتخابية»، مشيرا إلى أن «سارة كان عراب الاتفاق بين الجربا والصباغ».
في المقابل، رفض سارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الرد على اتهامات كيلو، عادا «دوره في تقريب وجهات النظر بين أي جهات متخاصمة في الائتلاف مصدر فخر واعتزاز، خصوصا أن هذه الجهات متفقة على البرامج السياسية ذاتها». وكان التقارب بين الجربا والأمين العام للائتلاف الأسبق مصطفى الصباغ لعب دورا في إنجاز انتخابات الهيئة الرئاسية وتقاسم المناصب الأساسية ضمن صيغة وصفت بـ«التوافقية». لكن كيلو يؤكد أن «هذا الاتفاق بين الطرفين جاء على حساب بقية الكتل في الائتلاف، لا سيما أنه لم يستند إلى أساس برنامج سياسي».
وكانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن كيلو تأكيده أمس أن «الابتزاز المالي والخيانات التي حدثت في التحالفات، لعبت دورا سلبيا في العملية الانتخابية، ولذلك نجد لدى بعض السياسيين اليوم أساليب قذرة تشبه تصرفات وسلوك البعثيين»، لكن سارة رأى في نتائج الانتخابات الأخيرة «بداية إنهاء الاستقطاب الحاصل داخل مكونات الائتلاف»، وفق ما أكده لـ«الشرق الأوسط»، انطلاقا من أن «الهيئة السياسية المنتخبة مثلت مختلف التيارات والكتل المنضوية في الائتلاف».
وفي حين أشار كيلو إلى «مناقشات مع كتل سياسية وشخصيات وطنية سياسية واقتصادية وسياسيين ومثقفين بهدف إنشاء تجمع وطني سوري تكون له توجهات ديمقراطية حقيقية ويشكل بديلا للائتلاف كجسم سياسي انتهت صلاحيته» - كشف كيلو لـ«الشرق الأوسط» عن أن هذا التجمع سيتخذ من مدينة إسطنبول التركية مقرا له، لافتا إلى «مباحثات مكثفة بين رؤساء الكتل داخل الائتلاف للإسراع في عملية التأسيس». وقال إن «التجمع الجديد لن ينشط خارج الائتلاف، وإنما من داخله»، ممارسا «الضغط على القيادة الحالية للحؤول دون استفرادها بالقرار السياسي».
ولم يبد سارة اعتراضا على خطوة كيلو، مكتفيا بالقول إنه من «حق الأخير الطبيعي أن يعبر عن رأيه ويقوم بمبادرات لتأسيس منظمات وهياكل معارضة».
من جهته، اتهم عضو الكتلة الديمقراطية في الائتلاف المعارض بسام يوسف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، كيلو بأنه «لا يستطيع أن يتقبل فكرة الهزيمة السياسية، وفي كل مرة يعمل على كتلة معارضة تنتهي الوظيفة السياسية لهذه الكتلة، فيعمد إلى تأسيس كتلة جديدة للحصول على مكاسب جديدة»، موضحا أن «الخطوة التي يعتزم كيلو القيام بها من شأنها إحداث تخريب سياسي داخل الثورة السورية».
يشار إلى أن الخلافات بين كتل ومكونات الائتلاف تتجدد مع كل استحقاق انتخابي، رغم أن الأوضاع الميدانية للمعارضة السورية سيئة في ضوء تقدم القوات النظامية من جهة، والجماعات الجهادية من جهة أخرى.



«الحوار الوطني» المصري يبحث مقترحات لتخفيف «الحبس الاحتياطي»

جانب من اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني المصري
جانب من اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني المصري
TT

«الحوار الوطني» المصري يبحث مقترحات لتخفيف «الحبس الاحتياطي»

جانب من اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني المصري
جانب من اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطني المصري

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، الذي يُعقَد بمبادرة رئاسية، مناقشة قضية «الحبس الاحتياطي» داخل السجون، وذلك عبر جلسات متخصّصة، تتضمّن مقترحات لتخفيف الحبس، وكذلك تعويض السجناء حال «التوقيف الخاطئ»، في خطوة عدّها حقوقيون «ضرورية وعاجلة لإيجاد حلّ لهذا الملف المجتمعي الشائك».

ويطالب حقوقيون وسياسيون مصريون بتحديد سقف زمني للحبس الاحتياطي، وإيجاد بدائل له، في ضوء اتهامات بـ«تجاوز سجناء المدة القانونية للحبس».

وتُعقد جلسات الحوار الوطني، الثلاثاء المقبل، ووفق مجلس الأمناء تتضمّن المحاور: «تقليص مدة الحبس الاحتياطي، وبدائله، وموقف الحبس الاحتياطي حال تعدّد الجرائم، والتعويض عن الحبس الخاطئ، وتدابير منع السفر».

وتعهّد مجلس الأمناء، في بيان، بأن تكون جلسات مناقشة ملف الحبس الاحتياطي «متنوعة ومتخصّصة»، مع إرسال التوصيات إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مصحوبة بـ«قائمة تتضمن عدداً من المحبوسين» للإفراج عنهم.

وقبل عامين دعا السيسي إلى «حوار وطني» يناقش مختلف القضايا، ويضم جميع الفصائل السياسية، باستثناء تنظيم «الإخوان»، الذي تصنّفه السلطات المصرية «إرهابياً».

كما قرّر إعادة تشكيل لجنة «العفو الرئاسي»، التي تعلن بين الحين والآخر قوائم بأسماء موقوفين للعفو عنهم بقرارات من النيابة المصرية، أو محبوسين احتياطياً في قضايا مختلفة.

وعبّر رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عصام شيحة عن «تفاؤله» بمناقشة قضية «الحبس الاحتياطي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد آمال كبيرة أن تؤدّي النقاشات إلى إنهاء الملف، ولديّ مؤشرات واضحة على وجود إرادة سياسية لحل هذه الأزمة».

وكشف شيحة عن مقترحات تُتداوَل في أروقة «الحوار الوطني»، منها «استبدال الحبس الاحتياطي بنظام تأدية الخدمة العامة في أي مؤسّسات رعاية، مثل دُور المسنين والأيتام، مؤكداً أنه «ليس من المنطقي أن يتم حبس شخص احتياطياً لمدة تصل إلى عامين، في حين أن جريمته عقوبتها لا تتجاوز ستة أشهر»، مطالباً بالإفراج عن أكبر عدد من المحبوسين احتياطياً خلال الفترة المقبلة.

وفي مارس (آذار) الماضي، ناقش مجلس النواب المصري مشروع قانون بتعديلات تشريعية لتقليص مدد «الحبس الاحتياطي»، تضمّنت التعديلات المقترحة وضع حد أقصى لمدة الحبس الاحتياطي، وتنظيم حالات التعويض عنه؛ تحقيقاً للغاية من كونه «تدبيراً احترازياً»، وليس «عقوبة»، وتقليص مدة الحبس الاحتياطي، لتصبح في قضايا الجنح 4 أشهر بدلاً من 6 أشهر، وفي الجنايات 12 شهراً بدلاً من 18 شهراً في القانون الحالي، وأيضاً 18 شهراً بدلاً من عامين، إذا كانت العقوبة المقرّرة للجريمة السجن المؤبّد أو الإعدام.

في المقابل، يرى الحقوقي نجاد البرعي، عضو مجلس أمناء «الحوار الوطني»، أن المناقشات المرتقبة مجرد «خطوة» في ملف كبير شائك، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المأمول لحل الأزمة أكبر كثيراً من المطروح للنقاش، الذي سيُسفر غالباً عن مقترحات بتعديلات تشريعية لن تُنهي الملف بشكل عاجل».

وحسب البرعي، فإن «إنهاء ملف الحبس الاحتياطي يحتاج إلى علاج جذري»، مقترِحاً أن يتقدم النائب العام بنفسه بـ«حلول وخطوات تنفيذية تضمن عدم الالتفاف على التشريعات، مثل أن يتم إقرار عقوبات رادعة لكل من يلتفّ على القانون، أو من يخالفه في السلطة التنفيذية».