قيادي في «الحرس الثوري»: طلبنا من الحوثيين استهداف ناقلتي النفط السعوديتين

المتحدث باسم قواته قال إن تصريحاته «نقلت بطريقة مشوهة»

قيادي في «الحرس الثوري»: طلبنا من الحوثيين استهداف ناقلتي النفط السعوديتين
TT

قيادي في «الحرس الثوري»: طلبنا من الحوثيين استهداف ناقلتي النفط السعوديتين

قيادي في «الحرس الثوري»: طلبنا من الحوثيين استهداف ناقلتي النفط السعوديتين

كشفت معلومات وردت على لسان قيادي رفيع في «الحرس الثوري» تورطاً إيرانياً في استهداف ناقلتي نفط سعوديتين في باب المندب الأسبوع الماضي.
وتناقلت أمس وسائل إعلام إيرانية عن القيادي في «الحرس الثوري» العميد ناصر شعباني قوله إن «استهداف جماعة الحوثي ناقلتي النفط حدث بطلب إيراني»، لكن ردود الفعل الداخلية والخارجية، دفعت المتحدث باسم «الحرس» رمضان شريف إلى اتهام وسائل الإعلام بنقل «ناقص ومشوه» لأقوال القيادي الإيراني، بعدما حذفت وكالة أنباء «فارس» الناطقة باسم «الحرس الثوري» الجزء الخاص باستهداف الناقلتين من خطاب القيادي الإيراني.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن وكالة «فارس» بأن القيادي في استخبارات «الحرس الثوري» ناصر شعباني صرح في خطاب بمدينة مشهد بأن بلاده «لا تريد مواجهة (عسكرية) مع السعودية خارج الحدود»، غير أنه أشار إلى دور إيراني مباشر في استهداف ناقلتي النفط السعوديتين الأسبوع الماضي.
وكانت السعودية أعلنت عن وقف تصدير النفط عبر مضيق باب المندب على أثر تعرض السفينتين لهجوم بالصواريخ من جماعة الحوثي بعد ساعات قليلة من خطابات لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، حول شن حرب «غير متكافئة» إذا ما دخلت إيران في مواجهة مع الولايات المتحدة، لافتا إلى أن «البحر الأحمر لم يعد آمنا».
وقال شعباني: «طلبنا من الحوثيين استهداف ناقلتي النفط السعوديتين، واستهدفوهما»، ملمحا إلى إمكانية تنفيذ هجمات أخرى. كما وصف «حزب الله» اللبناني وجماعة «الحوثي» بأنهما «دعامتا» إيران في الشرق الأوسط.
ويشغل شعباني منصب نائب قائد وحدة «ثار الله» الاستخباراتية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران، وفقا لمواقع تابعة لـ«الحرس».
وبعد ساعات من تفاعل وسائل الإعلام مع تصريحات القيادي الإيراني، حذفت وكالة «فارس» ومواقع تابعة لـ«الحرس» الجزء المتعلق باستهداف ناقلتي النفط السعوديتين من خطابه.
وشهد الأسبوع الماضي تلاسنا حادا بين الرئيسين الإيراني والأميركي حول تهديد إيران بإغلاق مضايق، أحدها مضيق هرمز، وعرقلة شحن النفط العالمي إذا ما نفذت الولايات المتحدة خطتها بشأن تصفير النفط الإيراني.
وتفاعلت أمس وسائل إعلام إيرانية وأجنبية مع تصريحات شعباني بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني ليلة أول من أمس. وكان روحاني «طمأن» الإيرانيين بأن «إيران لا تواجه خطر الحرب»، معلنا عن استعداد حكومته لتحسين العلاقات مع دول المنطقة.
وبعد ساعات من حذف تصريحات شعباني من مواقع رسمية إيرانية وتفاعل وسائل إعلام أجنبية، أجبر «الحرس الثوري» مساء أمس على نفي صحة ما نسبته وكالة «فارس» إلى القيادي في «الحرس الثوري» وقال إنها نقلت «بشكل منقوص ومشوه».
وفي حين أكد رمضان شريف صحة ما نسب إلى شعباني حول وصف «حزب الله» اللبناني وجماعة «الحوثي» بأنهما «دعامتا إيران» في المنطقة، اتهم مسؤولين ووسائل إعلام غربية ومعادية للنظام بـ«السعي وراء اتهام إيران بالوقوف وراء توجيه أوامر الهجوم على ناقلات النفط».
لكن شريف وجه لوما إلى وسائل إعلام «الحرس» من دون الإشارة إلى وكالة «فارس» وقال إن «النقل المشوه والناقص تسبب في استغلال خطاب شعباني من قبل وسائل إعلام أجنبية» كما دعا وسائل الإعلام الإيرانية إلى «توخي الدقة في نشر أخبار حساسة».
وعلى نقيض ما ذكرته وكالات «الحرس» حول منصب القيادي الإيراني، نفى المتحدث باسم «الحرس» أن يكون العميد شعباني يشغل حاليا أي منصب عسكري.



«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

مساعٍ تتوالى للوسطاء بشأن إبرام هدنة في قطاع غزة، كان أحدثها في القاهرة، وهو ما يفتح تكهنات عديدة بشأن مستقبل الاتفاق المنتظر منذ نحو عام عبر جولات سابقة عادة «ما تعثرت في محطاتها الأخيرة».

«حماس» بالمقابل تتحدث عن سعيها لـ«اتفاق حقيقي»، عقب تأكيد أميركي رسمي عن «مؤشرات مشجعة»، وسط ما يتردد «عن ضغوط وعراقيل»، وهي أحاديث ينقسم إزاءها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بشأن مستقبل الاتفاق بغزة، بين من يرى أن «الصفقة باتت وشيكة لأسباب عديدة، بينها الموقف الأميركي، حيث دعا الرئيس المنتخب دونالد ترمب للإفراج عن الرهائن في 20 يناير (كانون أول) المقبل»، وآخرين يتحدثون بحذر عن إمكانية التوصل للهدنة في «ظل شروط إسرائيلية بشأن الأسرى الفلسطينيين، وعدم الانسحاب من القطاع، قد تعرقل الاتفاق لفترة».

وفي ثالث محطة بعد إسرائيل، الخميس، وقطر، الجمعة، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، السبت، في القاهرة، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، «جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة»، وسط تأكيد مصري على «أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، و(حل الدولتين) باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

سوليفان، بحث الجمعة، في قطر، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مستجدات الأوضاع في غزة، حسب بيان صحافي لـ«الخارجية القطرية»، عقب زيارته إسرائيل، وتأكيده في تصريحات، الخميس، أنه «يزور مصر وقطر؛ لضمان سد ثغرات نهائية قبل التوصل إلى صفقة تبادل»، لافتاً إلى أن «وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن من شأنهما أن يؤديا إلى تحرير المحتجزين وزيادة المساعدات المقدمة إلى غزة كثيراً».

عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وبالتزامن أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره هاكان فيدان، وأكد وجود «مؤشرات مشجعة»، وطالب بـ«ضرورة أن توافق (حماس) على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار»، مطالباً أنقرة باستخدام «نفوذها» عليها للموافقة.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن «المساعي لا بد أن تكون موجودةً عادة باعتبار أنها تحول بين حدوث انفجار أو تحتويه، وليس بالضرورة يعني هذا الحراك الدبلوماسي التوصل لشيء؛ إلا في ضوء شروط معينة تلزم الطرفين بتقديم تنازلات».

ووفق عكاشة، فإن هناك طرفاً إسرائيلياً يشعر حالياً وسط المفاوضات بأنه يتحدث من مركز قوة بعد تدمير نحو 90 في المائة من قدرات «حماس»، ويتمسك بشروط «مستحيل أن تقبلها الحركة»، منها عدم خروج أسماء كبيرة في المفرج عنهم في الأسرى الفلسطينيين، ويضع مطالب بشأن الانسحاب من القطاع.

بالمقابل يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن ثمة اختلافاً تشهده المحادثات الحالية، خصوصاً في ظل مساعٍ مكثفة من الوسطاء وإصرار الإدارة الأميركية حالياً على بذل جهود كبيرة للضغط على «حماس» وإسرائيل ليسجل أن الصفقة أبرمت في عهد الرئيس جو بايدن، فضلاً عن وجود مهلة من ترمب لإتمام الهدنة.

ويعتقد أن نتنياهو قد يناور خلال الأسبوعين الحاليين من أجل تحصيل مكاسب أكبر، وقد يزيد من الضربات بالقطاع، ويمد المفاوضات إلى بداية العام المقبل لتدخل المرحلة الأولى من الهدنة قبل موعد تنصيب ترمب، كما اشترط سابقاً.

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وأفادت «القناة الـ13» الإسرائيلية، الجمعة، بأن الحكومة كشفت عدم حدوث أي اختراق جدي في مسألة إبرام صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، مؤكدة وجود كثير من الخلافات، لافتة إلى أنه تم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قبل أيام بأن الحركة معنية بالوقت الحالي بإبرام صفقة، وأن هناك تغييراً في موقفها.

أما «حماس»، فأصدرت بياناً، السبت، في ذكرى تأسيسها الـ37، يتحدث عن استمرار «حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان، وتطهير عرقي وتهجير قسري وتجويع وتعطيش، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً»، مؤكدة انفتاحها على «أيّ مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال، مع تمسّكها الرَّاسخ بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والتمسك بعودة النازحين وانسحاب الاحتلال وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمَّره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى».

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

وباعتقاد مطاوع، فإن «مجزرة النصيرات وغيرها من المجازر التي قد تزيد كلما اقتربنا من اتفاق تستخدم ورقة ضغط إسرائيلية على (حماس)، ليعزز نتنياهو مكاسبه بتلك العراقيل والضغوط»، فيما يرى عكاشة أن الحركة في ظل «عراقيل إسرائيل» لن تغامر بالمتبقي من شعبيتها وتقدم تنازلات دون أي مقابل حقيقي.

ولا يحمل الأفق «احتمال إبرام اتفاق قريب إذا استمرت تلك الشروط أو العراقيل الإسرائيلية، ولو ضغطت واشنطن»، وفق تقدير عكاشة، لافتاً إلى أن «بايدن تحدث أكثر من مرة سابقاً عن اقترب الاتفاق من الإنجاز ولم يحدث شيء».

وبرأي عكاشة، فإنه يجب أن يكون لدينا حذر من الحديث عن أن المساعي الحالية قد توصلنا لاتفاق قريب، ولا يجب أن يكون لدينا تفاؤل حذر أيضاً، لكن علينا أن ننتظر ونرى مدى جدية إسرائيل في إبرام الاتفاق المطروح حالياً أم لا كعادتها.

غير أن مطاوع يرى أن المؤشرات والتسريبات الإعلامية كبيرة وكثيرة عن قرب التوصل لاتفاق، وهناك عوامل كثيرة تقول إنها باتت قريبة، موضحاً: «لكن لن تحدث الأسبوع المقبل، خصوصاً مع مناورة نتنياهو، فقد نصل للعام الجديد ونرى اتفاقاً جزئياً قبل تنصيب ترمب».