رحلة مع باسكال مشعلاني: في السفر أمارس فن الاكتشاف وهواية التسوق

تعشق الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني فكرة الاكتشاف، ولا تفوّت على نفسها زيارة أي بلد جديد. فهي تعشق التعرف على تقاليد الغير وعاداتهم وأسواقهم. ولا تُخفي أنها محظوظة لأنها بحكم عملها فنانةً تتلقى دعوات كثيرة لإحياء حفلات في كل بلدان العالم، تستغلها للممارسة هواية الاستكشاف، خصوصاً عندما تكون مع ابنها إيلي وزوجها الموسيقي ملحم بوشديد.
- السفر متعة لا يمكن وصفها، ويمكنني القول، إنه بمثابة منبع يزودني بالطاقة والقدرة على الابتكار. فهو فرصة مهمة لشحذ الطاقة، من الناحيتين النفسية والفنية. من الناحية النفسية، هو وسيلة هرب من أي هموم يومية، ومن الناحية الفنية يفيدني في تطوير نفسي؛ لأني عندما أستمع لنغمة ما، أو أشاهد منظراً معيناً، فإنه يرتسم في ذاكرتي، وأستخدمه فيما بعد في أغنية أو في «كليب» مصور. وهذا ما حدث فعلاً في زيارة لي إلى ماليزيا. فعندما سمعت أغنية أعجبتني كثيراً بحيث كتبت كلماتها بالعربية وأديتها. الأمر نفسه حصل لي في اليونان وإيطاليا، حيث يتعدى الاستمتاع بالنسبة لي الاستجمام أو الراحة إلى الاستفادة للخروج عن المألوف في أعمالي.
- أحب باريس لأنها تحمل لي ذكريات شخصية عزيزة على نفسي، كذلك اليونان التي أمضيت فيها شهر العسل، لكني أعشق لاس فيغاس الأميركية. فهي من الأماكن التي لا أمل منها أبداً، ولا أتعب فيها؛ لأنها تتجدد بشكل دائم، كما تعرفك إلى فنون ثقافات مختلفة ومتعددة.
أغرمت بها منذ أول زيارة، حيث حضرت ثلاثة استعراضات فنية مرة واحدة. منذ تلك التجربة وأنا أقتنص أي فرصة لكي أعيد الزيارة إليها لكي أستمتع بالأعمال المسرحية والفنية الراقصة المتجددة فيها، بما فيها تلك المتعلقة بالألعاب النارية.
- تسحرني الأماكن الطبيعية وتشعرني بالحرية وبالعودة إلى الجذور، بدءاً من رائحة تراب الأرض أو شذى زهورها وأشجارها. لكني لا أميل إلى الرحلات التي تحتاج إلى حركة ولياقة بدنية وطول نفس؛ فهي لا تعنيني. فالمغامرات من تسلق الجبال إلى زيارة المغاور واكتشاف الأدغال، وما إلى ذلك لا تُغريني كثيرا؛ لأني أميل أكثر إلى السياحة المريحة والمرفهة. والسبب أني أحتاج إلى الاستجمام والراحة بعيداً عن صخب ومسؤوليات الحياة اليومية. ثم إنه منذ زمن طويل وتدليل النفس مثل الخضوع لجلسات تدليك، والتسوق من الأشياء التي ترتبط في ذهني بالسفر. فمجرد التفكير فيها أو الاستعداد إليها تدخل السعادة إلى نفسي. لذلك؛ ترينني أحب بلداناً بعيدة ككندا وأستراليا.
- عندما أكون في رحلة عمل، أفضّل أن أنام لساعات طويلة، وأقلل من التحدث مع الآخرين قدر الإمكان؛ حفاظاً على صوتي. أما في رحلات العطلة فأحب الحمامات العربية إذا كنت في تونس والمغرب، وكذلك أمضي ساعات طويلة في ممارستي هواية التسوق، خصوصاً تلك المتعلقة باكتشاف عطور وبهارات وأنواع شاي وغيرها. التسوق بالنسبة لي جزء من السفر، علماً بأني لا أقتصر على شراء الأزياء والإكسسوارات، بل أيضاً أحب تسوق أدوات ديكور والأثاث. ويمكنني أن أقف أمام واجهات المحال التجارية لساعات طويلة دون ملل. لهذا؛ فأنا أقضي الكثير من أوقاتي في التسوق عوض زيارة المتاحف، التي أجدها بكل بساطة باردة، يمكنني أن أقرأ عنها في الكتب.
- أرتب حقيبة السفر بنفسي؛ حتى أكون على علم بمكان كل غرض فيها، وهو ما يساعدني عندما أكون في رحلة عمل، حيث أمد يدي إلى الحقيبة وأخرج منها ما أريده بسرعة؛ لأنني أكون حفظت كل شيء عن ظهر قلب أثناء ترتيبي لها.
- أحب اكتشاف أطباق كل بلد أزوره، لكني في الوقت نفسه أفضّل تلك المعروفة بـ«أسواق السمك» (fish market)؛ فهي تقدم كل أنواع ثمار البحر والأسماك التي أفضلها عن باقي اللحوم.
- أنا أعشق السفر، لكني لن أنسى تجربة كادت أن تسبب لي عقدة نفسية لولا أني تخلصت منها بسرعة. كانت رحلة عودة إلى لبنان، وكانت أحوال الطقس رديئة جداً إلى حد جعل قائد الطائرة يحلق بنا فوق مطار بيروت لأكثر من ساعة بسبب عاصفة ثلجية. وهناك من أغمي عليه بين الركاب، وهناك من كان يصرخ خوفاً. بالفعل، كانت من أسوأ ذكرياتي، لكنها لن توقفني عن السفر كلما سنحت لي الفرصة.