قراصنة يخترقون مكنسة كهربائية روبوتية

حولوها إلى جهاز متجول لمراقبة سكان المنزل

قراصنة يخترقون مكنسة كهربائية روبوتية
TT

قراصنة يخترقون مكنسة كهربائية روبوتية

قراصنة يخترقون مكنسة كهربائية روبوتية

قد يبدو لكم شراء روبوت للتنظيف فكرة رائعة، ولكنّ معرفتكم بأنّ هذه الروبوتات تباع لكم على شكل جهاز يتصل بالإنترنت ومجهّز بميكروفون وكاميرا ليتجوّل في أرجاء منزلكم طوال اليوم... قد تدفعكم ربما إلى العدول عن الفكرة.

مكنسة مخترقة
حديثاً اكتشف باحثون في «شركة بوزيتيف تكنولوجيز» نقطتي ضعف في إحدى المكانس الكهربائية الروبوتية، يعتقدون أنها قد تؤثر على المستخدمين، عبر السماح للقراصنة الإلكترونيين بالسيطرة على الجهاز واستخدامه للتجسس على مالكيه، أو تصويرهم بواسطة الكاميرا الموجودة في تصميمه، والتي تأتي مجهزة بإمكانية الرؤية الليلية.
لحسن الحظ، تتطلب هذه المهمة من القرصان النجاح في اختراق شبكة الروبوت بالكامل، أو أن يضع يديه مباشرة على الجهاز. بمعنى آخر، على أحدهم أن يستهدف المكنسة الروبوتية التي تملكونها بشكل مباشر.
يعتبر هذا الروبوت أحد الأمثلة الكثيرة التي تثبت خطورة استخدام أجهزة إنترنت الأشياء المصممة بكاميرا وميكروفون في منزلكم وتعريض خصوصيتكم للتهديد.
تعرف المكنسة الكهربائية الروبوتية التي عثر فيها الباحثون على مواطن الضعف باسم «ديكيه» Diqee المجهّزة بكاميرا «360» وتمّ إنتاجها في منطقة دونغ غوان الصينية. وكما ذكر أعلاه، تتيح إحدى النقاط المكتشفة للقراصنة السيطرة على الجهاز عن بعد وتحويل هذا الروبوت إلى «ميكروفون على عجلات»، بحسب «بوزيتيف تكنولوجيز». أمّا الثانية، والتي تتطلّب الحصول إلى الجهاز، فيمكن تحقيقها، بحسب الباحثين، من خلال زرع بطاقة إس. دي. ميكرو في منفذ التحديث في الجهاز.
كما تبيّن أنّ ما من شيء يمنع القرصان من اختراق الجهاز بعد الوصول إليه. في المقابل، قالت: «بوزيتيف تكنولوجيز» إنّ برنامج المكنسة الروبوتية الثابت (فيرم وير) يمكن تحديثه بسهولة ليتضمّن سيناريو يسمح باعتراض أنواع أخرى من النشاطات على شبكة الاتصال بالإنترنت الخاصة بالمنزل. وقال موقع «غيزمودو» الإلكتروني إن شركة «ديكيه» لم تعلق حتى اليوم على الأمر.
تسجيلات كاميرا مسربة
على صعيد آخر، قال موقع «بي بي سي» إن كاميرا أمنية لاسلكية شهيرة تسمى «سوان» Swann مصممة لحماية الشركات والمنازل تعرضت لخطر القرصنة الهادفة للتجسس. هذا الخلل يعني أنّه كان من الممكن قرصنة مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية من ملكيات تابعة لأشخاص آخرين من خلال اختراق صغير في تطبيق «سوان» الأمني. واكتشف الباحثون هذا الخلل بعدما تحدّثت «بي بي سي» عن زبون تلقى تسجيلات أخرى غير تسجيلاته.
من جهتها، قالت شركة «سوان» في أستراليا و«أوز فيجن» شريكها الذي يزوّدها بالتقنية السحابية إنّ المشكلة قد حلّت. وأضافت أنّ هذا الخلل كان محصوراً في نموذج واحد من الكاميرا هي «SWWHD - Intcam»، والمعروفة أيضاً باسم «كاميرا سوان الأمنية الذكية»، والتي طرحت في الأسواق لأول مرّة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017.
ولكنّ هذه المشكلة أثارت بعض المخاوف من كون كاميرات مصنوعة في شركات أخرى ومدعومة من «أوز فيجن» تعاني من المشكلة نفسها.
هذا وشعر الرجل الذي ظهر مطبخه في تسجيل كاميرا «سوان» يملكها شخص آخر بالامتعاض.
في ذلك الوقت، وصفت الشركة المصنّعة هذه المشكلة بأنها حصلت «لمرّة واحدة».
بعد التقرير الذي نشرته الـ«بي بي سي» في يونيو (حزيران)، عمل فريق مؤّلف من خمس مستشارين أمنيين أوروبيين هم كين مونرو، وأندرو تيرني، وفأنجليس ستيكاس، وآلان وودوارد، وسكوت هيلمي على التحقيق في الخلل الموجود في كاميرات «سوان».
واكتشف الفريق في الكاميرات نقطة ضعف جديدة وهي أنّ أدوات البرمجة المجانية المستخدمة في صناعة الأمن السيبراني يمكن الاعتماد عليها لاعتراض رسائل مرسلة من خوادم كومبيوترات «أوز فيجن» إلى تطبيق «سيف باي سوان».
يستخدم هذا التطبيق للاطلاع على تسجيلات الكاميرا التي تتفاعل مع الحركة من حولها عبر الهاتف الذكي. وتضمّنت الرسائل التي تمّ اعتراضها مرجع رقم تسلسلي فريد يعطى لكلّ كاميرا في المصنع. ونجح الباحثون عبر تغيير هذا الرقم التسلسلي في الحصول على مقاطع فيديو من كاميرات أخرى، بعد أن عمدوا في اختبارهم على طباعة أرقام تابعة لكاميرات أخرى اشتروها.



ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
TT

ملصق لتصنيف مستوى أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت... في أميركا

يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)
يؤدي ارتفاع استخدام أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) إلى ظهور ثغرات جديدة يمكن لمجرمي الإنترنت استغلالها (شاترستوك)

كشف البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عن ملصق جديد لتصنيف معايير السلامة الإلكترونية للأجهزة المتصلة بالإنترنت مثل منظمات الحرارة الذكية وأجهزة مراقبة الأطفال والأضواء التي يمكن التحكم فيها عن طريق تطبيق وغيرها.

شعار (سايبر ترست مارك) أو علامة الثقة الإلكترونية يهدف إلى منح المستهلكين الأميركيين طريقة سريعة وسهلة لتقييم أمان منتج ذكي معين، تماما مثل ملصقات وزارة الزراعة الأميركية على الطعام أو تصنيفات (إنرجي ستار) أو نجمة الطاقة على الأجهزة التي توفر معلومات عن مدى استهلاكها للطاقة. وعلى الشركات التي تسعى للحصول على الملصق لمنتجاتها تلبية معايير الأمن الإلكتروني التي حددها المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا من خلال اختبار الامتثال من قبل مختبرات معتمدة.

ويتزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت المستخدمة في الحياة اليومية، من أبواب المرآئب وأجهزة تتبع اللياقة البدنية وكاميرات المراقبة والمساعد الصوتي إلى الأفران وصناديق القمامة، ما يوفر للمستخدمين مزيدا من الراحة ولكن ينطوي على مخاطر جديدة.

وقالت آن نيوبرغر نائبة مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الأمن الإلكتروني للصحفيين في مكالمة هاتفية «كل واحد من هذه الأجهزة يمثل بابا رقميا يحفز المهاجمين الإلكترونيين على الدخول». وملصق علامة الثقة الإلكترونية طوعي. لكن

نيوبرغر قالت إنها تأمل أن «يبدأ المستهلكون في طلب العلامة ويقولون، لا أريد توصيل جهاز آخر في منزلي، مثل كاميرا أو جهاز مراقبة أطفال، يعرض خصوصيتي للخطر».

وأضافت أن الحكومة تخطط للبدء بالأجهزة الاستهلاكية مثل الكاميرات قبل الانتقال إلى أجهزة التوجيه المنزلية والمكتبية والعدادات الذكية. وتوقعت طرح المنتجات التي تحمل العلامة في الأسواق هذا العام. كما يخطط البيت الأبيض لإصدار أمر تنفيذي في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس جو بايدن من شأنه أن يقيد الحكومة الأميركية بشراء منتجات تحمل علامة (سايبر ترست مارك) بدءا من عام 2027. وقالت نيوبرغر إن البرنامج يحظى بدعم من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.