مصر وإيطاليا لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة

السيسي يؤكد الحرص على كشف ملابسات مقتل ريجيني

الرئيس المصري ووزير الخارجية الإيطالي خلال المحادثات في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ووزير الخارجية الإيطالي خلال المحادثات في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
TT

مصر وإيطاليا لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة

الرئيس المصري ووزير الخارجية الإيطالي خلال المحادثات في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري ووزير الخارجية الإيطالي خلال المحادثات في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية)

أعلنت مصر وإيطاليا، أمس، اتجاه البلدين لتعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وفي مستهل جولة بدأها إينزو ميلانيزي وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي في القاهرة أمس، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وملفات إقليمية عدة، تتصدرها الأزمة الليبية، باعتبارها من العناصر الأساسية للسياسة الخارجية للبلدين.
وقال السيسي، خلال لقائه مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إن القاهرة تدعم «التمسك بوحدة الأراضي الليبية، واحترام إرادة الشعب التي ستنعكس في الانتخابات، ودعم الجيش الوطني النظامي، وهى المبادئ الأساسية التي تشكل الموقف المصري بصفة عامة تجاه مختلف قضايا المنطقة الحالية».
ومن جهته، أثنى وزير الخارجية الإيطالي على «الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية»، مؤكداً «أهمية تلك الخطوة في تدعيم قدرات الدولة الليبية ومؤسساتها الأمنية، وعودة الأمن والاستقرار إلى أراضيها».
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن السيسي أكد «اهتمام مصر بالكشف عن ملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وحرصها على مواصلة التعاون الكامل، وبشفافية تامة، من خلال السلطات المعنية، خصوصاً السلطة القضائية، ممثلة في النيابة العامة المصرية، التي تقوم بالتنسيق مع نظيرتها الإيطالية لمعرفة مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة».
وعقد وزير الخارجية الإيطالي لقاءً ومؤتمراً صحافياً مع نظيره المصري، ودعا إلى مكافحة ظاهرة الإرهاب، وقال: «نحن بحاجة إلى تأمين شعوبنا ضد الإرهاب لأنه ظاهرة دامت لسنوات طويلة، وعلينا أن نجد حلاً للظروف الصعبة، ومكافحة الإرهاب سوياً حتى نستطيع تأمين شعوبنا، وهذا التحدي يعد تحدياً مشتركاً لمصر وإيطاليا وجميع الدول التي تطل على البحر المتوسط».
وبدوره، أوضح شكري أن «القاهرة وروما تعملان على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعامل مع التحديات التي تواجه البلدين في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب».
من جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي إن «بلاده تقدر جهود مصر في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية»، موضحاً أن المهاجرين يبحثون عن مستقبل أفضل، وأنه من المهم وضع هيكل للمهاجرين الذين يبحثون عن مستقبل أفضل لهذه المناطق، ولفت إلى أنه «تم التباحث حول الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط، وأن الجهود المشتركة بين البلدين مسألة محورية ومهمة»، مشدداً على أهمية دعم تنمية الدول المصدرة للهجرة لوقف عمليات تدفق المهاجرين.
وأوضح شكري أنه بحث مع الجانب الإيطالي سبل مكافحة «الهجرة غير الشرعية، وأن مصر تتطلع لزيادة التعاون بين البلدين». وبشأن الدعوات التي توجهها روما للأطراف المعنية بالأزمة الليبية أهي للمؤسسات الليبية أم المناطق الجغرافية فقط، قال الوزير الإيطالي إن الدعوة لجميع «الأطراف والدول المعنية التي تطل على البحر المتوسط»، مرجحاً انعقاد المؤتمر في الخريف المقبل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن الوزيرين المصري والإيطالي تناولا «أهم ملامح العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تعد إيطاليا الشريك الثاني لمصر أوروبياً، والرابع عالمياً، بحجم تبادل تجاري بلغ 4.75 مليار يورو، كما تعد أكبر مستورد من مصر بقيمة 1.8 مليار دولار، وخامس أكبر مستثمر أجنبي في مصر بقيمة 7 مليارات يورو».
وأشاد شكري بقرار الحكومة الإيطالية افتتاح مكتب لوكالة ضمان الصادرات الإيطالية (SACE) بالقاهرة، حيث تقدم الوكالة ضمانات حكومية للشركات الإيطالية التي ترغب في الاستثمار في مصر، معرباً عن تطلعه لتفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك المتوقف منذ عام 2016.
وأوضح أبو زيد أن «هناك اهتماماً بالغاً من قبل الحكومة المصرية بمشروع إنشاء جامعة إيطالية في مصر، عبر إطلاق شراكة بين جامعة حكومية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية الإيطالية المهتمة بالمشروع، وذلك في إطار إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 عاماً للتعليم المصري».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.